لا تضيعوا الوقت وسارعوا إلى تشكيل حكومة وفق أحجام الكتل، بضع كلمات قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، كانت كفيلة في توضيح صورة المشهد السياسي الذي يجهد الحزب لإبقائه قاتما، ويبقى هو متفرغا للقتال في سورية، قالها السيد نصر الله بالفم الملآن،نريد حكومة على صورتنا ومثالنا ويكون ترجيح الكفة في قراراتها لصالحنا، بهذا الوضوح أسقط السيد حسن ورقة التوت عن كل الغزل والكلام الإيجابي تجاه الرئيس المكلف، هذا الوضوح بين نية الحزب وحلفائه في تسمية الرئيس المكلف والتي أرادها الحزب أن تكون وسيلة ضغط على الرئيس تمام سلام ليسير وفق الأجندة المرادة له، إلا أن سلام الذي التزم الصمت طوال فترة تكليفه أغلق الباب بحنكة على أي محاولة للتشويش والضغط عليه،وبقي متمسكا بما يريد، أي حكومة انتخابات لا وجود للكتل السياسية داخلها.
في الأسبوعين الأخيرين كانت الاتصالات جارية بين مختلف الأطراف وخصوصا بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، حول كيفية الخروج من الركود الحكومي والوصول إلى إعلان التشكيلة.
بعد سلسلة اتصالات بين قوى الثامن من آذار والرئيس المكلف لم يحصل خلالها أي تقارب، عزم سلام التوجه إلى تشكيل الحكومة التي يريد، ولكن أراد الاستمهال لمشورة النائب وليد جنبلاط حول إمكانية سيره بهذا التشكيل،وجن بلاط كان يدرك بأن الحزب ومن خلفه لن يسهلوا تشكيل الحكومة، بعد كلام السيد نصر الله قرر جنبلاط السير بتشكيلة سلام وأبلغه:"شكل الحكومة وأنا سأسير معك" كذلك حرك جنبلاط ماكينات مشاوراته وبناء عليها أعطى الإشارة الحاسمة للسير بالتشكيل.
اليوم في جعبة الرئيس المكلف تشكيلة شبه جاهزة، وهي حكومة مصغرة من ١٤ وزيرا، لكن الصعوبة تكمن في اختيار الوزراء الشيعة والآن يجري الرئيس سلام مشاورات لاختيارهم وفقما يراهم مناسبين.
الأمور اليوم بلغت مرحلة خواتيمها، الرئيس سلام حسم أمره وعزم على التشكيل في أسرع وقت ممكن، والكلام وصل إلى مرحلة أن في الأسبوع المقبل ستقصر الحكومة النور.