القرار الأميركي المفاجىء بالإنسحاب من سوريا شكل صدمة لدى الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية في الكيان الإسرائيلي الذي تابع أمس هذا القرار بالإضافة إلى قضية الأنفاق في مجلس الأمن
 
 
كشف الأنفاق لمنع إقامة مصانع صواريخ وكمبرر لحرب محتملة
 
تسعى إسرائيل إلى توظيف الكشف عن أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية مع لبنان إلى أقصى درجة ممكنة لزيادة الضغوط على حزب الله والحكومة اللبنانية في الساحة الدولية. ورغم أن التقديرات لا ترجح أن يثمر ذلك عن نتائج فورية، إلا أن هناك تقديرات أخرى، في المقابل، تشير إلى أن الكشف عن الأنفاق وإثارة هذه القضية على الساحة الدولية يأتي بهدف وقف الجهود الإيرانية في إقامة مصانع صواريخ دقيقة في لبنان، وقد توفر المبررات لإسرائيل لاستخدام القوة العسكرية وشن الحرب.
 
وفي هذا الإطار فإن إسرائيل سوف تطرح الكشف عن الأنفاق، يوم غد الأربعاء، وبدعم من الولايات المتحدة، في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.
 
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، يوم أمس الأول، عن اكتشاف نفق رابع على الحدود الشمالية، في إطار العملية التي أطلق عليها "درع شمالي" وأعلن عنها قبل نحو أسبوعين.
 
 وبحسب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإن "الكشف المنهجي عن الأنفاق يعكس معلومات استخبارية واسعة، بما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بموجب خطة، وينجح في الكشف عن منظومة الأنفاق الهجومية للتنظيم، خطوة بعد خطوة. كما أن الكشف التدريجي يخدم النوايا السياسية".
 
ورغم أن العملية التي وصفت بـ"العملية العسكرية" لا تزال تحتل العناوين في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلا أن اهتمام وسائل الإعلام الدولية بالعملية لا يزال يتراجع، علما أنها كانت أساسا على هامش النشرات الإخبارية في وسائل الإعلام الدولية.
 
مندلبليت: نحن على وشك اتخاذ قرارات في ملفات نتنياهو
 
 
تطرق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، إلى الشبهات بتورط رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهون بمخالفات فساد، والتوصية التي قدمها المدعي العام، شاي نيتسان، بتوجيه لائحة اتهام ضده تشمل تهمة تلقي رشى، في الملفات 2000 و4000 وخيانة الأمانة والاحتيال في الملف 1000.
 
وقال مندلبليت في مداخلة قدمها في مؤتمر صحيفة "غلوبس" اليوم، الخميس، إنه "سنفعل كل شيء كي نعمل بشكل سريع، لكن ليس على حساب جودة القرارات. وليس سرا أننا على وشك اتخاذ قرارات بشأن ملفات رئيس الحكومة. وصرح المدعي العام هنا، أمس، بموافقتي، أنه ستبدأ قريبا مداولات سأتخذ في نهايتها قرارات بهذه الملفات. والتحقيق جرى بحزم ومهنية. وهذا الطاقم سيجتمع في أوقات متقاربة في مكتبي منذ الآن. والطاقم كله متركز في مهمة معاينة الأدلة التي جُمعت من أجل اتخاذ القرارات المطلوبة وفق القانون".
 
وأضاف مندلبليت أنه "أتوقع أن تتردد في الأسابيع القريبة المقبلة أنباء متنوعة وكأنها (مسربة) ’من داخل طاولة المداولات’، وتدعي أنها تعكس موقفا كهذا أو ذاك لأحد المشاركين في هذه المداولات. وسأستغل هذه المنصة لأقول بشكل واضح إنه إلى حين اتخاذ القرار، لن نتمكن من التطرق أو التعقيب على أنباء وتكهنات كهذه. وأنصح الجمهور بأن يأخذ نشرا كهذا بشكل محدود الضمان. وعندما يكون لدينا ما نقوله فإننا سنصدر بيانا أو نتحدث بصوتنا، مثلما أفعل الآن تماما".  
 
من الجهة الأخرى، قال مندلبليت إن "من يهاجمنا عندما نقوم بعملنا، وفي الآونة الأخيرة تحولت هذه الهجمات لأسفي إلى هجمات واسعة، فإنه يهاجم عمليا سلطة القانون، التي نشكل وكلاءها".
 
