التقدير الامني لعملية درع الشمال أن حزب الله لا يريد حربا في المرحلة الراهنة واستمرار العمليات العسكرية في سوريا ضد إيران .
 

الحراك الاسرائيلي تجاه عملية درع الشمال مستمر على الجانب السياسي وفي المؤسستين  العسكرية والأمنية التي أفضت إلى تقدير محللين أن حزب الله لا يريد حربا في المرحلة الراهنة.

 

وفيما يلي ابرز العناوين الصادرة صباح اليوم الجمعة.

 

 

القناة "العاشرة" العبرية:

- خلال حملة مداهمات واسعة: الجيش "الإسرائيلي" اعتقل الليلة عشرات من نشطاء حماس بالضفة الغربية.
- جمعة متوترة: تخوفات من التصعيد بمناطق الضفة الغربية، وتظاهرات عنيفة على الحدود مع غزة. 
- الرئيس الأمريكي ترامب يدرس تعيين صهره "جيرار كوشنير" رئيسا لطاقم البيت الأبيض.

القناة "الثانية" العبرية:

- الجيش "الإسرائيلي" يؤكد: منفذ عملية اطلاق النار بالأمس قام بالاستيلاء على سلاح احد الجنود القتلى. 
- اليوم تجري مراسيم تشييع ودفن الجنود "الإسرائيليين" الذين قتلوا في عملية اطلاق النار بالضفة بالأمس. 

القناة "السابعة" العبرية:

- قوات الجيش "الإسرائيلي" اعتقلت الليلة 40 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية. 
- الجيش "الإسرائيلي" يواصل عمليات ملاحقة ومطاردة منفذ عملية إطلاق النار بمستوطنة "جفعات آساف". 
- مستشفى هداسا: الجندي الثالث الذي أصيب بعملية إطلاق النار بالأمس، أصبح وضعه حرجا جدا.

صحيفة "هآرتس" العبرية:

- "عاموس هرائيل": حماس تحاول الحفاظ على الهدوء بغزة، وإشعال جبهة الضفة الغربية. 
- المحكمة "الإسرائيلية" تقترح على "سارة نتنياهو" إعادة أموال الدولة المسروقة مقابل عدم توقيفها. 
- تنظيم "داعش" يعلن مسؤوليته عن عملية اطلاق النار التي وقعت أول أمس بفرنسا.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية:
 
- استعدادا للاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل": استراليا تحذر مواطنيها من التعرض لعمليات أمنية. 
- قائد منطقة الوسط بالجيش "الإسرائيلي": قريبا سنغلق الحساب مع خلية حماس التي نفذت عملية الأمس. 
- مستوطنون يهود قاموا الليلة بإغلاق بعض الطرق بالضفة الغربية، وألقوا الحجارة تجاه سيارات السكان العرب.

صحيفة "معاريف" العبرية:

- آلاف المستوطنين تظاهروا الليلة امام منزل رئيس الوزراء، وطالبوه بالاستقالة احتجاجا على الأوضاع الأمنية. 
- استمرار الطوق الأمني على مدينة رام الله، والجيش "الإسرائيلي" يتوقع حدوث عمليات بعد صلاة الجمعة اليوم. 
- رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية: حكومة نتنياهو تتصرف كحكومة يسارية وعليها إعادة الردع أمام الفلسطينيين.

موقع "كان" العبري:

- الخارجية الأردنية تستنكر اجتياح الجيش "الإسرائيلي" للمدن الفلسطينية بالضفة الغربية. 
- وزير البيئة زئيف ألكين: تظاهرات المستوطنين امام منزل رئيس الوزراء مبررة وشرعية. 
- وزير الجيش الأسبق "عمير بيرتس": يجب التعامل مع أبو مازن، لأن حركة حماس بدأت تستعيد قوتها بالضفة.

موقع"والاه" العبري:

- قوات الجيش "الإسرائيلي" اعتقلت الليلة ٤٠ فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، غالبيتهم من نشطاء وعناصر حركة حماس.
- من المتوقع أن تعلن الحكومة الأسترالية غدا السبت عن اعترافها بالقدس عاصمة ل"إسرائيل". 
- عشرات المستوطنين اليهود هاجموا الليلة سائق شاحنة فلسطيني على طريق مستوطنة "مودعين عليت" بالضفة.


