علَق الرئيس السوري بشَار الأسد أثناء استقباله التاريخي والاستثنائي لجيل حزبي لبناني، كان قبل الأزمة يحلم بمثل هذا اللقاء مع القيادة السورية . على سياسة الحكومة اللبنانية النائية عن الدخول بالشأن السوري ، بأنها سياسة لعيَ ، اعتباراً منه لدور لبناني مواز لدور النظام السوري وفي كلَ المجالات ،كردَ جميل من لبنان الى سورية الحامية ،والحافظة له منذ السبعينيَات .

كان من الممكن الاستماع الى الرئيس السوري ،وأخذ لعيه ولعنه بعين الاعتبار ،لو كان لبنان جهة واحدة مؤيَدة للنظام السوري ،أوأنَ هناك امكانية داخلية لجعل لبنان ظهير لسورية في اصطراعها المفتوح على تعدَد جبهات مؤسسة لحرب استنزاف طويلة ،من شأنها تهديم سورية حجراً حجراً، ووصولاً الى تدمير  كليَ لبنيتيَ الدولة والمجتمع .

طالما أنَ لبنان متصدَع داخلياَ على ضؤ الاختلافات الجذرية في القضايا والعناوين الأساسية

ومنقسم عامودياً في الموضوع السوري، تأتي سياسة الحكومة المستقيلة منسجمة مع واقع اللبنانيين خاصة وأنَها تُعبَر عن وجهة نظر مسؤولة للرئاسات الثلاثة ، والتي اجترحت حلاً يتوافق مع دقَة المرحلة وخطوتها ، وينسجم مع مصالح لبنان الداخلية والخارجية ،ويضع حدَاً مؤجَلاً لتفاعلات الملتزمين بالصراع السوري باستخدام العنف المسلح للتعبير عن تفاعلاتهم العميقة بالأزمة في سورية .

حاجة الرئبس السوري لسند لبناني، طبيعي على ضؤ الحاجة الملحة للنظام ، لكنها دمار وخراب بالنسبة للبنان ، لأن الطوفان الطائفي اذا مافاض في لبنان جرف وأغرق الجميع ، وهو أصعب بكثير من طوفان الحرب الأهلية وما تبعه من تداعيات متعدَدة .

في المسألة الوطنية والمصير الوطني ، تحرص مؤسسات الرئاسة على حفظ لبنان مهما كانت المخاطر والدواعي والدوافع ، لأن الائتمان على لبنان أمانة يجب أن تحفظ "بأمر من الله والوطن ".

فتاوى شرعية لتحرير القصير وحمص

ردَاً أو رفضاً لتدخل حزب الله في سورية ، تداعى خطباء مساجد في صيدا وطرابلس الى درس مسودَة شرعيَة تجوَز لشباب من أهلَ السُنة والجماعة المشاركة في المعارك الدائرة في سورية الى جانب الجيش الحرَ ، وتمَ الاعلان عن مقاومة مكلَفة شرعياً بوجوب القتال في سورية ، والى جانب جبهة النُصرة،  وخاصة في القصير، وعموم محافظة حمص .

هذه الفتاوى أعطت الصراع بعداً مذهبياً حاصرمن سياسة النأي بالنفس ، ووفرَت له لعياً آيلاً الى الاستفراغ في أيَ لحظة يشتدَ فيها المغص المعوي الطائفي،  وبات الاستقرار في لبنان على شفير فتاوى شرعية ستحصد بطرق مختلفة وحدة اللبنانيين، وستمزق ماتبقى من شرعية رسمية .

لذا يبدو التدارك غير ممكن في لحظة سنَ فيها الجميع سيوف الفتنة .

بيار صادق..........

موت في كاريكاتير لبناني سوري

مالذي جمع بيار صادق في خبرين سياسيين ؟

مالذي أقحم رسَام حسًاس ويُحب الحياة في فتاوى الموت الشرعي ؟

ربما حرفة بيار صادق تفرض ملازمته للأحداث والقضايا، وعدم وضعه في اطار فني أو ثقافي أو ادخاله على نعش ورقي الى متحف من متاحفنا الوطنية ، بعد أن رسمَ آخر رسوماته وقرَر الاستقالة من ورشنا، ليبدأ ورشة أخرى ، ومن نوع جديد في عالم سماوي أو برزخي ،يحتاج فيه السماويون والبرزخيون الى اضاءة خفيفة في عتمة الموت .

تنبأ بيار صادق بالثورات العربية منذ زمن ، عندما رسم السلطة في كاريكاتير خاص ،هزَل  فيه من نخب تفتح في كلَ يوم عرساً لسجن عربي ، وتزدهر تجارتها في أسواق المقابر .

الى روحه المسافر فوق سقوف مستقبلنا العربي بعضاً من الحُب والحبر .