وكان المدعي العام، شاي نيتسان، قد تطرق في مداخلته في المؤتمر نفسه، أمس، إلى ملفات نتنياهو وتقرير النيابة بالتوصية بتقديم لوائح اتهام ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية. وقال إنه "بعد أن تلقينا مسودة التحقيقات ضد رئيس الحكومة، عقدت اجتماعات، استعرض فيها أمامي وأمام كبار المدعين العامين مواد واسعة وأدلة مختلفة. وجرى، بناء على طلبي، إعداد تقرير تضمن وجهة نظر قانونية، وفي الأيام القريبة ستبدأ المداولات لدى المستشار القضائي للحكومة".
 
 
تحليلات إسرائيلية: قرار ترامب ضربة لإسرائيل وخيانة لحلفاء واشنطن
 
 
اعتبرت تحليلات إسرائيلية أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب كامل القوات الأميركية من سورية بمثابة ضربة لإسرائيل، وأنه يبقيها وحيدة تنفرد في الجهود لإبعاد إيران من سورية. كما ذهبت بعض التحليلات إلى اعتبار قرار ترامب يدل على "ضعف وربما خيانة" من جانب الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة.
 
وتناولت التحليلات القرار من باب خيبة الأمل والصدمة، خاصة بعد تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الحكومة، بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من سورية قبل أن تنسحب القوات الإيرانية منها.
 
وكتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن قرار ترامب يعتبر ذا أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لسورية ودول الشرق الأوسط، بما فيها الأردن والسعودية، وعلى معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو.
 
ورغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح، يوم أمس، أنه علم بهذا القرار، مطلع الأسبوع، في محادثة مع الرئيس الأميركي، إلا أنه أضاف أن إسرائيل تدرس هذا القرار، وتعمل على الحفاظ على أمنها، رغم خيبة الأمل الإسرائيلية من القرار.
 
يشار إلى أن ترامب كان متحفظا من البداية من استمرار وجود القوات الأميركية في المنطقة، عندما تحدث عن "أميركا أولا"، خلال حملته الانتخابية، من خلال تقليص الاستثمار العسكري في الشرق الأوسط. وبعد شهور من تسلمه مهام منصبه، استجاب لطلب قادة الجيش الأميركي، وأبقى القوات الأميركية في سورية، والتي يصل عديدها اليوم إلى ألفي جندي. وقبل نحو شهرين تحدثت تقارير عن مصادقته على مضاعفة عدد الجنود، إلا أنه يعلن الآن أن الدبلوماسيين الأميركيين سوف يغادرون سورية خلال يومين، وأن الانسحاب سيستكمل خلال مائة يوم.
 
 
وبرر ترامب قراره بانتهاء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بعد انهيار التنظيم وانتزاع أكبر مدينتين سيطر عليها، الموصل في العراق والرقة في سورية. وفي المقابل، فإن قادة الجيش، وعلى رأسهم وزير الدفاع، جيمس ماتيس، يعتبرون أن الهدف من تواجد القوات الأميركية في سورية مغايرا، وأنه يجب إبقاؤها كحاجز أمام النفوذ الإيراني في منطقتين أساسيتين: شمال شرقي سورية، ومنطقة التنف القريبة من القاعدة الجوية الأميركية في الجنوب على الحدود مع العراق والأردن، الأمر الذي صعّب على إيران إقامة ممر بري فاعل من أراضي إيران إلى سورية ولبنان عن طريق العراق.
 
وكان مسؤولون كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تحدثوا، في الأسابيع الأخيرة، عن أهمية من الدرجة الأولى لبقاء القوات الأميركية هناك، حتى في ظل الضغوطات الروسية على إيران لتقليص عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله عن طريق سورية.
 
وبحسب هرئيل، فقد كان لنتنياهو، في السنتين الأخيرتين، منالية كبيرة في الوصول إلى ترامب، وفي التأثير عليه أيضا. واعتبر أن جملة من القرارات التي اتخذها ترامب، مؤخرا، تبدو كأنها مطالب "الليكود"، وبضمنها التعامل المتساهل مع السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران.
 
وأشار إلى أن إسرائيل اعتبرت تواجد القوات الأميركية في التنف كورقة مساومة، بحيث لا تخرج منها إلا في إطار اتفاق يقضي برحيل القوات الإيرانية من سورية. وفي حال تبين أن انسحاب القوات الأميركية ليس جزءا من اتفاق شامل مع روسيا، فإن ذلك سيبقى الهيمنة الروسية على سورية.
 
