ومقولة أن حزب الله لا يدعم فاسد أصبحت عبارة مستهلكة ومملة فيما الوقائع تؤكد ان شبكة تحالفات حزب الله كانت وما زالت مع منظومة الفساد ومافيات النهب والسرقة بدء بالتيار الحر ومتفرعاته مرورعا بالاصرار على بقاء سعد الحريري في السلطة وانتهاء بالرئيس بري ومتفرعاته وحرص الحزب على استمرار هذه التحالفات والتشبث بها مع علمه بأن هذا الثلاثي هو أصل الفساد وأمه وأبيه يطرح الكثير من الأسئلة حول جدية الحزب في معالجة الازمة، ويؤدي بنهاية المطاف إلى ان استمرار التضليل لم يعد مجديا وإلى أن التعاميم والبيانات ومحاولات إسكات البيئة لم تعد مجدية وأن الاولوية هي الناس والوجهة هي انقاذ الناس وما تبقى من مجتمع المقاومة، بعيدا عن استحضار مصطلحات للهروب الى الأمام مثل مصطلح الفتنة وأدوات داعش وتسليح النازحين، وتخويف الناس من محاربة الفساد هو فساد آخر لا يقل خطورة عن غيره .
 

انتشر خلال اليومين الماضيين ما يشبه البيان حول موقف حزب الله من الاحداث الجارية على الساحة، وحول الانتقادات التي توجهها البيئة الحاضنة لموقف الحزب من حلفائه ومراعاتهم والصمت عن ارتكاباتهم وفسادهم على حساب لبنان واللبنانيين وعلى حساب بيئة المقاومة وناسها وشعبها.

 

 

 البيان الذي جرى تعميمه بسرعة على التواصل الإجتماعي وصل إلى شرائح كبيرة اراد منه الحزب الحد من الانتقادات بل ولجم المنتقدين ووقف التحول الحاصل في موقف بيئة المقاومة، ولعل الحزب استشعر وصوله لمرحلة الخطر فذهب كما هي العادة إلى استخدام ما يشبه التعاميم العفوية وهي تهدف إلى ضبط الساحة بما يتلاءم مع توجهات الحزب وأهدافه وذهب التعميم وكالعادة أيضا الى استخدام مصطلحات: المؤامرة، وحدة الصف، وحدة الطائفة، المصلحة العامة، والمصلحة الخاصة، وكل حسبما ينسجم مع اهداف الحزب راهنا ومستقبلا.

 

 

وبالتأكيد فإن في التعاميم الحزبية من هذا النوع لا تراعي سوى المصلحة الخاصة بعيدا عن أي اعتبار لأزمة  وطن وشعب بكامله.

 

 

يقول التعميم: 


بموضوع موقف حزب الله من الازمة الحالية بين الرئيسين بري وعون  الحالة لم تصل لمرحلة خصام وطلاق بين عون وبري ، والحزب لا يتصرف بانفعال وليس مطلوب منه اتخاذ موقف مع او ضد . 

 


إن القاصي والداني بات يعلم ان كل الصراعات بين بري وعون او بين بري باسيل هي على حساب اللبنانيين وهي حول المغانم والحصص والامتيازات والصفقات، ولم تكن في يوم من الايام في صالح الدولة والشعب وبالتالي فإن وقوف حزب الله في المنتصف مراعاة لهذا وذاك هو إسهام في الفوضى والفساد والتعطيل فيما المفترض أن يكون الحزب على  مستوى عال من الحرص على لبنان ومصالح اللبنانيين وأن يتخذ الموقف الذي يتلاءم مع حجم الازمة وحجم الكارثة التي اصابت اللبنانيين من كل الاتجاهات وليس من اخلاقيات الحزب التنكر لحجم الآلام التي تصيب  اهله وناسه وبيئته فضلا عن عموم اللبنانيين  إن الاصطفاف الى جانب بري أو عون أو أي أحد آخر على حساب اللبنانيين هو خيانة تاريخية وهو تنصل من شعارات الحزب وانقلاب على مقولة الشهيد السيد عباس الموسوي الشهيرة عندما استشعر القهر والألم الاجتماعي"سنخدمكم بأشفار عيوننا"  


ولذا لا بد موقف واضح وصريح ضد الإمتيازات وضد الفساد وضد الاستئثار وإلا فإننا أمام تضليل متعمد ومقصود في وقت نريد لحزب الله أن موقفا إلى جانب أهل المقاومة وناسها.

