لأوّل مرة كان هناك شبه إجماع على أنّ التصويب نحو المصارف هو الاتّجاه الصحيح الذي تسلكه الثورة، حيث كتبت إحداهنّ: بغض النظر اذا كنتوا مع او ضد التكسير بس المصارف بتستاهل، وهيك بتكون الثورة.
 

كانت ليلة أمس صاخبة كجميع تلك الليالي التي بات يشهدها لبنان منذ حوالي 3 أشهر. اختار المتظاهرون الهدف وتوجّهوا إلى شارع الحمرا، وبدأت وتيرة الحراك تتصاعد شيئًا فشيئًا.

 


أسابيع طويلة مضت على وضع المصارف يدها على أموال الناس، خاصةً أولئك، صغار المودعين. بات معلومًا أنّه لا يحقّ لأيّ كان تقاضي أكثر من 200 دولار أسبوعيًا، تحت ذريعة عدم توفّر الدولار. فيما مصير باقي الحساب ما زال مجهولاً ولا يعلم صاحبه إذا كان سيحصل عليه في نهاية المطاف أم سيخسره، وسط الأخبار المتضاربة بين المعنيين والوعود الواهية في حين آخر.

 


تفاقم غضب الكثير من المتواجدين على الأرض، وبدأوا بتكسير واجهات المصارف مع تدوين عبارة "يسقط حكم المصرف"، فيما صعّد آخرون موقفهم وأضرموا النار على مدخل جمعية المصارف.

 


أجمعت المحطّات على نقل الخبر وعلى أنّ هناك مواجهات بين "مثيري الشغب ومعتدين في شارع الحمرا وبين القوى الأمنية"، فيما استياء بعض روّاد مواقع التواصل الإجتماعي كان واضحًا بسبب هذا الوصف، لأنّ اعتداء من على من، لا نقاش فيه، وأن ما حصل ليس إلاّ ردة فعل.

 

إقرأ أيضًا: آخر خرطوشة

 


لأوّل مرة كان هناك شبه إجماع على أنّ التصويب نحو المصارف هو الاتّجاه الصحيح الذي تسلكه الثورة، حيث كتبت إحداهنّ: "بغض النظر اذا كنتوا مع او ضد التكسير بس المصارف بتستاهل"، "وهيك بتكون الثورة".

 


"بسيطة شوية ازاز" كان هذا التعليق يلخّص ما جرى بالفعل في "ليلة الغزو على المصارف" كما جرى تسميتها بعيدًا عن التهويل بالإعلان عن الأضرار التي لحقتها بها. هذا غيض من فيض، كما أكّد أحد المعلّقين، ولا يُعادل الأضرار التي سبّبتها قرارات وممارسات تلك المصارف على النّاس، من الإذلال أولاً و"الوقاحة" في الحجز على أموالهم ثانيًا.