ثمّة فئة قليلة غير معنية بكل ما قيل بحق من ذكرنا من شعب وسياسيين منتقدين وغير ذائبين في المشروع الجهنمي الذي فتحته الحكومات المتعاقبة وبكل فخر .
 

راوح العرب أمكنتهم وبقوا خارج الزمن وارتضوا أن يكونوا أولات حمل لمساوىء لا حصر لها وهذا ما أعابهم وجعلهم عبرة التاريخ الحديث ومجرد غبرة لا فائدة منها والعرب هنا حكاماً ومحكومين لا فرق بينهما لم تعد حيل الإيديولوجيات الصارخة مقنعة لأحد بعد أن دبّ الخراب من المشرق العربي الى المغرب العربي وهذا لا يعني أن أحوال غير العرب من المسلمين أفضل فشأنهم شأن أمّة العرب في السلطة والمعارضة وفي الشعب الذي يرزح تحت نير إحتلال السلطويات راضياً ومبرراً لها سوء استبدادها وطبيعة فسادها بطرق غريبة عجيبة قلّ ما شهدناها في أمم عانت ما نعانيه اليوم من أمراض فاتكة وقاتلة .

 


ربما يكون اللبنانيون خلاصة التجربة العربية لنمطيّ الحاكم و المحكوم وربما يكونوا النموذج الكافي للأمثلة المعطاة عن التجربة العربية الفاشلة منذ قيام الدولة الوطنية بعد التحرّر من الإستعمار وكذبة الإستقلال .

 


لم يترك اللبنانيون حزباً إلا ودخلوا به بحيث أنهم انتشروا في كل الشبكات السياسية سواء زمن المارونية السياسية أو بعيد سقوط الدولة وقيام الدويلات وأكثرهم تنقل ما بين اليمين واليسار ومنهم من " تفلسطن "  و" تسرأل "واستقر بعد طول سفر قومي ويساري وتموضع في صفوف الطوائف وارتضى أن يكون تابعاً لفخذ طائفي هنا وفخذ طائفي هناك بحيث أنجب بعد مخاضات طويلة وعسيرة طبقة سياسية أجزم أن أسوأ الأمم لم تشهد مثلها على الإطلاق .

 


أشبه ما تكون الجماعة اللبنانية وأقرب الى جماعة الشمبانزي بحيث لا مجال لضبط سلوكها أو حركاتها وسرعة بهلونياتها فتفقد تركيزك وأنت تجمع بصرك عليها لعدم ركوزها ونطنطتها بين الأشجار والظلال تماماً كما يفعل اليساريون في قفزاتهم البهلوانية مابين الإسلاميين وبين الليبراليين وكما هم العلمانيون الملتحفون بعباءة الدين وما أحوال السكارى بأحسن حال فهم أيضاً يتمسكون بالأحزاب المحرمة للخمرة كما هنّ السافرات اللواتي "يتبذبذن "أمام اللحية المتدينة وهن أكثر المناصرات للإسلامين السياسي والجهادي والأكثر انتماءً للتطرف المسيحي والأكثر عداءً للأحزاب اللادينية .

 

 

إقرأ أيضا : محور الصقور

 

 


والحركة النسوية هي الكتلة الناخبة الصلبة وعليها اعتماد القاصي والداني من أهل السياسة وهي متوزعة بشكل أكثري في تيارات الطبقة السياسية وتلعب هذه الحركة الدور الأبرز على وسائل التواصل الإجتماعي كافة وهي قد تكون الكثر تفرغاً لهذه المهنة ولهذه المهمّة من خلال عبادة زعيم هنا وتكفير زعيم هناك وثمّة رعاية خاصة لدورهن باعتبارهن الأكثر مشاهدة لبحث الذكر العربي عن هاجسه المفضل أيّ عن المرأة لذا فإن المرأة حالياً تقود الذكور الى حيث تهوى من الزعماء الدينيين والسياسيين ومن الأحزاب على اختلاف أسمائها .

 


كما ذكرت فإن السلطة العربية هي من أسوأ نماذج الحكم في العالم القديم  بحيث أنّ سبّها وشتمها ونعتها بكل الصفات الرذيلة نعوت محبوبة بالنسبة لها بل وإنها لا تملك الغيرة على أعراضها تماماً كما يقال عن الخنازير التي لا تتملكها الغيرة على إناثها  وتبرز تجربة السلطة اللبنانية رائدة ورائجة في هذا المجال اذا أنّها ومن لحظة ولادتها وهي تأكل كل شيء دون شبع حتى في أيام القحط لم تتوقف عن الأكل واستمرت ودون حياء يُذكر وقد شجعها على ذلك شعب يبرر لها نزعتها الأكولة وشراهيتها غير المحدودة ويجعل من مساوئها حسنات على باب الرحمان .

 


ثمّة فئة قليلة غير معنية بكل ما قيل بحق من ذكرنا من شعب وسياسيين منتقدين وغير ذائبين في المشروع الجهنمي الذي فتحته الحكومات المتعاقبة وبكل فخر .