إيران تقود محوراً كاملاً في المنطقة يضم روسيا وتركيا والعراق وسورية كدول أساسية مع دول أخرى مستلحقة بطريقة أو بأخرى
 

فتحت زيارة البشير السوداني وتأهب دول أخرى لزيارة سورية شهية المؤيدين لكلا المحورين الإيراني و السعودي على تحليلات واستنتاجات مربوطة بعقال العصبية المذهبية أو السياسية ما دامت النتائج واحدة وما دامت الحدّة ذاتها وما زال العنف هو الصورة البشعة للمؤيدين و المريدين للملك أو للفقيه.

في الإنطباع المسيطر على جماعة العصب العشائري عند من لا يخسرون ويربحون دائماً سواء بالنصر أو بالشهادة أن الله منّ عليهم بنصر جديد وفتح قريب من مكّة بسقوط المؤامرة الكبرى على الشام وانتصار الطالبيين على معاوية المعارضة وتدهور الأمم والدول التي غزت أرض الشام واندحرت بصوت زينب وبركة رقيّة وجماعة من أهل بيتّ النبوة سلام الله عليهم أجمعين وبفضل سواعد اختارها الله لتكون سيفه المسلط على يهود الأمّة.

طبعاً هناك مندوحة كاملة وافدة من الغيب أو من كراريس مبتدعة من الجفر ويوم الخلاص وما جاء في أساطير بريء منها قلم علماء المذهب أو من حزمات من الأحاديث الموضوعة ذات الوجوه الفتنوية وصولاً الى آخر الابتكارات المتوفرة في المنامات وعند الجاهلين كما يسميهم شريعتي مفكر إيران والزاهدين كما يطلق عليهم جهلة العلم والدين كما يصفهم أيضاً المفكر الاسلامي الكبير علي شريعتي.

إقرأ أيضًا: الشيوعيون وذكور نحل الممانعة

لذا لن نطيل في استعراض صور عن انطباع العامة من أتباع المخيال الطائفي أو المذهبي أو الحزبي لأنه سوق يومي مفتوح في الدكاكين والأسواق وفي الزواريب و المقاهي وعلى ألسنة الباعة والسكافين والجزارين والحدادين ومهن أخرى في التعليم الديني و المدني ويكاد لا يُستثنى أحد ممن جذبهم مغنطيس الطائفة الناجية والمذهب الحق.

كي نستعرض الرأي السياسي لا المنامي للعائمين على لجج النصر المسدّد والدائم والذي يعتبر ان انتكاسة مشروع أميركا واخفاق ترمب في العالم لا في المنطقة هو نتيجة إفشال إيران لسياسات الولايات المتحدة وهذا ما أفشل دورها وكسر شوكتها في اليمن من خلال هزيمة دول التحالف بقيادة المملكة السعودية وعدم استطاعة هذه الدول رغم الامكانيات الهائلة من التقدّم باتجاه الخلاص من أنصار الله واسقاط العاصمة صنعاء ومن خلال تراجع الجميع في سورية وتقدم محور الممانعة والمقاومة على الجبهات كافة وبقاء النظام بشخص الأسد و "خروج" أميركا من سورية دون قيد أو شرط تاركة لهذا المحور وحده أمر سورية وهنا يبرز الدور الايراني كقوّة مالكة لسورية ببسط سيطرة كاملة أكبر بكثير مما هي عليه في العراق ولبنان واليمن حتى روسيا نفسها لا تملك نفوذ ايران في سورية.

ويضيف السياسيون بأن إيران المحاصرة بعقوبات أميركية جديدة قد استطاعت إسقاط الحصار والمحاصرة و المحاصر دفعة واحدة وأنها دقّت إسفيناً ما بين أوروبا و أميركا وهذا ما دفع بالأوروبيين إلى الإبتعاد عن أميركا والبحث عن مصالحهم في إيران دون الإلتفات إلى تهديدات ترمب.

إقرأ أيضًا: جنبلاط المتألق دومًا

كما أن إيران تقود محوراً كاملاً في المنطقة يضم روسيا وتركيا والعراق وسورية كدول أساسية مع دول أخرى مستلحقة بطريقة أو بأخرى وهذا المحور هدفه ضرب مصالح أميركا في المنطقة وتهديد أمن ربيبتها "اسرائيل" وهذا ما سيخلق توازناً جديداً في الشرق الأوسط يضع السعودية ومن معها في أسفل الدول ويضع العدو الاسرائيلي في خانة الخوف لا في الخانة المٌخيفة وستنزل أسهم قوتها الى الدرك الأسفل لأن صواريخ لا إله إلاّ الله موجهة الى كل بيت في الكيان الاسرائيلي اللقيط.

هذه الهمروجة السياسية تحتاج الى سجال متروك لكل عاقل قارىء دون العيّ في المخيالات الشعبية.

أمّا استعراض الانطباع الآخر لدى الجماعة الثانية من المحور الآخر فلا حاجة لذلك وهو مريح وغير متعب وغير مكلف لأنه لا انطباع عندهم ولا رؤية هندوسية ولا بوذية ولا أسطورية من أساطير العرب القديمة ولا رؤية سياسية ثقيلة على معدة ولا يمكن هضمها ولا حجراً يفدغ رأس القارىء لها انها غائبة عن السمع وعن العين ولا لون لها ولا رائحة أشبه ما تكون بجثة ميتة يرفضون دفنها ويحرصون على ابقائها في العناية المشددة لتبقى نتانة رائحتها تزكم أنوف العالم.