أحمد الحريري: تركيا دولة صديقة وأي تصرف يسيء إليها غير مقبول ويعني القائمين به، ولا يعني أبدًا الدولة اللبنانية والشعب اللبناني عمومًا
 

"إن تركيا دولة صديقة وأي تصرف يسيء إليها غير مقبول ويعني القائمين به، ولا يعني أبدًا الدولة اللبنانية والشعب اللبناني عمومًا"، هذا ما صرح به الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري للصحافيين عقب زيارته للسفير التركي في لبنان هاكان تشاكل في مكتبه في الرابية.

الأمر الذي أثار تساؤلات عدة عن مغزاها من جهة، كما استغرب متابعون نقلًا عن "العرب اللندنية" أن يقدم الحريري ما يشبه الإعتذار عن أعمال طالت تركيا في لبنان أثناء احتجاجات مرتبطة بالمجزرة التي تعرض لها الأرمن من جهة أخرى.

علمًا، أن "السفارة التركية لدى لبنان كانت قد أدانت في بيان، أواخر الشهر الماضي، حادثة إحراق جماعات أرمنية للعلم التركي خلال تظاهرة لهم في العاصمة بيروت، وطالبت السلطات اللبنانية باتخاذ الإجراءات الضرورية بحق المسؤولين".

في غضون ذلك، اعترف مقربون من تيار المستقبل أنهم "لم يفهموا الهدف من قيام مكون لبناني بالاعتذار لدولة أجنبية عن إساءات ارتكبت ضد هذه الدولة من قبل تشكيل سياسي وإجتماعي، بينما هذا الأمر هو من ضمن إختصاص المؤسسات الرسمية اللبنانية"، كما تساءلوا "حول طبيعة الرسالة التي يريد الحريري إيصالها إلى تركيا من خلال الموقف الذي عبر عنه ابن عمته"، واعتبروا أن "تصريحات أحمد الحريري تتجاوز إطار المجاملات وتحمل مضامين شديدة الالتباس".

في السياق ذاته، لفت المراقبون نقلًا عن "العرب" إلى أن "تيار المستقبل محسوب على تحالف إقليمي تقوده السعودية، وأن علاقة الحريرية السياسية منذ مؤسسها الراحل رفيق الحريري تاريخية مع الرياض، على نحو يطرح علامات استفهام حول ماهية المناورات التي يقوم بها تيار المستقبل وزعيمه، سعد الحريري، في ذروة تأزم العلاقة بين السعودية"، واعتبروا أن "الأمر ورّط تيار المستقبل في موقف من قضية تاريخية متنازع عليها".

من جهة أخرى، تساءلت مصادر دبلوماسية في بيروت حول "الحصافة السياسية من صيانة وتطوير العلاقة بين الحريرية السياسية وتركيا على نحو لا يتسق مع سياق الخلافات المتصاعدة بين أنقرة والرياض"، وقالت إن "المصالح الإقتصادية والمالية لسعد الحريري في تركيا رغم أهميتها، إلا أنها تبقى هامشية ولا تذكر مقارنة بالعلاقات السياسية والاقتصادية التي ربطت الحريرية السياسية بالسعودية.

وعلى الرغم من شحّ المعلومات حول حيثيات موقف المستقبل وأمينه العام التي أملت تلك الزيارة وهذا الاعتذار، إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن "الأمر قد يُقرأ بشكل سلبي في الرياض، ولم يستبعدوا أن تكون لسعد الحريري حسابات جديدة تدفعه إلى التقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحت عنوان أنه رئيس لوزراء لبنان"، وأضاف هؤلاء أن "سعد الحريري قد يسعى من خلال هذه المناورة إلى جس نبض من يهمه الأمر بما يسمح له التنصل شخصيًا من اجتهاد قام به أمين عام حزبه إذا اقتضى الأمر ذلك".