هآرتس

من يهتم لموت فلسطيني؟

جدعون ليفي - محلل سياسي

محمد حبالي قتله جنود الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على رأسه من الخلف. شيرا إيش - ران أُصيبت بجراح بليغة بعد إصابتها بطلق ناري في بطنها من سيارة كانت تمر. حبالي كان شاباً من ذوي الحاجات الخاصة أطلق عليه الجنود النار من مسافة 80 متراً في الشارع الرئيسي في بلدته من دون أي سبب واضح للعيان. إيش - ران كانت في مرحلة حمل متقدمة عندما أطلقت النيران عليها على مدخل مستوطنة عوفرا.


شخص من ذوي الحاجات الخاصة وامرأة حامل، الاثنان لا حيلة لهما. وإطلاق النار على الاثنين هو جريمة بنفس المقدار، لا يوجد تقريباً فارق أخلاقي بين الجرعتين. الفارق الوحيد: الذين أطلقوا النار في عوفرا كان لديهم دافع واضح - نضالهم العنيف ضد الاحتلال والمستوطنات. دافع الجنود لقتل حبالي غير واضح، وثمة شك في أنه كان لديهم وضوح. الشاب الذي كان يحمل عصا مكنسة في يده لم يشكل أي خطر عليهم، ولقد ابتعد عنهم عندما توقف رشقهم بالحجارة.


حبالي مات، إيش - ران تتعافى، بالأمس - مأساة حقيقية - توفي مولودها. لكن هنا برزت فجوة بين الحادثتين. من أين نبدأ؟ مجرد المقارنة بينهما تعتبر في إسرائيل مؤامرة وكفراً وخيانة. المقارنة ليست فقط بين الجريمتين والمجرمين، بل حتى بين الضحايا: كيف يمكن مقارنة هجوم على مستوطنة بمقتل شاب فلسطيني، هو أيضاً مريض عقلياً، وابن لعائلة لاجئين فقيرة بائسة، أحد أولادها مريض عقلياً مثله والأب معاق. شفقة؟ إنسانية؟ لا يوجد ما نتحدث عنه.

وبينما تابعت إسرائيل، بقيادة وسائل إعلام تزايد على المشاعر، كل مرحلة من مراحل تعافي إيش - ران، تجاهلت بصورة كاملة تقريباً مقتل لاجىء من طولكرم. هو لم يكن موجوداً، ولم يولد، ولم يقتل. الصدمة من الهجوم على إيش- ران، ردة فعل إنسانية ومفهومة. ومفهوم أيضاً الاهتمام، والقلق، والتماهي مع ابنة شعبك. لكن التجاهل المطلق للفعل الثاني الذي ارتكبه أبناء شعبك، هو وصمة عار.


ليس وسائل الإعلام فقط، بل السياسيون كلهم أيضاً صُدموا من إطلاق النار على المستوطنة، وكلهم تجاهلوا إطلاق النار على فلسطيني جرى تنفيذه بالنيابة عنهم. ليس فقط السياسيون المحليون، في الخارج أيضاً كانت صدمتهم منحازة ولا تقل نفاقاً. سفير الولايات المتحدة والمستوطنات، ديفيد فريدمان، كتب أن ما جرى" عمل إرهابي فلسطيني مقرف"، مستشار الرئيس [الأميركي] غرينبلات كتب "مثير للاشمئزاز". وماذا عن قتل حبالي؟ متى دان السفير فريدمان عملية قتل قام بها أحد جنود الجيش الإسرائيلي؟ ومستشار مفاوضات السلام- فقط إطلاق النارعلى المستوطنين يثير اشمئزازه؟ ألا يثير إطلاق النار على مريض عقلياً اشمئزاز رجل السلام من أميركا؟ صحيح، مدار الحديث ليس دماً يهودياً، هو أشد احمراراً من أي دم آخر.

 

تجري عملية مطاردة لمطلقي النار على إيش - ران، وهي ستنتهي بالتأكيد بإلقاء القبض عليهم. وهم سيُحالون إلى القضاء العسكري وسيُحكم عليهم بالسجن عشرات السنوات. وستُهدم منازل عائلاتهم. هم مخربون. لا حاجة لمطاردة الجنود الذين أطلقوا النار على حبالي. هويتهم معروفة، وجوههم مكشوفة في الفيديو الذي صورهم وهم يسيرون بهدوء في الشارع ويطلقون النار كي يقتلوا. ليس هناك من يفكر في توقيفهم – لماذا، من الذي مات؟ - تحقيقات الشرطة العسكرية ستستمر وقتاً طويلاً، وفي نهايتها ربما سيُحالون إلى المحاكمة لارتكابهم جناية صغيرة عقوبتها تخفيض رتبتهم العسكرية قليلاً. ثمة شك كبير في أن هذا سيجري: تدل التجربة على أنه بعد بضع سنوات، الملف سيغلق.