 

 

إقرأ أيضا : لعنة أن تكون لبنانيا!!

 

 

 


يقول التعميم أيضا "الحزب تربطه بالتيار الوطني الحر وثيقة تفاهم ، وقواعد ميشال عون الشعبية على الصعيد المسيحي تمثل اكثر من ٦٠ ٪؜" .

 

 

لقد كانت وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله حاجة لكليهما في حينها، وكانت لها أهدافها المرتبطة بمرحلة محددة، وقد استُنفذت هذه الأهداف وباتت منتهية الصلاحية مع التطورات والاحداث التي طرأت منذ توقيعها وحتى اليوم، وإن إصرار حزب الله على التمسك بهذا التفاهم  اليوم خطيئة سياسية استراتيجية بعدما أصبح هذا التفاهم مادة للإبتزاز السياسي الدائم بوجه حزب الله دون غيره، ومن حليفه التيار دون غيره، فأصبحت وثيقة التفاهم مجردة من أهدافها الاسياسية والاستراتيجية من وجهة نظر التيار ومجردة أيضا من مبرراتها السياسية بدليل الإساءات المتكررة لهذه الوثيقة من قبل التيار نفسه من أعلى الهرم إلى آخره وآخرها ما صدر عن نبيل نقولا برسالته للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي كانت محل استغراب كبير لدى قيادة الحزب  بوصول مستوى التخاطب إلى هذه الدرجة، وما صدر عن جبران باسيل نفسه أكثر من مرة وقد سبق نقولا وباسيل كثيرون من قياديي التيار في مواقف الابتزاز والتهكم من التفاهم نفسه ومن حزب الله نفسه وكان من اخطر ما صدر  من هؤلاء محاولات توريط حزب الله بالسير  بمنظومة الفساد التي يعتبر التيار اليوم ورئيسه أحد أبرز رموزها مستغلا اولا وآخرا تحالفه مع الحزب وغطاء الحزب.

 

 

 ومن جهة ثانية لم تعد قواعد ميشال عون الشعبية تمثل 60 بالمئة من الشارع وهذا ادعاء ساذج بل ومغلوط وهو أمر بحاجة إلى تصحيح علمي قائم على استطلاع علمي وقد قرأت منذ أسابيع استطلاعا يتناقض نصه مع ما ينشره هذا التعميم وأن شعبية ميشال عون والتيار الوطني الحر في أدنى مستوياتها بل في اسوأ حالاتها.

 


وبالتالي فإن الرهان على وثيقة التفاهم هذه لم يعد يجدي ولم يعد في مصلحة حزب الله وبيئته كما ثبت للجميع أن التيار كله كان من أسوأ الأحزاب والتيارات التي مرت على لبنان في تاريخه.


إن التحالف (أي تحالف) يقوم على مبدأ المصالح المشتركة والأهداف المشتركة في سبيل التوظيف الصحيح للصالح العام ووثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الحر كان من بين أهدافها حفظ المقاومة في زمن المقاومة أما اليوم فالأولوية لحفظ الشعب لحفظ بيئة المقاومة وأهل المقاومة وشعب المقاومة وإخراج هذا الشعب من محنته بالذهاب إلى رفع الغطاء عن فساد التيار وغيره وما تسبب به من انهيار في كل مؤسسات الدولة وماليتها.  

 يقول التعميم أيضا:


الحزب تربطه بحركة امل علاقة مصير ومسار وإخوَّة وجهاد واهداف موحدة لذلك لا يمكن للحزب ان يتصرف الا كوسيط لمقاربة وجهات النظر ولتيسير تشكيل الحكومة في ظل العهد الحالي . 

 

 

يستعيد التعميم لغة التحشيد الطائفي لشد العصب الشيعي فيذهب إلى اعتبار حركة شريكة الجهاد والتضحيات وهو تضليل موصوف لأن حزب الله ضحى وقدم الشهداء بينما أستاثر الرئيس بري بالسلطة ولم يزل واستاثر الرئيس بري بكل الوظائف بسطوته وابتزازه ونجح في إخضاع حزب الله ليبقى الحزب متهيبا الفتنة الشيعية الشيعية فمضى على فساد الحوت الاكبر ولا يزال ولكن الأولى أخلاقيا وشرعيا تسمية الاشياء بمسمياتها لو أراد حزب الله بحق حماية المقاومة فليحمي ضهرها وقلبها ومتراسها المتمثل بالبيئة الشعبية والبيئة الحاضة، وإن حزب الله خسر ويخسر اليوم  وسيخسر غدا نتيجة تحالفات لم تكن إلا على حساب لبنان واللبنانيين  وخير مثال على ذلك التحالف مع التيار الوطني والتحالف مع حركة أمل وأوجه الشبه كثيرة.   

