لا شك بأن خطوة سعد الحريري بقراره التنحي عن الحياة السياسية، هو بمثابة الزلزال السياسي وله ما له من ترددات وتبعات، ومن بديهيات القول ان مرحلة ما قبل القرار لن تكون بالتأكيد كما قبله.

 

 

ولن أدخل الآن في تقييم تجربة التيار الازرق بعد استلام الحريري الابن قيادته بعد استشهاد الاب المؤسس، والتي اختصرها الشيخ سعد بكلمته الاخيرة واشار الى التسويات العديدة التي فرضت عليه "بحسب تعبيره"، والتي اوصلته الى هذه النهاية المتوقعة في ظل قوى سياسية لا يوجد في قاموسها مكان لمعنى "التسويات"، وترى بأي تسوية مجرد رضوخ واستسلام وليست تسوية !

 


 
المسؤولية الوطنية الكبرى الآن هي على عاتق جمهور المستقبل عشية استحقاق الانتخابات القادمة ان  حصلت، بالخصوص ان خصوم سعد الحريري الذين استفادوا إلى أبعد الحدود من "تسوياته" معهم، من دون ان يقدموا له أي مقابل على الاطلاق، بل قابلوا تسوياته وتنازلاته كونه " ام الصبي " بالكثير من العجرفة والابتزاز وليس اخرها افشاله بتشكيل الحكومة.

 


هؤلاء الخصوم وفي مقدمهم حزب الله والتيار العوني ، لن يتوانوا من الاستمرار بالاستفادة و "حلب" سعد الحريري وتياره وغرز مخالبهم وانيابهم فيه حتى بعد تنحيه، وذلك من خلال محاولاتهم حرف مسببات التنحي، فيعملون على ضخ اعلامي كبير للتأثير على مشاعر ووجدان هذا الجمهور المكلوم والحزين، فيجعلون زورا بان سبب ضعف ووهن سعد الحريري هو سمير جعجع او المملكة العربية السعودية أو حتى بعض الشخصيات السنية المعارضة لتيار المستقبل 
وذلك كمحاولة منهم على تفادي ترددات التنحي وانعكاسها في صناديق الاقتراع بما يخدم الاهداف الحقيقية التي استشهد من اجلها رفيق الحريري وهي بناء دولة القانون والمؤسسات وتحرير لبنان من اي احتلال كما كان يسعى الشهيد ودفع حياته ثمنا لها.


 
عزيزي جمهور تيار المستقبل، لا شك ان في عمق وجدانك لم تكن لتقدم على خطوات كان الشيخ سعد يطلبها منك، ولكن بوفائك للشهيد وبالتزامك بقرارات القيادة المتجسدة حينها بسعد الحريري كنت تلتزم بها عن غير قناعة منك وهذا يعتبر قمة الوفاء، اما الان فكل المطلوب منك هو الرجوع الى وجدانك ووطنيتك ومفاهيم الشهيد واهدافه، واي موقف غير ذلك هو بمثابة قتل جديد للشهيد وللبنان وان غيظك وحنقك المبرر يجب ان يصب الان وبعد ان صار زمام امورك بيدك وبعد تحرر قرارك  من كل الاعتبارات الضيقة او التشوشات المفتعلة، فإن صوتك الان هو معيار التزامك وحبك بقيم تيار المستقبل واهدافه وهذا يجب ان يكون متجذر في اعماقك ولا يتنحى او يستشهد، وليس الانجرار خلف بروبوغندا اخصامك، وهذا ما يأمله كل اللبنانيين منكم . فحذاري