تبّت يد مطلق النار في صبرا أو في أيّ منطقة لبنانية احتفالاً بنصر غزّة أو بأيّ عنوان عربي أو غير عربي مادام الرصاص في الهواء ، ولا يصيب صهونياً بل يحصد أعمار الأبرياء . وثبّت الله يداً توضأت للصلاة في صفوف المجاهدين الفلسطينيين في غزّة دفاعاً وزوداً عن فلسطين أرضاً وقضية .

 


لا أعتقد أن هناك من يحمي السلاح الموجه الى السماء سوى أناس غير مسؤولين وهوسلاح بلا رحمة ويهدر دماء الناس في بيوتهم وفي الشوارع ويثير الفوضى ويخلّ بالأمن الوطني وبالأمن الإجتماعي وهذا ما يستدعي التوصّل الى حلّ نهائي بشأن السلاح الفلتان حتى لا يكونوا اللبنانيين عرضة لصيد مطلقي النار بمناسبة أو غير مناسبة .

 


من السهولة أن ترى تراجعات حكومية في مواضيع حسّاسة باعتبار أنّها فاشلة في العناوين الإقتصادية بدءًا من صيانة المجتمع من مافيات الدولار ومن المتحكمين بالأسعار في ظل أزمّة يهرب منها السياسيون تاركين آثار أعمالهم الإجرامية لشعب مُفقر يتخبط بلقمة العيش بمهانة وذلّة بعد أن عاش عفيفاً طيلة سنوات الحروب العجاف .

 


لذا فإنّ تهرّب المسؤولين من ضبط السلاح الفلتان يغتفر لهم أمام هروبهم من ضبط الأسعار التي تسحق لبنانيين غير قادرين على الإستمرار في ظل الإرتفاع المستمر للسلع بحسب رغبة التجّار التي تبغي أرباحاُ أكثر من مضاعفة في ظل مقاومة لا تُذكر لذوي الدخل المحدود . 

 

 

إقرأ أيضا : فلسطين بين شعب الله المختار وشعب الله المحتار

 

 


إن ذنبهم مغفور في السلاح المتفلت لعدم قدرتهم على توفير الأمن الغذائي للبنانيين ولعدم إمكانيتهم في وضع حدود للفلتان المستشري في السلاح والتهريب وما يشبهما وما يتصل بهما من مخالفات مخلّة بالقوانيين وبالأنظمة وبطبيعة الدولة ككيان سلطوي مسؤول مباشرعن حفظ النظام العام .

 


من الطبيعي أن تزدهر الأعمال المخلّة بالأمن طالما أن السياسات المتبعة تسهم بشكل أو بآخر في تعزيز مشاهد التفلّت من القوانيين والأنظمة المرعية وهذا من نتائج حكومات وُلدت أصلاً للتحاصص السياسي في المزرعة السياسية وهي التي أوصلت البلد الى حتفه . لذا ليس مقدّر لأيّ حكومة التطلع الى متطلبات الأنظمة والقوانيين بقدر ما هي مرتهنة لمتطلبات المصالح المباشرة لهذا وذاك وذيّاك .

 


إن السعيّ الراهن على ضوء التأليف وإعاقة التأليف الحكومي أيضاً يجدّد ذهنية التعاطي السياسي القائمة والمتبعة من قبل الطبقة السياسية وهذا ما يجعل من المجتمع الدولي ومن المبادرة الفرنسية تحديداً مجرد فرصة  شكلية لهذه الطبقة كي توهم العالم أن ثمّة جديد في السلة الحكومية طالما أنّ فرنسا وافقت على حكومة حريرية تعيد إنتاج ما يتحمّل مسؤوليته وبشكل مباشر الشيخ سعد الحريري من خلال تجاربه الحكومية المرّة إن لم تكن الأمرّ لأنّها سببت أكثر من سبب وضيع لوضع لبنان على لائحة الدول الأكثر فقراً .

 


إن نزعتيّ الحريرية السياسية والعونية السياسية سواء باتجاه التعاون قديماً بإيصال العونية الى الرئاسة الأولى أوباتجاه العودة حالياً الى الإختلاف وسعي العونية لطرد الحريرية من الرئاسة الثالثة . قد أرهقتا الحياة السياسية من حيث هما على وفاق أو على فرقة .