وبالنسبة لإسرائيل، بحسب هرئيل، فإن لذلك معنيين: الأول هو عزلها كما كانت في السابق وانفرادها في الجهود لإبعاد الإيرانيين من سورية، في ظل التوتر القائم مع روسيا منذ إسقاط الطائرة الروسية "إيليوشين 20" في أيلول/سبتمبر الماضي؛ والثاني هو أن ترامب قد اتخذ قرارا يتعارض مع موقف نتنياهو. ليخلص إلى أن ذلك يطرح تساؤلات بشأن المستقبل، خاصة وأن ترامب قلق، في الفترة الأخيرة، من الحرب التجارية مع الصين، ومن الملاحقة القضائية في الداخل بشأن التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص، روبرت مولر، في قضية التدخل الروسي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل سنتين.
 
"ضربة لإسرائيل"
 
في المقابل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الحديث عن "ضربة لإسرائيل"، خاصة وأن نتنياهو كان قد صرح، في تموز/يوليو الماضي، خلال زيارة لموسكو أن الولايات المتحدة لن تغادر سورية قبل أن تغادرها إيران.
 
وكتبت الصحيفة أن قرار الانسحاب الأميركي يأتي في توقيت سيئ جدا بالنسبة لإسرائيل، فالعلاقات مع روسيا لم تعد إلى مسارها بعد إسقاط الطائرة الروسية، وأنه رغم تهديدات أنفاق حزب الله، فإن الولايات المتحدة تواصل تسليح الجيش اللبناني، كما أنها ليست على استعداد لممارسة الضغط عليه.
 
واعتبرت  الصحيفة أن القرار استجابة لمطالب دمشق وطهران وموسكو برحيل القوات الأميركية. كما أشارت إلى أنه بعد وقت قصير من الإعلام الأميركي، فإن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بيانا قالت فيه إن "تواجد الجيش الأميركي في سورية غير قانوني، ويعرقل عملية السلام".
 
وأشارت إلى تصريحات الوزير الإسرائيلي، يوآف غالانت، والتي جاء فيها أنه "في أعقاب الانسحاب الأميركي يجب على إسرائيل أن تبذل جهودا أكبر من أجل وقف العاصفة الشيعية في الشرق الأوسط"، على حد تعبيره.
 
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، إن ترامب يتخلى عن سورية، وإيران تحتفل. مضيفا أن "ترامب لا يعمل لدى نتنياهو، ولا بوتين" وأن "إسرائيل هي المسؤولة لوحدها عن مستقبلها ومصيرها".
 
"قرار ترامب يدل على ضعف وربما خيانة واشنطن لحلفائها"
 
وكتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شمعون شيفر، أن إعلان ترامب، الذي صرح قبل شهر أن  التواجد الأميركي في الشرق الأوسط من أجل إسرائيل، يشير إلى تحول خطير في مكانة إسرائيل، وأن "هذا القرار المتسرع سيكون على حسابها".
 
وبحسبه، فإن ترامب لم يتمكن من تصفية قائد داعش، أبو بكر البغدادي، كما أن القرار لا يتماشى مع ادعاءات نتنياهو بأن "ترامب الرئيس أكبر صديق لإسرائيل منذ أجيال"، وأن "قادة دوليين، مثل ترامب وبوتين، يرقصون على إيقاعاته".
 
وكتب أن "بوتين هو الذي فرض قيودا على إمكانية دفاع إسرائيل عن نفسها في سورية من التمركز الإيراني قرب الحدود، وترامب هو المسؤول عن التخلي عن إسرائيل مقابل العدوانية الإيرانية في المنطقة. وطالما أن "روسيا هي التي تقرر، وفي ظل عدم وجود ردع أميركي في سورية، فمن يمنع حزب الله وإيران من تحويل الجولان إلى موقع أمامي".
 
وبحسبه، فإن المظلة الإستراتيجية التي وفرتها الولايات المتحدة لإسرائيل تضعضعت، بعد أن كانت إسرائيل "تتمتع" بالقدرة على التلويح لـ"أعدائها" بأنه من الأفضل أن يأخذوا بالحسبان أن الولايات المتحدة إلى جانبها.
 
