بعد تسعة أشهر من الوعود والمماطلة، ضاق ذرع أهالي المختطفين اللبنانيين التسعة في إعزاز في ريف حلب، وأعادوا قضيتهم الى الواجهة من نافذة التهديدات التي أطلقوها سابقا حول التحرك ميدانيا ضد المصالح، التحرك بدأه الاهالي بخطوة رمزية مع تقديرهم لمساوئها على إخوانهم السوريين الذين يعيشون سوية منذ سنين في منطقة حي السلم، فأقدموا على إغلاق محالهم التجارية كأسلوب ضغط لإطلاق سراح الخاطفين.
عضو لجنة متابعة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز أدهم زغيب أكد في حديث ل"لبنان الجديد" أن الخطوة التي قام بها الأهالي ليست إلا تعبير عن غضبهم من تناسي قضيتهم الانسانية والمحقة، مشيرا الى أنه لا مشكل لديهم مع المواطنين السوريين بل هم من كانوا يحمونهم... يلتقط أنفاسه أدهم ويقول بحسرة:" أهالينا مخطوفين ولا أحد يسأل عنهم فقمنا بهذا العمل كأسلوب ضغط على أهالي ريف حلب للتحرك لإطلاق سراح أهالينا، نحن نقدر الأوضاع المعيشية لأصحاب المحال... ولكن ماذا تريدوننا أن نفعل هل نبقى صامتون؟
ابتداءا من الإثنين المقبل ستبدأ الخطوات التصعيدية هذا ما يعلنه ذوو المخطوفين التسعة، فلم يقتصر تحركهم على المحال بل سيتوجهون الى المعامل الكبيرة لمنع العمال السوريين من الدخول الى عملهم. وجهة التحرك الإثنين يكشفها لنا أدهم زغيب ويقول: " سنتوجه الى شركة البيبسي في الشويفات، والى عدة شركات كبرى في المنطقة، لم نعد نحتمل، نحن لسنا ضعفاء ولدينا أوراق ضغط. لا يتجاهل أدهم المصالح التركية ويؤكد أن الخطوات التصعيدية المهمة ستكون باتجاه المصالح التركية، بدون الإفصاح عن أي تفاصيل.
وعند السؤال عن أحوال المخطوفين يشير زغيب الى أنه لم يجر أي اتصال مباشر بهم منذ أربعة أشهر، ويحمل على وزارة الداخلية تسويفها، ويتهمها بالكذب حول ما أثارته منذ مدة عن أن لجنة مكلفة من قبلها التقت المخطوفين في اعزاز، مؤكدا أن أحدا لم يلتق بهم بل التقى وفد اللجنة بأحد الخاطفين، ويستطرد:" الوفد المرسل من وزارة الداخلية مؤلف من شخصين الأول طالب جامعي لبناني والآخر مواطن سوري، فلماذا هذا الاستخفاف من الحكومة بمواطنيها."
نحن لسنا عنصريين، نحن والسوريين أخوة، هم أهلنا، هكذا يبدأ المخطوف السابق في اعزاز عوض ابراهيم كلامه لموقع "لبنان الجديد":" نحن نضغط عبر خطواتنا لإطلاق سراح المخطوفين، سنقوم بخطوات تصعيدية الأسبوع المقبل، لم نعد نحتمل." الحاج عوض يحمل الحكومة المستقيل والنظام السوري مسؤولية اختطاف اللبنانيين، يضيف:" النظام غير مكترث لأنه يعتبر لبنان واللبنانيين في جيبه." لا يخفي الحاج عوض عتبه على أبناء جلدته والقيمين على الطائفة الشيعية، أي الثنائية الشيعية، فهي على حد تعبيره لم تقم بشيء لإطلاق المخطوفين، ولم تجر أي اتصال بهم، وغمز من قناة الصفقة الايرانية مع النظام والمعارضة لإطلاق سراح ثمانية وأربعين مواطنا ايرانيا، ويتساءل لماذا لا يحاول أحد حل هذه القضية.
الاهالي عقدوا عزمهم، فهم أطلقوا تهديداتهم ومشوا عاتبين على أحزاب الطائفة وعلى الحكومة وعلى الجميع، مشوا حاملة لغة التصعيد بيد، ولغة مطالبة الحكومة العتيدة بأن يكون ملف مخطوفي إعزاز الملف الأساسي على جدول أعمالها.