ملف حبالي أُغلق في الليلة التي قُتل فيها الشاب المسكين الذي لقبه المحبب "زعتر". إسرائيل مصدومة من إطلاق النار على مستوطنين على مدخل مستوطنة غير قانونية وتتجاهل إطلاق النار على أبرياء فلسطينيين. وفي الواقع هي تؤيد هذه الأعمال الإجرامية. فهؤلاء هم جنود الجيش الإسرائيلي، أحباء الشعب، والذين هم فوق كل شك.


لقد أُغلق ملف حبالي لأن حياته لم تكن تهم أحداً في إسرائيل وكذلك موته. ولأن قتل فلسطيني يُعتبر في إسرائيل أقل خطورة من قتل كلب شارد. ولأن ليس في إسرائيل ما هو أرخص من حياة الفلسطينيين. أيضاً الجنود الذين أطلقوا النار على حبالي عرفوا ذلك. لذا أطلقوا عليه النار، كي يقتلوه".

 


خطة نصر الله الأساسية ورد أيزنكوت عليها

 

رون بن يشاي - محلل عسكري

 

لا يريد حزب الله ورعاته الإيرانيون حرباً ضد إسرائيل في المرحلة الحالية، وعلى ما يبدو أيضاً ليس في المستقبل القريب. هذا ما تدل عليه معلومات استخباراتية محدثة تجمعت في إسرائيل وفي دول غربية أيضاً، والوقائع على الأرض. لكن لدى حزب الله على الأقل خطة عملانية واستراتيجيا منظّمة لحرب لبنان الثالثة التي سيسعى فيها الحزب لتحقيق انتصار بارز يؤثر في الوعي، وربما أيضاً انتصار واضح على إسرائيل.


تعتمد خطة الحرب لدى حزب الله على جهدين : الأول – إحداث دمار منهجي في الجبهة الداخلية العسكرية والمدنية من خلال إطلاق كثيف لآلاف الصواريخ والقذائف الدقيقة التي ستتحدى المنظومات الدفاعية الإسرائيلية ضد الصواريخ وستتغلب عليها؛ الثاني - هجوم برّي مباغت داخل أراضي إسرائيل بهدف إفقاد التوازن للجيش وللمجتمع الإسرائيليين، من خلال القيام بعمليات تسلل بحجم لا مثيل له منذ حرب 1948.


من المفترض أن تقوم عناصر القوات الهجومية لحزب الله، قوة الرضوان، بمساعدة ميليشيات شيعية إيرانية، بالسيطرة على مستوطنات، وخطف رهائن وأسرى، وإغلاق محاور حركة أساسية والتشويش وعرقلة نشاط الجيش الإسرائيلي – سواء إذا ما حاول القيام بهجمات مضادة داخل أراضي إسرائيل، أو حاول الدخول إلى الأراضي اللبنانية لإزالة الجوهر المحتمل لهذا الهجوم البري - الورقة السرية التي احتفظ بها حزب الله بسرية كاملة حتى أيضاً عن مسؤولين كبار في الحزب- كانت الأنفاق الواسعة تحت الأرض التي تستطيع أن تتحرك فيها بسرعة عناصر الحزب جنباً إلى جنب والميليشيات.


هذه الخطة نجح الجيش الإسرائيلي حالياً في عرقلتها: على الرغم من جهود الإيرانيين وعناصر حزب الله، فإنهم لم ينجحوا في نقل صواريخ دقيقة بكميات كبيرة إلى لبنان. ونتيجة ذلك، ليس لدى حزب الله الآن القدرة على تنفيذ هجوم بالصواريخ الدقيقة على إسرائيل. صحيح أن لديه 120 إلى 130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها غير دقيق، وعلى الأقل 80% من هذه الصواريخ سيسقط في مناطق مفتوحة، والباقي ستعترضه منظومات القبة الحديدية، وباتريوت، ومقلاع داود (العصا السحرية)، وصاروخ حيتس 2 وحيتس3. هذا من دون أن نأخذ في الحسبان القدرة الجوية المتوفرة لدى إسرائيل اليوم لمهاجمة الصواريخ والبنى التحتية السياسية في لبنان، والتي لم تكن متوفرة لدى الجيش سابقاً.


