المستفيد الاكبر مما حصل، هن جمعيات حماية المرأة والمدافعين عن حقوقها بالاخص حول ما يتعلق بالزواج والطلاق وحق الحضانة، وما كانوا يعانونه من تصادم مع احكام المحاكم الشرعية على تشعبها وبالاخص عند المسلمين شيعة وسنة.
 
طغت حادثة اقتحام مخفر الدامور من قبل النائب في كتلة الوفاء للمقاومة ومرافقيه واطلاقه النار على صهره نجل مدير المكتب الشرعي للسيد الخامنئي في بيروت حسن المقداد، على كل ما عداها من أحداث في لبنان، 
فصارت أخبار الموازنة وتفاصيلها وضرائبها، خبرا متأخرا جدا، توقف الجميع عن التهيؤ للذهاب الى القدس والصلاة هناك ( يمكن خوفا من مسدس الموسوي الذي سيحضر حتما بالصفوف الاولى )، بالكاد عرفنا بتفاصيل زيارة جبران الى الجنوب، ولم يصلنا منها الا مطالبته "بحق العودة" للعملاء المساكين المهجرين قسرا عن وطنهم لبنان ( هكذا تحولت المقاومة الى محتل، والمحتل الى بلد مضيف ! )، حتى أن جلقة ال FaceApp سحقت سحقا  .
 
المهم أن نواف الموسوي وصهره طليق ابنته، تحولا بالامس الى نجوم الساحة بدون منازع، " وتفرتع " الشارع اللبناني الى مجموعات عديدة بمقاربة ما حصل بين متضامن مع النائب الاب- وبين مستنكر لفعلته وتحدّيه للقانون من موقعه النيابي-  طبعا خصوم حزب الله تلقفوا الحادثة بوصفها الصورة الحقيقية عن مشروع الحزب – وبالطبع لم تغب روح النكتة عند اللبنانيين من خلال دعوة الرئيس عون الاقتداء بالموسوي واطلاق النار على صهره لترتاح ابنته ويرتاح اللبنانيون ... 
 
 
المستفيد الاكبر مما حصل، هن جمعيات حماية المرأة والمدافعين عن حقوقها بالاخص حول ما يتعلق بالزواج والطلاق وحق الحضانة، وما كانوا يعانونه من تصادم مع احكام المحاكم الشرعية على تشعبها وبالاخص عند المسلمين شيعة وسنة، والتي كان نواف الموسوي واحدا من حراس هيكلها واحكامها بوصفها " احكام دينية " مقدسة يستحيل تجاوزها او حتى مجرد التفكير فيها .
 
هنا تحديدا يكمن جوهر الحادثة، فنواف الموسوي هو عينة عن الاسلامي المتدين، الذي لا يقبل اي نقاش بما يعتبره احكام شرعية، باعتبار ان هذه الاحكام كفيلة وحدها على حل المشكلات ويرفض اي نقاش حولها بوصفها احكام الهية ثابتة وصالحة لكل زمان ومكان، حتى اذا ما وقعت الواقعة معه شخصيا يدرك ساعتئذ، ان هذه الاحكام ومثيلاتها لا تعدو اكثر من اجتهادات تدبيرية قد تكون صالحة لفترة زمنية غابرة، الا انها حتما تحتاج لاعادة قراءة وللكثير من التمحيص والتدقيق في ازمان مختلفة، وهذا تماما ما حصل في ايران " الجمهورية الاسلامية " حين اكتشف رئيس مجلس القضاء الاعلى في الايام الاولى لانتصار الثورة ان ما بحوزته من احكام شرعية لا تفي بالغرض ولا هي تنتج عدالة احتماعية مما دعاه للرجوع الى القوانين والتشريعات المعمول بها قبل الثورة .
 
بالحقيقة ان نواف الموسوي لم يطلق النار على صهره فقط، بل اصاب معه الحوزة الدينية وما تصدره من احكام متخلفة لا تمت للعدالة ومقاصد الشريعة بصلة، اطلق النار على الفقه المتخلف، اطلق النار على الفكر الذكوري بمحاكمنا الشرعية، اطلق النار على الفكر الديني المتعفن الذي لا يزال يظن بانه يمتلك منظومة احكام صالحة لكل زمان ومكان .