وكتب أيضا أن "قرار ترامب يدل على ضعف، وربما خيانة واشنطن لحلفائها، وأولهم الأكراد في سورية، وأيضا إسرائيل تشعر بالقلق، حيث أن نتنياهو تجنب التدخل في الحرب في سورية، واعتمد على الأميركيين في ضمان مصالح إسرائيل عندما تنتهي الحرب. ولكن يبدو الآن أن سورية أصبحت بيد ألد أعدائها، دون أن يكترث أحد لمصالح إسرائيل".
 
"بصقة في وجه إسرائيل"
 
من جهته كتب مراسل "هآرتس" في الولايات المتحدة، حيمي شاليف، أن الخطوة التي وصفها بـ"المتسرعة" لترامب هي بمثابة "بصقة في وجه إسرائيل".
 
وكتب أنه لو كان الرئيس باراك حسين أوباما هو الذي يترأس الولايات المتحدة اليوم لقالوا عنه "جبان ومهزوم.. يهرب وينسحب مهزوما.. يطوي ذيله.. يتخلى عن إسرائيل.. يخون الأكراد ويغرز سكينا في ظهر معارضي الطاغية الأسد.. يعزز قوة إيران.. يمنح روسيا نصرا ساحقا.. يلقي طوق النجاة لبقايا داعش ويشجع الإسلام الراديكالي".
 
ولكن، بحسب شاليف، ونظرا لأن ترامب هو الذي اتخذ القرار، فإن إسرائيل تتقبل ذلك بتفهم، وتحترم القرار، و"تنتقد بصوت خافت، وتصلي كي تتبدد مخاوفها من الإجراءات الأميركية".
 
وكتب، ملمحا بشكل واضح  إلى نتنياهو، أنه راهن على خطوات رمزية، مثل نقل السفارة إلى القدس وتحصين المستوطنات، على حساب التهديد الخطير والفوري القائم في الشمال. مضيفا أن هذا مصير من "علق في حفرة لزجة من الخنوع والتملق إلى درجة أنه فقد القدرة على الاختلاف مع الرئيس الأميركي علانية، أو تجنيد الكونغرس والرأي العام ضده".
 
وكتب أيضا أن إسرائيل ستنظر في الأسابيع القريبة إلى الولايات المتحدة وهي تتخلى بشكل فعلي عن قدرتها على التأثير على الأحداث في سورية. ورغم أن مسؤولين أميركيين تعهدوا بمواصلة المعركة من الجو، إلا أنه بدون تواجد على الأرض فإن القدرة على الردع سوف تتضرر، والقدرة على تعزيز تواجدها بشكل فوري على الأرض ستزول، وتأثيرها على صياغة التسوية النهائية في سورية سوف تتبدد بشكل تام. فالتراجع الأميركي يعني منح الهيمنة المطلقة لموسكو.
 
كما توقع أن تؤدي خطوة ترامب إلى تسريع الحملة العسكرية التي أعلنت عنها تركيا في شمالي سورية. وبحسب شاليف فإن "المخاوف من التصادم مع الجنود الأميركيين قد ردعت الرئيس رجب طيب إردوغان، ولكن تبين أن ترامب هو الذي يخاف التورط مع إحدى دول حلف شمال الأطلسي. والأكراد الذين سلحتهم الولايات المتحدة سيبقون لوحدهم في مواجهة الجيش التركي الكبير والقوي".
 
وكتب أيضا أن انسحاب القوات الأميركية لا يوجد له دلالة عسكرية فحسب، وإنما رمزية أيضا، فهي تعني بالنسبة لإسرائيل "حلوا مشاكلكم لوحدهم. واجهوا لوحدكم الكرملين وآيات الله والأسد.. لم يعد ذلك يعنينا.. خسارة على الأموال التي ننفقها هناك عليكم.. نحن مع الولايات المتحدة أولا، وليس كما تعتقدون الولايات المتحدة وإسرائيل أولا".
 
وأنهى مقالته بالقول "إن نتنياهو صرح أن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها. ولكنها ستفعل ذلك من موقع ضعيف، حيث لا يقف خلفها الأخ الأكبر، خاصة بعد أن تقلصت قدرتها على المناورة بشكل جدي بعد إسقاط الطائرة الروسية. قرار ترامب يمس بشكل خطير بأمن إسرائيل، ولكنها ستتقبل عقابها بحب. ويجب عليها أن تقسم الآن أن البصقة من البيت الأبيض هي أمطار بركة".