تيار المستقبل: ان المواقف الأخيرة للوزيرين جبران باسيل والياس بوصعب ولبعض القياديين في التيار تخطت الحدود، بحيث لم يعد باستطاعة الحريري الإكتفاء بمعالجة المواقف المتشنجة بالحوار.
 

أسبوع مرّ على التوتر الحاصل بين ركني التسوية الرئاسية لا سيما المستقبل الذي اعتمد سابقًا سياسة الصمت إلى أن الأمور وصلت إلى مكان لا يحتمل بالنسبة لقياداته، ولجمهوره المتذمر أيضًا من التعالي الذي يمارسه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بخطاباته وسياساته.

وفي هذا السياق، قال مصدر قيادي في "تيار المستقبل" أن "رئيس الحكومة سعد الحريري قرر كسر الصمت الذي كان يقابل به الحملات التي يتعرض لها وفريقه من قبل التيار الوطني الحر وأطراف آخرين، من باب تجنيب البلاد السجالات السياسية في وقت ينتظر اللبنانيون من قياداتهم العمل على إخراجهم من دوامة الأزمة الإقتصادية والمالية التي تمر فيها البلاد، والتي وعدت الحكومة بالتصدي لها".

وذكر المصدر نقلًا عن صحيفة "الحياة" أن "المواقف الأخيرة للوزيرين جبران باسيل والياس بوصعب ولبعض القياديين في التيار تخطت الحدود، بحيث لم يعد باستطاعة الحريري الاكتفاء بمعالجة المواقف المتشنجة بالحوار، خصوصًا أن هناك من يبني حساباته الخاطئة على أن الحريري ضعيف ومجرد من الدعم السياسي، وأن هدفه فقط البقاء في رئاسة الحكومة وبالتالي مستعد لتقديم التنازل تلو الآخر"، كما يعتبر المصدر إياه أنه "على رغم أن الحريري لم يدخل شخصيًا ومباشرة في السجال الذي دار خلال الأسبوعين الماضيين مع التيار الحر ومع ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن موقف الحكومة في القمة العربية، فإن الردود على الوزيرين باسيل وبوصعب لم تكن بعيدة عنه من جهة، وهو اتبع أسلوبًا يتوخى عدم الذهاب بالسجل إلى درجة كسر التسوية التي بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة أخرى".

وبحسب الصحيفة، يُلخص المصدر الموقف بالقول: "الحريري كسر الصمت لكنه لا يريد مشكلة مفتوحة وهو بالتالي لن يكتفي بتمرير ما يتعرض له من ضغوط من شركائه في الحكم تفاديًا لإغراق البلد في سجالات سياسية لا طائل منها سوى توتير الأجواء، وسيقول لهم إن هناك أمورًا يستحيل عليه القبول بها من الآن فصاعدًا"، ويشير إلى أن "مواقفه عكستها ردود فعل مختلفة على الحملة ضد فريقه وصلاحياته، فضلًا عن أن التوازن في التعاطي مع التأزم الذي يحصل عبرت عنه مقدمة النشرة الإخبارية لتلفزيون المستقبل في الأيام الماضية والتي تناولت موقف الوزير بوصعب، وجاء فيها يوم الثلاثاء تعقيبًا على ما أحاط عملية طرابلس الإرهابية: "انبرت أصوات من لون برتقالي، توجه الاتهامات يمينًا ويسارًا وتسحب من أدراج الشر كلامًا طواه الزمن عن بيئات حاضنة للإرهاب، وعن الضغوط السياسية التي مورست لإطلاق الموقوفين الاسلاميين". 

كما واعتبر "المستقبل" أن "بو صعب إنضم على طريقته لهذه الجوقة... وقرر أن يتحدث عن قوى الأمن الداخلي باعتبارها محمية حريرية، وقد فاته أن الحريري مسؤول عن كافة القوى العسكرية والأمنية، وأن محمية الوطن عنده تتقدم على كل المحميات الطائفية والحزبية"، وختمت مقدمة "المستقبل": "لبنان القوي لا يعني لبنان الرؤوس الحامية، قليلًا من التواضع والحكمة والتروي، نحن جميعًا في حمى جيش واحد وقوى أمنية واحده ... نحن في حمى الدولة ونقطة على السطر (بلا مزايدة)".

ويُشار هنا، إلى أن "الإرهابي عبد الرحمن مبسوط هاجم مساء الإثنين بعض المراكز العسكرية التابعة للجيش وقوى الأمن الداخلي في منطقة طرابلس، ما أدى إلى سقوط 4 عسكريين".