ثورة ام حراك ،فيروز ام جوليا، الوطن يتسع للكل لكن كفى تخوين وتحقير،الثورة حقيقة ولبنان للجميع.
 
تستمر الانتفاضة الشعبية في لبنان لليوم الثاني عشر متحدية كل محاولات افشالها وكل مخططات تخريبها حتى تلك التي ارادها لهم القدر، فرغم هطول المطر الذي قد يخطر لك ساعة انه غضب من الله لانهاء هذه التحركات التي تغلق الشوارع و تقطع عن الناس الحصول على قوت يومهم لكن تفكيرك قد يعد ادراجه حين يقنعه صوت الشارع ونبض الثورة وصراخ الضمير بأن اغلاق الطرقات امام الناس ما هو الا ضغط على اولئك الذين لا يسمعون او قد لا يريدون أن يسمعوا، لقد اصبح الوضع مزيجا" من المتناقضات، فقد تنام على لحن الثورة وتستفيق على وقع الحراك، ثورة ام حراك، حق ام باطل، المواطن دخل دوامة قد لا يجد مخرجها لكن المؤكد والجامع الوحيد أن الفساد مستشري في جسد السلطة والمضادات الحيوية لم تعد تنفع ولا جرعات الدولار، قد آن اوان الاستئصال، لكن ذلك قد لا يعني بتاتا أن استئصال الورم سبيل النجاة ربما طريق سريع للموت وربما هذا السرطان قد يعاود النمو حين تنسى انك قد عانيت وصرخت وتألمت وهنا يعود من جديد لينقض عليك فتلفظ انفاسك الأخيرة.
 
بين الضد الذي يبرز حسنه الضد الآخر، يقف المواطن حائرا فلا تخوين وكلنا نحب الوطن لكن كل لبناني يحب لبنان بطريقته، فحين تسمع معزوفة الشارع على ايقاع الثورة واوركسترا الانتفاضة يطربك لحنها ويشعل داخلك الحلم الذي غفا كل تلك الايام المنقضية حين طعننا الفساد ونهبوا المال العام واغرقونا في بحر الديون حتى بات اللبناني مديونا وهو في رحم امه ولو عاد القرار اليه لقرر البقاء في احشائها او لاراد ان لا يكون، هذه المعزوفة ولنكن منصفون تمثل باقي ال٤٩،٧بالمئة أي اولئك الذين لم يدلوا بأصواتهم في انتخابات ايار ٢٠١٨ وهم الرافضون للطبقة السياسية الحاكمة وللاحزاب والطائفية القابضة على زمام الامور في لبنان، و لكن قد يعزف لك الطرف الآخر مقطوعة موسيقية ايضا تعجبك بما فيها من دلائل وحجج وبراهين على صدق اقوالها وهذه الألحان تمثل الفريق السياسي المؤيد تحديدا لقوى ٨ آذار و بالاخص حزب الله والتيار البرتقالي.
 
 
لن اناقش كلمة الرئيس الحريري وورقته الاصلاحية ولا خطاب الرئيس القوي الممنتج الذي لم يسمعه الشارع بل تفرغوا لالتقاط الأخطاء المونتاجية وزوايا الكاميرا بل لا بد من تحليل خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي كان له صداه الاقوى والذي يثبت كل مرة انه الحاكم الاقوى ان لم نقل الاوحد في السلطة السياسية اللبنانية، السيد في خطابه ارخى على الشعب لاءاته الثلاث فلا إسقاط للعهد ولا لاستقالة الحكومة ولا لانتخابات نيابية مبكرة وقد استاء منه الشعب المنتفض حين وصف ثورته بحراك وتحدث بالمقابل عن من ركب موجة الحراك ومن يصرخ صرخة الحق ومن يموله عبر السفارات طالبا منهم التنبه ان كانت السفارات هذه تريد مصلحة على اساس ان السياسة الخارجية للدول تقوم على حسن النوايا وكأن السفارة الايرانية تريد مصلحة لبنان بينما السعودية او اميركا تخطط لتدميرنا.
 
 لا شك ان كل السفارات تريد مصلحة بلادها فقط لا مصلحة لبنان.بالعودة الى تصنيف السيد الذي اعتبر اليومين الاولين لهذه التحركات عفويين بينما فيما بعد دخلت اجندات خارجية، وفي تحليل لما يقول فقد بثت قناتا المنار و ال او تي في تقرير عن منظمة اوتبور الممولة صهيونيا ودورها في احداث الخراب في العالم وان ثورة الارز قد استوحت منها الشعار وان هذه التحركات تسير بنفس الخطى، كذلك الامر بالنسبة لتدخل الجامعة الأميركية واليسوعية في تقديم نفسيهما كقادة لهذا الحراك،فلا شك هنا أن ٢٠٪ على الاقل من الحراك ممول ومظاهر التمويل تتضح في بعض المناطق اكثر من غيرها كطرابلس مثلا التي تعاني الفقر كيف لها ان تصرف كل هذه الاموال على انتفاضة الجوع والبطالة والحرمان،  وهم أنفسهم وليس من زمن طويل أطلقوا النار لساعات يوم  تكليف الحريري رئاسة الحكومة،وان كانت هناك سفارات بالفعل تمول هذا الحراك فلننظر لما فعلوه في كل الدول العربية ابان ما سموه الربيع العربي حيث ان مطالب كل الدول بالفعل محقة لكن التدخلات الأجنبية في كل مرة كانت تحرف بوصلتها وتكسر تلك الابرة.
 
لا تقتلوا هذه الثورة ولا يزايد احد على الآخر بحبه للوطن، فالضاحية الجنوبية والمتن والجبل والشمال وبعلبك والهرمل وبيروت كلها تعيش نفس الحال ونفس الالم و نفس الوجع ومما لا يختلف عليه اثنان ارضينا ام لا ان المقاومة دحرت العدو الاسرائيلي مرة والارهاب الف مرة وبالتالي فإقحام سلاح المقاومة في الهتافات من شأنه حرف البوصلة مرة جديدة وافشال الثورة وهذا ما لا نبغيه، فلكنا يحلم بلبنان اجمل بلبنان خارج القيد الحزبي والطائفي لا لبنان اكثر طائفية،من هنا يجب تنظيم وتنسيق هذا الحراك او الثورة والتكاتف لاحقاق الحق وتوحيد المطالب في سبيل الوصول للهدف الأسمى من كل شيء في سبيل لبناننا الجديد.
 
ثورة ام حراك ،فيروز ام جوليا، الوطن يتسع للكل لكن كفى تخوين وتحقير،الثورة حقيقة ولبنان للجميع.