قل لي ما نوع الصمغ الذي وضعوه لك تحت الكرسي، مما صنعوه حتى التصقت به هكذا؟؟
 
أقسم عليك.. بدموع ابن مؤسسة نزفت في الجرود حتى نبت تحت الصخر الاقحوان أجبرته مرارة سطوتك يوما أن يتصادم مع أبيه، مع أمه، أخته وأخيه.. أقسم عليك بصراخ المحرومين، بثورة المقهورين، حتى بالفساد سأحلفك وبما أغرقتنا به من دين، أقسم عليك بساحات شهداء هم راحوا بعيدا ليبقى الأرز، بساحة السلام في فيحاء تأنّ من البطالة والفقر والجوع، بعواميد قلعة تهتف من ألمها تحت الشمس، بساحة مناضلين أسماؤهم سجلها التاريخ ورصعها الاستقلال، رسموا العلم بدمائهم وباسمهم يشتهر لبنان، بجنوب مقاوم دحر العدو وأركع على أعتابه الاحتلال.. 
 
أقسم عليك بطفل نزل بزيّه المدرسي ترك صفوف العلم ليعلمكم في الثورة دروس، بخريج بثوبه يبحث عن حلم تائه بين جدران المطارات ناظرا نحو السماء، بعجوز مسكين يبحث عن دولة تمسح عبراته، يرجوكم أن يعيش بكرامة قبل أن يضمه التراب، و ديغطي بذراته تلك التجاعيد التي تخبركم حكايات وتروي لكم قصة فسادكم الطويل، ألا تخجلون؟ ألم يبق في صفحات حياتكم ما يدعى الكرامة؟ ألا تشبع بطونكم تجويع الفقراء...أقسم عليك بقسم أديته لأجل لبنان، يوم ناديتهم يا شعب لبنان العظيم لبوا لك النداء، أقسم عليك اليوم بهم، بحناجرهم الهاتفة في ساحات النضال...
 
بكل ما أقسمت وبكل ما نسيت وبكل ما ذهب وبكل ما بقي...أخبرني.. قل لي ما نوع الصمغ الذي وضعوه لك تحت الكرسي، مما صنعوه حتى التصقت به هكذا؟؟ أخبرني... قل لي... قل للشعب... افهم بالله عليك، لن تمر على خير، لن نمل ولن نستسلم، هذا لبنان إن أراد الحياة، وهذا القدر القادم خلفك سيستجيب، لا تحاول، كفى بك تحاول احباط ثورتنا، حان الوقت للاصلاح والتغيير، لمستقبل جميل، للتنمية والتحرير، للتقدم بالاشتراك مع كل قوات الوطن.. آن الأوان أن نحكمكم بعد أن حكمتم بنا دهرا وقهرا .
 
 نعدكم أننا لن نمل ونحن على قدر الوعود و العهود، نحن لا نشبهكم ولا أنتم تشبهون هذا الشعب، هاجروا، غادروا، أريحونا... هذا العام سيكون عيد الاستقلال لا يشبه احتفالاتكم المزيفة، أقسم عليك وهذه المرة لست سيدي الرئيس انا سيدك وسيدتك..إلا أن ترضخ لارادة الشعب الثائر، فالثورة نجحت والشعب اليوم بكلمته صنع لبنانه الجديد وانتصر.