نفهم تماماً تقلّب السياسة وطبيعة السياسيين المتقلبين والمتشقلبين سواء على طريقة الزعيم وليد جنبلاط او على منوال الرئيس سعد الحريري أو وفق أهواء ومزاجية جبران باسيل أو كما هي حالات النطنطة االقائمة بالوسط السياسي دون استثناء وكما هي حالات السلع اليوم وأحوال التجار التي رمت ألف بحصة بمياه السياسيين أو كما هي طبيعة السلطة المخادعة والتي تبحث عن مغانمها بتغريم الشعوب .

 


نفهم وقرأنا في كتاب الأمير وفي كليلة ودمنة وجذبتنا سياسات بسمارك وانتبهنا الى أن السياسة بلا دين أي بلا أخلاق على ضوء ما كتب وقال الكثيرون من علماء السياسة ولكن لم نقرأ أن هناك إمكانية دائمة للتنكّر من قبل رجال الدين اذ أن سرعة مسحهم لتواقيعهم تسبق أسوأ سياسي محلي وهذا ما جعل الناس تكفر يالدين مؤخراً بعد أن بات الوعظ مواداً مخدرة تفعل أكثر مما يفعل الأفيون الممنوع .

 

 

إقرأ أيضا :بُرءْ لبنان بعد صلاة البابا

 

 


قرأنا في كتب وسير الأديان أن الأنبياء كانوا فقراء وأنّهم عاشوا كأبسط ماعاش فقراء أقوامهم وأنهم لم يتملّكوا شيئًا من حطام الدنيا قإذا بنا نرى أن أصغر رجل دين يعيش أفضل بكثير مما عاش أولي العزم وأكثر ما يثيرك أولئك الذين لا يراعون الله عندما يطلون من خلال وسائل الإعلام للوعظ والدعوة الى الصبر وهم من أهل التخمة بل ويتحدثون بطريقة أن الأزمة لا تشملهم لأنهم في تأمين شامل وثرواتهم لا تُعدّ ولا تحصى وهذا ما يعيب سروات القوم من الأديان  اذ أنّهم أكثر ثراءً من السياسيين فلا إمكانية لذكر ثروة سياسي من كبار الطبقة السياسية مقابل ثروة رجل دين يمسك برقبة المال باسم الله .

 


كلما سمعت رجل دين يعظ الفقراء وهو متخم يُحببك برجل السياسة لأنك تجده مجرد متسول على باب مسجد أو كنيسة أو صومعة وهذا ما يخرجك من لبوث الدين عندما يتحوّل الى طريقة عيش وكسب وترف واسراف وهذا ما يُبرر للناس انحيازهم الأعمى لرجل السياسة واذا كان لبوس الدين من أجل الدنيا وهم أحرص عليها من غير الدينيين فلماذا نعيب على الناس تمترسهم خلف موائد السياسيين ؟ 

 


في فترة قصيرة جداً أي منذ تصدّع البلد اقتصادياً ومع انفجار المرفأ سمعنا مواقف متعددة لصاحب الغبطة وفي آخرها حديثه بعد زيارة رئيس الجمهورية وما سبقه من تصريح روما أثناء الصلاة على نيّة راحة لبنان والذي تضمّن كلاماً موضوعياً يصف فيه الجميع بالمساواة أمام مسؤولياتهم السيئة أمام الأزمة ليخرج من قصر بعبدا معللاً كلامه في روما على غير ما فهم ليقول أن الرئاسة أحرص الناس على لبنان ومع أن للكلمة أكثر من وجه الا أن دعوته اللبنانيين على الصبر والعمل من قبل غبطته على المساعدة معنوياً من خلال الصلاة ومادياً من خلال المساعدات العينية دفعت باللبنانيين الى ردود سريعة وهي تتابع نقل تصريح صاحب الغبطة من قصر بعبدا وعلى المعنيين في الجسم الكنسي قراءة هذه الردود لمعرفة حاجات الرعية لأن راع بلا رعية ككنيسة بلا مصلين .