لو أن المهاجمين للفساد هاجموا أنفسهم أولاّ كونهم روّاد السلطة وأركان الطبقة السياسية وسموا جميع من معهم في سفينة التايتنك لكان لكلامهم معنى آخر.
 

استوطوا حائط حركة أمل 
بعد من نمت جلودهم من خيرات المحرومين ممن وجههم رئيس الحركة في التنظيم وفي الوظيفة أصبح النيل من أمل والتطاول على الرئيس نبيه بري ليس من اختصاص من خرجوا من عباءة الحركة بل أمسى التطاول سمة عامة لجهات وتيارات وأشخاص وحالة تنمو يومياً في لبنان نتيجة تسلحها بتحالفات تعصم أمل عن الردّ المعتادة عليه وهذا ما أضر بها وهونها فأصبحت مكسر عصا بعد أن كانت عصا لمن عصا .
ليس مبرراً لمن تدافع بغضب لرد عدوان محطة إخبارية عن الرئيس بري وليس من البطولة بشيء أن تنزل جحافل من مناصري أمل لضرب متظاهرين في وسط بيروت أساء بعضهم لرئيس الحركة لأن الجديد والمتظاهرين لا يحتاجون الى ردّ فعل أمل فهم يصنعون من الوهن ضعفاً ولا مجال لجعلهم خصوماً للحركة فهذا ما يضعف أمل ويقوي خصوماً بمرتبة غير مذكورة في سُلُم القوّة .

إقراء ايضاً : من يحمي العملاء ؟

لكن السكوت المضني عن جهات وأشخاص نافذة في لبنان وهي تعتمد اسلوب الإساءة للرئيس بري دون غيره وباتت تمتهن جرأة النيل من أمل وبمفردات نابية لا تليق بقطّاع طرق يدفع لا للإستغراب لأن معرفة أسباب السكوت تزيل علامات التعجب والاستغراب والإستفهام ولكنها تنيط اللثام عن اللسان لا لفضح ما هو مكشوف أو ما هو مستور طالما أن المشهد واضح وفاضح ولا غرابة في ذلك لأن هناك حاجة لكسر ما وضعته الحركة من حواجز واقية  للرئيس بري من قبل حلفاء الحركة وهذا ما لا يثير الدهشة أيضاً لأن أسبابهم معروفة وكل بحسب مصالحه ودرجة ارتباطاته مع من يريدون  إخراج أمل من المعادلة بعد تشوية الصورة و تحميلها وحدها مسؤولية الجريمة في لبنان .

ليس انحيازاً لأحد بقدر ما هو مبدأ دفاعي عن المسار السياسي الذي يراد نقله باتجاه مضر بالمصلحة الوطنية لأن تهم الفساد ليست حصرية وهي برسم مطلقى النار على الرئيس بري كونهم أصحاب تجربة لا يراها اللبنانيون بيضاء بقدر ما تشبه وجوههم وقلوبهم وهذا ما يلفت الى أن النيل من بري له بعده السياسي لا بعده النقدي لتجربة الحركة في السلطة اذ لا أحد يدّعي طهارة يد في سلطة و قد يكون الرئيس بري أكثر الصادقين في أنّه لا يدّعي عصمة في سلطة في حين أن من يأكل جبنة السلطة لا يدّعي الاّ عفّة .

لو أن المهاجمين للفساد هاجموا أنفسهم أولاّ كونهم روّاد السلطة وأركان الطبقة السياسية وسموا جميع من معهم في سفينة " التايتنك " لكان لكلامهم معنى آخر غير تحريضي أو تهديمي وهو لا يصب في مصب كبير من الحسابات السياسية التي تتقاطع فيها جهات ودول على حدّ سواء وهي تريد تغيير موقع طائفة في المعادلة السياسية منسجمة مع خيارات عربية ودولية مفتوحة وغير محبوسة في إطار مرجعي محدود الدلالات والأبعاد .

ولا تُريد طيّ صفحات الفساد لأن من يريد أن يكون شريفاً أو عفيفاً أو مصلحاً لا يدخل السلطة ويجلس على كراسيها بتحالفات مع حركة أمل .