 

 

رسم المعادلات الخاطئة:

 

يتابع التعميم ويقول: 

 

لمن لا يفهم هذه المعادلة نقول له : 


هناك محاولة اميركية اوروبية لتعويم دور جوزف عون قائد الجيش اللبناني وتقديمه على انه حامل عصا موسى للحلول السحرية ، هذا بالعلن اما بالخفاء فهناك محاولة لدس الجيش بمواجهة المقاومة ولاعلان انقلاب او حكومة طواريء عسكري وفي هذه الحالة لا يمكننا معاداة الاكثرية المسيحية . 

 

 

إقرأ أيضا : في ذكرى الإنتصار كنا نريد أن نحتفل ولكن..

 

 

 

السؤال البديهي هنا من استدرج المجتمع الدولي نحو الجيش لولا الفساد المسكوت عنه ولولا الفوضى السياسية التي يقودها الحلفاء، ومن المسؤول عن الوصول إلى آخر الحلول وهي حكومة الطواريء العسكرية ألم يستنفد المجتمع الدولي كل محاولاته  للحلول السياسية ألم يستطع حزب الله أن يبعد شبح الحكومة العسكرية بالوقوف أمام المنظومة كلها والذهاب نحو الحلول السياسية العاجلة وتدراك الإنهيار ؟ لا نريد أن نصدق أن حزب يريد بقاء هذه المنظومة نفسها على فسادها وتجاوزاتها ووقاحتها لأنه يريد أن يحفظ المقاومة وهو في نفس الوقت يخسر الدولة والشعب وبيئة المقاومة وأهل المقاومة وقد وصلنا اليوم إلى الحضيض بفضل هذه السياسة . 

 

 

في أدبيات حزب الله أن الصمت عن الفساد هو للجم الفتنة وخوفا من الفتنة دخل لبنان في مستنقع التسيب والازمات ووصل الأمر ببعض اللبنانيين الى استجداء لقمة العيش في وقت يتهدد اللبنانيون فقدان الدواء وفقدان المحروقات وفقدان السلع الاساسية كل ذلك وحسب أدبيات الحزب  يجب أن يتقبله اللبنانيون خوفا من الفتنة، وهذا تضليل مقصود مخاطر ما يحصل اليوم أكثر بكثير من مخاطر الفتنة، طوابير الذل اخطر بكثير من مخاطر الفتنة وما يحصل  اليوم هو تهديد للامن الاجتماعي وهو سيؤدي الى المزيد من الاضطرابات الامنية المتنقلة من منطقة الى منطقة واسبابها واضحة وهي الازمة المالية والمعيشية وهل هناك فتنة تهدد اللبنانيين أخطر من ذلك ؟


خوف الفتنة شمّاعة نلقي عليها المزيد من العجز والمزيد من الصمت والمزيد من الاستسلام أمام حيتان الفساد وامراء الحرب وامراء الإنهيار.

 


 
ومقولة أن حزب الله لا يدعم فاسد أصبحت عبارة مستهلكة ومملة  فيما الوقائع تؤكد ان شبكة تحالفات حزب الله كانت وما زالت مع منظومة الفساد ومافيات النهب والسرقة بدء بالتيار الحر ومتفرعاته مرورعا بالاصرار على بقاء سعد الحريري في السلطة وانتهاء بالرئيس بري ومتفرعاته وحرص الحزب على استمرار هذه التحالفات والتشبث بها مع علمه بأن هذا الثلاثي هو أصل الفساد وأمه وأبيه يطرح الكثير من الأسئلة حول جدية الحزب في معالجة الازمة،  ويؤدي بنهاية المطاف إلى  ان استمرار التضليل لم يعد مجديا وإلى أن التعاميم والبيانات ومحاولات إسكات البيئة لم تعد مجدية وأن الاولوية هي الناس والوجهة هي انقاذ الناس وما تبقى من مجتمع المقاومة، بعيدا عن استحضار مصطلحات للهروب الى الأمام مثل مصطلح الفتنة وأدوات داعش وتسليح النازحين،  وتخويف الناس من محاربة الفساد هو فساد آخر لا يقل خطورة عن غيره .