الخطأ الكبير هو إرسال التعزيزات الأمريكية إلى الشرق الأوسط والخطأ الأكبر هو الإنسحاب عن الإتفاق النووي.
 

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية من قبل إيران بأنه خطأ كبير وذلك عبر تغريدة له على تويتر ثم تنازل عن تلك التغريدة قائلًا: "أنه يعتقد أن إسقاط تلك الطائرة تم عبر خطأ فردي غير متعمد"، ثم اعتبر أن "خلو الطائرة من ركاب وخلو الحادث من اي خسائر بشرية مهم للغاية". 

وبالقول الأخير طمأن ترامب الجميع من أنه "لن يوافق على ضرب إيران ردًا على اسقاطها للطائرة". 

وربما كان يتوقع الرئيس ترامب بأن "إيران تعتذر على قيامها بتلك العملية وترجعها إلى خطأ العنصر العسكري او الجنرال الذي نفذ العملية أو أمر بتنفيذها ولكن عملية بهذا المستوى من الخطورة لن تتم عبر قرار عنصر أو قائد عسكري وإنما تتم عبر قرار قيادي بأرفع مستوى". 

إقرأ أيضًا: هل دقت إيران ناقوس الحرب باسقاط الطائرة الأميركية؟

إن ضرب طائرة استطلاع أمريكية تقدر قيمتها 180 مليون دولارًا يختلف عن ضرب عصفور على شجرة بقرار شخصي، ان ترامب يعرف جيدًا مدى عجز بلاده عن عن ضرب إيران ويخاف من الدخول في حرب مع إيران من المرجح الا يكون الخروج منها بيده وتخلف دمارا واسعا للمنطقة. 

نعم تلقت الولايات المتحدة ضربة موجعة في مضيق هرمز وهي جاءت بقواتها وناقلاتها وتعزيزاتها العسكرية إلى الخليج حفاظًا على النقل الآمن للنفط ولكن تبين أن التعزيزات العسكرية الأمريكية لا تتمتع بالأمن فكيف تتمكن من ضمان أمن الخليج؟ 

علمًا، ان الولايات المتحدة تعرف بعد إسقاط طائرتها الاستطلاعية أن اغلاق مضيق هرمز كان أسهل بكثير مما كانت تتوقع وتقدر. 

وان إيران قادرة على تغيير الوضع في مضيق هرمز وعندما تغلق إيران مضيقها ستتجاوز أسعار النفط 200 دولارًا. 

إقرأ أيضًا: إيران والرئيس محمد مرسي

كما أن الرئيس ترامب ينبغي عليه ان يفكر في التعويض عن 180 مليون دولارًا خسره الجيش الأمريكي خلال إسقاط الطائرة المسيرة غلوبال هوك وليس في القيام بأي عملية انتقامية. 

الخطأ الكبير هو إرسال التعزيزات الأمريكية إلى الشرق الأوسط والخطأ الاكبر هو الانسحاب عن الاتفاق النووي. 

تلك اخطاء يجب تصحيحها وبحال عدم تصحيح تلك الأخطاء يجب عليه ان يعرف أن الصواريخ الإيرانية لا تخطيء في ضرب أهدافها.