المسكين قاآني حاول أن يتقمص دور سلفه قاسم سليماني، عبر دخوله على خط المواجهة، وافترض أن يقرأ رسالته إلى أكرم العجوري كل من بايدن والدول المعنية بالاتفاق النووي، فثبت بعد الوقف المفاجىء لإطلاق النار بأن قاآني ونظامه آخر من يعلم.
 

لن أدخل في متاهات البحث عن "المنتصر" في حرب ال11 يوم، ما يعنيني الآن هو المرحلة التي سوف تلي هذه الحرب، بالخصوص اذا ما أخذنا بعين الاعتبار طريقة إيقافها التي فاجأت الجميع بمن فيهم الاطراف التي كانت تدعي ادارة الحرب نفسها، وبالاخص ما يسمى بمحور المقاومة وعلى رأسه ايران.


 
فرسالة قاآني قائد فيلق القدس الموجهة قبل يوم من وقف اطلاق النار لقائد الجناح العسكري في الجهاد الاسلامي اكرم العجوري، كانت توحي باستمرار الحرب لمدة أطول، مما يعكس جهل القيادة الايرانية لمجريات الأحداث وما سوف تؤول إليه الامور! إذ ما معنى أن تتضمن رسالة فيها من التحفيز والدعم والحماسة والحث على الصمود والتصدي والابلاغ عن التعهد بالنصرة والمؤازرة، وفي اليوم الثاني يُعلن عن وقف إطلاق النار 
حتى أن هذه الرسالة أظهرت وكأن ايران وفيلقها، كالزوج المخدوع ولا تدري بما يجري حولها، وأن كل الادعاءات عن الدور المفترض ما هو إلا أضغاث أحلام وتوهمات دعائية.

 

 

إقرأ أيضا : للأسف هكذا ستنتصر حماس أيضا!!

 

 

واضح أن وقف إطلاق النار جاء بقرار اميركي مباشر من بايدن، وترجمة له على الارض من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومباركة عربية شاملة وقطرية تحديدا 


في الترجمة السياسية للحظة، بدا وقف اطلاق النار، وكأنه سحب لورقة الفصائل الفلسطينية وورقة غزة من أيدي النظام الايراني الراغب بحسب رسالة قااني لاستمرارها وديمومتها وبالتالي وضعها على طاولة فيينا، بكون ايران هي الطرف الوحيد القادرعلى ايقاف هذه الحرب وطبعا مقابل ثمن سياسي لا بد من دفعه.

 

 

المسكين قاآني حاول أن يتقمص دور سلفه قاسم سليماني، عبر دخوله على خط المواجهة، وافترض ان يقرأ رسالته إلى أكرم العجوري كل من بايدن والدول المعنية بالاتفاق النووي، فثبت بعد الوقف المفاجىء لإطلاق النار بأن قاآني ونظامه آخر من يعلم، وعليه فاذا كانت الحرب على غزة تهدف إلى إزاحة خط الدفاع الاول عن النظام الايراني عبر إضعاف الفصائل الفلسطينية التي تدور في الفلك الايراني والتخلص من صواريخها (الجهاد)، كمقدمة ضرورية لشل باقي المتاريس الايرانية بالمنطقة، فإن دخول مصر ونجاحها بفرض وجودها كلاعب أساسي على حساب اللاعب الايراني قد يؤدي الى نفس الهدف من الحرب وبالتالي فلا حاجة لاستمرارها طالما ان الغاية تحققت، يبقى أن نترقب الآن المرحلة التالية وإزاحة خط الدفاع الثاني على وقع تعثر محادثات فيينا .