هذا البيان الذي وزعه حزب الله سرا وتم تسريبه ومن ثم إعادة إخفائه، هذا البيان الذي حمل بضع كلمات وتكليف شرعي بتحريم التداول بأسماء وأعداد القتلى الذين يسقطون للحزب في سورية، أرسى موجة من الاحتجاج والشك في نفوس جماهير الحزب، وبدأت الأسئلة المشككة والمتململة تفور من نفوس المؤيدين لمشاركة حزب الله بقتل الشعب السوري بذريعة الدفاع عن المقامات الدينية واللبنانيين في سورية.. الأسئلة التي بدأ جمهور الحزب بطرحها هي على النسق التالي، فواحد سأل لماذا لا يحق لنا الاعتزاز والافتخار بشهدائنا؟ لماذا يتم التشييع سرا؟ هل هم حقاً شهداء؟ أم غزاة يغزون أرض الشعب السوري ويهتكون عرضه؟ ما هي مصلحة المقاومة في القتال في سورية؟ لو فعلا كان موضوع لبنانيين يقطنون قرى سورية يدافعون عنها لكانوا دفنوا في قراهم ولم يدفنوا في الجنوب والبقاع والضاحية؟!! لو كانوا يدافعون عن مقام السيدة الزينب لما كانوا قتلوا في القصير وحمص ودمشق وحلب؟!! أسئلة لا تنتهي وشكوك تتعاظم والحزب الذي عود جمهوره على المصارحة لقطع الشك باليقين لم يعد هكذا في عيون مريديه... شخص آخر يجيب المتسائل بأن الحزب لا يريد التحدث عن الشهداء وعن أعدادهم لسبب أمني،، فتعود أسئلة التشكيك بوتيرة أعلى، ما هو هذا السبب الأمني؟ أمام العدو الإسرائيلي كان الحزب يعلن عن شهدائه بكل فخر ويؤبنهم علنا فهل خطر الشعب السوري أمنيا على الحزب أكبر من خطر العدو الإسرائيلي؟ هل لدى الثوار السوريين مخابرات أهم من الموساد الإسرائيلي؟ صمت السائل لبرهة وأجاب نفسه بالتأكيد لا،، هناك شيء ما خفي، فراح السائل يعود جرحى الحزب الذين أصيبوا في سورية وأدخلوا الى مستشفيات البقاع ليبدد شكوكه، فزار تحديدا مستشفى دار الحكمة في بعلبك والتي شاهد فيها ما لم يكن يتوقعه لهول أعداد الجرحى والقتلى، وبدأ الجرحى يروون له مشاهداتهم والغصة تحنق حلوقهم.. لم نعرف ما هي الجدوى من القتال هناك، هناك شعب كان يطالب في الحرية فلماذا نحن نريد قتله؟ قيل لنا بأننا سنذهب لندافع عن مقام السيدة زينب لكننا قاتلنا في حمص ولم نزر السيدة زينب، وعن ظروف القتال يقول الجرحى العائدون، هناك بسالة لا توصف من الثوار، لم نكن نتوقعهم بهذا الاستبسال والاستشراس، واجهنا مقاومة عنيفة ولم نكن نعرف في جغرافية المنطقة ما أوقع لنا خسائر كبيرة، وقال كنا نتواصل مع الثوار عن بعد كانوا يصيحون بنا سائلين لماذا أتيتم لتقتلونا؟ لقد غرر بكم، نحن مثلكم نقاوم احتلالا لأرضنا وهتك أعراضنا طيلة ٤٠ سنة، نحن ليس لنا مشكل معكم ولا مع أي طائفة، نحن نريد حريتنا فقط ونريد أن نعيش بكرامة كما كنتم أنتم تحملون أيام الاحتلال الإسرائيلي لأرضكم.. عودوا الى بلدكم ولا تسمحوا لأحد أن يغرر بكم ويوقع الفرقة والفتنة فيما بيننا،، انسحبوا، ويضيف الجريح هذا آخر ما سمعته هناك وانفجر لغم بنا قتل من قتل وأنا وجدت نفسي هنا... وبعد جولة المشكك على عدد من الجرحى عاد بنفس الخلاصة، خصوصا أن جميع العائدين أجمعوا أن المعركة ليست معركتنا وليست من شيمنا ولم نتربى على ذلك... وحمدوا ربهم على إصابات هم التي أعاقتهم من أرض الجحيم
عاد المشكك محبطا الى منزله وقال بينه وبين نفسه،، حزب الله يعرف أن المعركة في سورية ليست من شيم المقاومة ولكنه مضغوط على أمره وأضاف لربما بسبب إعادة بعض من الجميل لمن فتح للمقاومة طريق سلاحها، وختم الشاب لهاذا يخجل الحزب عن الإعلان عن قتلاه وجرحاه... متمنيا أن يحذو الحزب حذو حركة حماس التي قالت لن ندعم على باطل من دعمنا على حق...