كارثة اللبنانيين اليوم ليست فقط في الانهيار وليست فقط في الدواء وليست فقط بالمحروقات وطوابير الذل بل إن الكارثة الحقيقية هي بحكم هذا الثلاثي المقيت عون_ بري_ الحريري الذي يمعن في المزيد من الإنهيار وقد انعدمت لدى هذا الثلاثي أي أخلاق سياسية أو إنسانية تجاه لبنان وشعبه.
 

جلّ ما خرج به أمراء القوم لحل الأزمة عدد من "البيانات" وحرب إعلامية مكثفة لتضيف إلى المشهد اللبناني المتردي مشهدا سياسيا جديدا أكثر تفاهة ووسخا ووقاحة من كل ما يحصل، فتستعر حرب البيانات كأننا أمام فوضى غير مسبوقة، وكأننا أمام جمهورية لا دستور فيها يحكم بالحق، ولا قوانين فيها تضع حدا لفلاسفة الإسفاف والسفسطة وبياناتهم المملة على شاكلة مبادراتهم وصلاحياتهم.

 

 

هذا الثلاثي يكشف يوما بعد يوم أن خلافاتهم هي على مصالحهم وتسوياتهم، هي وفقا لمصالحهم ومبادراتهم هي أيضا وفقا لمصالحهم، فيما مصالح لبنان واللبنانيين آخر الاهتمامات وهم لم يرف لهم جفن أمام هول الكارثة التي تضرب لبنان واللبنانيين وهم اليوم أكثر وقاحة وكذبا ونفاقا.

 

 

إقرأ أيضا : جلسة الرقص على أوجاع اللبنانيين!!

 

 

من بيانات بيت الوسط منذ أيام إلى بيانات عين التينة إلى بيانات بعبدا اليوم أصبح اللبنانيون أمام  لغة جديدة في التخاطب السياسي، بل أمام فلتان سياسي غير مسبوق لا يشبه إلا حوارات زعران الشوارع، لقد أرادوا أن يذكرونا ويريدون دائما أن يذكرونا  أنهم أمراء الحرب والطوائف، وأنهم أمراء الخراب والدمار، لكن اسلحتهم اليوم الكذب والنفاق والتضليل والتعطيل على أنقاض لبنان وعلى جثث اللبنانيين، وما زالوا حتى اليوم  يلعبون بمصير اللبنانيين واقدارهم وأرزاقهم ومستقبلهم.

 

 

  في أي بلد في العالم يحتكم اهل الدولة وأهل الحل والعقد إلى الدستور والقوانين إلا في لبنان "كل ديك على مزبلته صياح"  لأننا أمام منطق اللا دولة وأمام منطق الحاكم بأمره وأمام منطق الطائفية والإقطاعية والحزبية المقيتة، وأمام منطق التسويات والمبادرات التافهة والتي لا يعقدها هؤلاء إلا للإلتفاف على الدستور عن عمد وقصد بما يضمن مصالحهم وحصصهم ومغانمهم فدمروا البلد واقتصاده وماليته فأصبح اللبنانيون أمام  مافيات بكل ما للكلمة من معنى.

 

 

إقرأ أيضا : في ذكرى الإنتصار كنا نريد أن نحتفل ولكن..

 

 

 

لم يكن المشهد السياسي اللبناني  بأكثر تكثيفاً  بالنفاق والكذب وحرب طواحين الهواء  مما هو عليه اليوم حيث وفي ظل الازمات القاتلة (دواء ،محروقات، غذاء،  وانهيار لسعر الصرف للعملة الوطنية)  
فيفتح الرئيس بري معركة البيانات تحت عنوان الصلاحيات وهو المفترض أنه صاحب المبادرات لكنه سرعان ما زاد الأمور تعقيدا لغاية في نفس يعقوب وفجأة يفتتح من جديد لغة التحشيد الطائفي هنا وهناك تحت عنوان حقوق المسيحيين فيما حقوق اللبنانيين جميعهم تسحق كل يوم ألف مرة.

 

 

كارثة اللبنانيين اليوم ليست فقط في الانهيار وليست فقط في الدواء وليست فقط بالمحروقات وطوابير الذل بل إن الكارثة الحقيقية هي بحكم هذا الثلاثي المقيت عون_ بري_ الحريري الذي يمعن في المزيد من الإنهيار وقد انعدت لدى هذا الثلاثي أي أخلاق سياسية أو إنسانية تجاه لبنان وشعبه وهي فعلا مدعاة محقة للقول هي لعنة حقيقة للبنان هذا الثلاثي،  ولعنة ان تكون لبنانيا في عهد بري وعون والحريري