نزل خبر زيارة الزعيم وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية ولقائه الشيخ سعد الحريري والأمير بندر بن سلطان كالصاعقة على قوى الثامن من آذار، وخصوصا حزب الله.
وبعدما كثر الحديث في الأسبوع الفائت عن إمكانية إنضاج تشكيلة حكومية وفقنا يريدها رئيسها المكلف لم يكن الحزب يأخذ القضية على محمل الجد، وكان يأخذها في إطار التجاذب وتسجيل النقاط، لكن زيارة جنبلاط السعودية بينت جدية الموضوع وأوحت بأن حكومة المصلحة الوطنية والتي يسميها حزب الله حكومة الأمر الواقع أصبحت ولادتها حتمية، فبدأ الحزب استخدام سلاحه المعتاد وهو التهديد بالويل والقبور وعظائم الأمور، وراح يغذينا قيما وطنية وقومية فينا لسان حاله يفهمنا بأن هذه الحكومة هي انقلاب على الثوابت وانقلاب على الدستور،وأيضاً شن الحزب هجوما على رئيس الجمهورية واصفا إياه بمقاوم المقاومة والمنقب عليها.
بعد عودة جنبلاط أصبح مؤ أن حكومة الرئيس سلام أصبحت جاهزة ولا ينقصها سوى إعلان تشكيلتها، إلا أنه تم الاتفاق بين مختلف الأفرقاء على الاستمهال إلى ما بعد جلسة الخامس عشر من أيار النيابية لإفساح المجال أمام إمكانية التوصل الى قانون توافقي للانتخابات.
تحت عنوان اللحظة السياسية غير ملائمة والظروف الإقليمية لا تسمح بقيام حكومة من لون واحد، شعار يرفعه حزب الله حينما لا تكون الدفة السياسية في مصلحته، وهو بذريعة هذه العناوين إضافة الى الدفاع عن المقاومة من غدر العدو الإسرائيلي مستعد لفعل أي شيء في سبيل حماية مصلحته السياسية وموقعه في المؤسسات، والآن ينصب اهتمام تهديدات الحزب صوب الزعيم وليد جنبلاط الذي له الكلمة الفصل في المسار السياسي للبنان. رسائل التهديد الموجهة من الحزب الى جنبلاط بدأت تصل إما علنا وإما ضمنا، وبالأمس سرب خبر عن عزم وئام وهاب القيام بعرض عسكري في الشوف في ٢٥ أيار، وأيضاً بعض نواب الحزب أعادوا التلويح بالسابع من أيار.
مروحة التهديدات هذه من المفترض أن تكون نفدت صلاحياتها وهي لا توضع سوى بإطار تحسين شروط التفاوض والحصول على الحصة الوزارية التي يريدها الحزب.
في ظل هذا الواقع المشدود الاتصالات ستتواصل بين الساسة أجمعين للوصول الى حكومة مرضية للجميع، وما طلب الاستمهال إلا دليلا واضحا على الرهان على الربع الساعة الأخير.