تخلصوا من عقدة العمامة ومن شيزوفرينيا العباءة ومع احترامنا لكل رجال الدين هم بالمستوى التعليمي قد يكونون أقل من أي شخص آخر ودراسة الدين او الشريعة او الحوزة لا تجعل رجلا حاكما بأمر الله بكم.
 
مع حلول فجر اليوم التاسع للثورة الشعبية ومع بدء وصول السلطة السياسية إلى أن سيناريو ملل الشعب الذي كانوا يعتمدون عليه لاخراجهم و احباط انتفاضتهم قد فشل بالفعل و الاصرار على البقاء يزداد بعد كل خطاب سواء طاله مقص المونتاج أم كان بثا مباشرا حقيقيا و مع اندثار الخوف الذي ولدته السلطة طوال السنين التي اندثرت وهم يجروننا خلفهم كالخراف و يشترون اصواتنا بمئة دولار او ببون بنزين او ربما ببضع سندويش شاورما ومع اخماد كل محاولة فتنوية لاخماد نار الثورة فهم بالفعل قد اعتادوا علينا شعبا تلهبه المذاهب و تفرق المواقف ابناء العائلة الواحدة، ومع كل ما نقله الاعلام وما غض عنه الطرف لغاية في نفس تحسين او سواه و مع انعدام الثقة بالقضاء فكافيك أن تكون القاضية عون لتقتل في ذاتك الأمل بعدل في المحاسبة و بوضع الإصبع على مكامن الفساد، مع كل هذا بات معلوما و مسلما به لدى الجميع أن اجهاض جنين الثورة هذه المرة غير ممكن لا بل مستحيل فهي لم تحمل به يوما و يومين ولا شهرا وشهرين بل سنين وسنين حتى ارهقها هذا الحمل الثقيل هي حملت من الفساد من الجوع والفقر والبطالة و المصارف والنهب و الوجع والالم والحرمان، لكنها ليست عاهرة لأنها انجبت الوعي، أنتجت هذا الذي وحد ما لم يتوحد قبل اليوم و جمعت القلوب و نبضها والعقول والضمائر وصوتها، فهيهات أن تغتالوا ثورة نبتت من رحم فعلكم.
 
لكن، يبقى لدى كل الشعب بمختلف شرائحه و طبقاته نوعا من الخشية في توجيه النقد لرجال الدين و ان كانوا على دراية تامة بما فعلوا و بما انتجوا لجمهورهم و لاهل بيتهم حتى، لا تصدقوا لحظة ان هذا مولانا ومولا كل مؤمن ومؤمنة و أنه يخبأ تحت العباءة بطاقات الدخول إلى الجنة و مفاتيح الفردوس الأعلى و يبيعكم صكوك الغفران مقابل دمائكم و ارواحكم وضمائركم.. لا نقول أنه يتوجب علينا أن نكيل الشتائم فهذا الأمر مرفوض تجاه أي شخص سواء كان رجل دين ام غير ذلك لكن النقد صحيح و عندما نحب شخص فمن الصواب أن ندله على أخطائه
 
وطالما هو شريك في السلطة والسياسة فنحن على حق إن شملناه بصرختنا و لا نطاله بالشخصي بل بأداء كتلته النيابية وأتباعه من الوزراء و كلنا يتذكر كيف كانت تهبط علينا فتاوى التكليف الشرعي إبان الانتخابات النيابية و تهويلنا بالنار ان انتخبنا غير هذا الخط، فأسياد المصانع و القصور و الكبتاغون أصبحوا يمثلون الله على الأرض، وتعبير ثقة السيد نخر بالأمس عقولنا لكنه لن يستطيع اليوم أن يخبئهم مرة جديدة تحت نفس العباءة.
 
رجال الدين ليسوا الله هم خطاؤون و قد يكونون كفار و قد يحتالون بهذا اللباس لأنهم يعرفون أنكم ما تزالون تعانون فوبيا العمامة تذكروا أن اوروبا عندما تحررت من سلطة الكنائس انطلقت الى الحياة بوجه جديد وما غضب الله الا علينا وان كنتم تتأملون الجنة و الآخرة فالسكوت عن الفساد سيغلق ابوابها بوجوهكم،فثوروا بحق وانتفضوا بوجه السلطان الجائر وجاهدوا و لا تخشوا شيء، انتم الكرامة وانتم رجال الله، ضعوا الاصبع حيث ترون الخطأ و اهتفوا ضد كل فاسد وكل شريك في ما آلت اليه الحال، تخلصوا من عقدة العمامة ومن شيزوفرينيا العباءة ومع احترامنا لكل رجال الدين هم بالمستوى التعليمي قد يكونون أقل من أي شخص آخر ودراسة الدين او الشريعة او الحوزة لا تجعل رجلا حاكما بأمر الله بكم.