هذا الصيف غطى اللبنانيون بلدان السياحة الدينية والترفيهية وأنفقوا أموال طائلة والكل يعلم أن أقل سفرة كلفتها 500دولار ومن لم يذهب سياحة خارجية تنقل يومياً في منتزهات متعددة لأماكن السياحة والكل يعلم أيضاً كلفة النزهات الداخلية وغلاء الفنادق والشطوط المؤجرة والمطاعم والإستراحات.
 

أكثر من صفارة إنذار داخلية وخارجية أنذرت لبنان بدخول دائرة الخطر الإقتصادي اذا لم يجر إصلاحات اقتصادية ولم ويوقف عمليات الفساد المُسن في المؤسسات إضافة الى إجراءات لحظتها خطة الطوارىء الإقتصادية وتدوال بها مناقشو خطة الموازنة في القصر الجمهوري لتسريعها ووضعها على سكة العمل لمواجهة الأخطار المحتملة وملاقاة مؤتمر "سدر" وسط الطريق .

لن نعالج هنا الخطة الاقتصادية الناجمة عن خطر قائم وآخر قادم بالقدر الذي سنعالج فيه أزمة التخمة اللبنانية التي تجلت في هذا الصيف بكثافة سياحية لتركيا ومصر تحديداً وبعض بلدان أوروبا وبإسراف لا حدّ له في المواسم الدينية وخاصة ما شهدناه في موسمي الحجّ وعاشوراء من بذخ لا تبذخه الشعوب المترفة ومن المتوقع وكعادة كل سنة أن نشهد ترفاً وبذخاً مضاعفاً في أيام الميلاد ورأس السنة .

هذا الخلل القائم ما بين دولة تنذر نفسها بخطر اقتصادي قاتل وبين شعب يبذخ بطريقة مجنونة لا تفعلها شعوب متقدمة من شعوب العالم الأول ولا تقوم بها شعوب مستفيدة بنسبة معينة من ثروات النفط في الدول النفطية وهذا الخلل لا مجال لتبريره علمياً لأنه خارج موازين العلم اذ أن الدولة الفقيرة لا يكون سوادها الأعظم من الأغنياء والدولة الغارقة في الديون لا يتمتع شعبها ببحبوحة من السيولة وبالتالي لا تبقى عقاراتها مرتفعة ارتفاع السماء ولا تنزل الأرض بحيث يبقى متر الأرض في لبنان أغلى من متر السماء .

اقرا ايضا : الحسين و تشويه صورة النبيّ من الردّة الى الرقّة

 

يقال بأن هناك من أتى زمن الحرب من المختصين في علم الإقتصاد من دول أوروبا لمعاينة الإقتصاد اللبناني وعاد متعجباً بعد أن وجد عملية اقتصادية قائمة بلا معايير علمية وأن اللبنانيين يمارسون نشاطاً اقتصادياً غير مبرر علمياً ولا مجال لإسقاط أيّ نظرية علمية على الإقتصاد اللبناني واستمر الوضع على ما هو عليه الى أن بانت أزمة الدولة في مؤسساتها وهنا أسهم الفساد السياسي والمالي بمضاعفات الأزمة أكثر من أي عنصر آخر إقتصادي واتضحت فجوة جديدة في جدار الوضع الإقتصادي وهذا ما هز كيان الدولة ولكنه لم يهز كيان الشعب الذي ينعم بلذيذ العيش وبإسراف قلّ نظيره ولا يمكن مقارنته كما ذكرت بحياة أي شعب من شعوب العالم المتقدم .

هذا الصيف غطى اللبنانيون بلدان السياحة الدينية والترفيهية وأنفقوا أموال طائلة والكل يعلم أن أقل سفرة كلفتها 500دولار ومن لم يذهب سياحة خارجية تنقل يومياً في منتزهات متعددة لأماكن السياحة والكل يعلم أيضاً كلفة النزهات الداخلية وغلاء الفنادق والشطوط المؤجرة والمطاعم والإستراحات وغير ذلك من ترفيهات صيفية ولن نتكلم عن كلفة الحج الى مكة ولكن من الطبيعي أن نثير كلفة ما بعد الحج من بذخ في الذبح وفي الضيافة المتعددة والتي أصبحت منافسة قائمة بين الحجيج ولن نتكلم عن إحياء مراسم عاشوراء بالطريقة التي أحياها الناس طيلة التجربة الحسينية القائمة في نفوس أبية بتواضع الكرام وبإمكانيات مقبولة يرضاها أصحاب المناسبة ولكن أن نشهد هذا الموسم وفي اللحظة الآقتصادية السيئة هذا الإحتفاء الذي يرمي بأطعمة تسد حاجات شعوب فقيرة وبأموال تنقذ لبنان من أزمته ومعه دول أخرى على لائحة المديونين فيه من الدلالة ما تكفي على وجود شعب متخم في دولة بداعي أزمة متعددة الأسماء البشعة .