"الرد على التهديد يمكن أن يكون"ضاحية بأربعة أضعاف وربما أكثر" يقولون في الجيش بثقة مستعيدين ذكرى الهجوم الكثيف على قلب بيروت [على الضاحية الجنوبية] في 2006. صحيح أن حسن نصر الله بث فيلماً يستند إلى صور جوية التقطها غوغل مع إحداثيات تتعلق بالكرياه [مركز قيادة الأركان العامة في تل أبيب] ومعسكرات للجيش، لكن من أجل تنفيذ التهديد ستضطر عناصره إلى إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف على الكرياه، ونحن لا نرد، فقط نتلقى. بكلام آخر، مع الصواريخ والقذائف غير الدقيقة التي لديه حالياً، فيلم حزب الله هو تهديد فارغ. وذلك بفضل الجهود التي بُذلت في السنوات الأخيرة ضمن إطار "معركة بين الحروب" (التي تتألف من مئات العمليات السرية أغلبيتها الساحقة لم تنشر).

 

تعقّب الأنفاق في الشمال بدأ منذ عملية الجرف الصامد

 

إلى جانب النجاح الباهر في منع تسلح حزب الله بالصواريخ الدقيقة، أخذت خطة الهجوم البرّي داخل أراضي إسرائيل تكتسب زخماً. لم يُخفِ حزب الله نواياه في هذا الصدد، لكن شيئاً واحداً حافظ عليه سراً؛ خطة استخدام الأنفاق من أجل تحقيق مفاجأة كاملة في الدقائق الأولى، بواسطة قوات تخرج من عدد محدود من الأنفاق، تقطع بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات والكمائن الطريق على قوات الجيش، بينما القوات الخاصة لحزب الله (قوة الرضوان) والميليشيات الشيعية تتقدم بسرعة فوق الأرض وتسيطر على العوائق التي أقامها الجيش على الحدود، وعلى بعض المستوطنات مثل المطلة، ومنارة، وأفيفيم، وزرعيت وغيرها.


لكن بخلاف ادعاءات سكان الحدود في الشمال بشأن سماعهم حفر الأنفاق داخل المستوطنات وربما تحت منازلهم، حفر حزب الله أنفاقه بصورة تخدم خطوة البدء بعمليته العسكرية. لذلك لم تُحفر الأنفاق تحت منازل المستوطنات، أو بالقرب مباشرة منها، بل في المناطق التي من السهل التحرك فيها سيراً نحو محاور السير الأساسية، مثل طريق 90 المؤدي إلى المطلة، وإلى عدد من نقاط السيطرة العسكرية لمنع وصول التعزيزات.

 

مع "حماس" في قطاع غزة لا تنتهي أبداً بنتيجة قاطعة مهمة، بل تؤدي إلى العودة إلى الوضع السابق. العقيدة الاستراتيجية التي يتبناها رئيس الأركان أيزنكوت، وأيضاً جربها، هي أنه من الأفضل الدخول في مواجهة مع عدو قوي بأساليب تفاجئه وتصيبه في نقاط ضعفه مرة تلو الأُخرى - بواسطة عمليات سرية في أغلبيتها تضعفه وتحبط نواياه. وما لا يقل أهمية، عمليات تجري على حافة الحرب ولا تتسبب باندلاع حرب بل تحديداً تبعدها.


في منتصف سنة 2017، طلب أيزنكوت الحصول على موافقة المجلس الوزاري المصغر لتوسيع المعركة بين الحروب لإحباط تمركز إيران في الشمال، وذلك بخلاف رأي عدد من ألوية قيادة الأركان العامة للجيش الذين ادّعوا أنه إذا ضربنا الإيرانيين ستنشب حرب. حصل رئيس الأركان على موافقة الوزراء - إيرانيون عادوا إلى وطنهم بالنعوش، وعلى الرغم من ذلك اضطرت طهران إلى ضبط نفسها. هذه الاستراتيجيا لخوض مواجهة مع عدو قوي بواسطة مئات العمليات السرية ناجعة لتحقيق ردع استراتيجي وإبعاد الحرب، ويمكن أن تسجل في التاريخ "كعقيدة أيزنكوت"