هل سيتدارك السيد حسن نصر الله هذه الخطيئة ويُصحّحها؟
 
إستغباء الناس والضحك عليهم باتت أساليب تقليدية في عدّة عمل حزب الله، خصوصاً على المستوى الإعلامي .
 
فالحزب يسمح لنفسه ولجمهوره التعرّض والتهجم على كرامات الناس ومقدساتهم، وعندما تحاول الناس الدفاع عن نفسها، يلجأ حزب الله إلى أسلوب "إستغباء الناس" فيُصوّر نفسه أنه مظلوم وضحية وباقي الأطراف يتعرّضون له ولمقدساته خدمة لأجندة صهيونية .
 
مناسبة هذا الكلام هو ما حصل الأسبوع الماضي، عندما إستفز الصحافي التابع لحزب الله حسن عليّق شريحة واسعة من الجمهور اللبناني خصوصاً المسيحيين عبر تعرّضه للرئيس الراحل بشير الجميل وتصويره بعبارات ذليلة.
 
وقبلها، لم يُوّفر الحزب أي مناسبة، مباشرة أو غير مباشرة، إلاّ وإستفزّ بها المسيحيين عبر التعرّض لبشير الجميل والإشادة بقاتله.
 
 
هذا الإستفزاز وعدم مراعاة مشاعر الآخرين والتعرّض لرمز يعتبر من المقدسات عند المسيحيين لا شك أنّه سيُوّلد ردّة فعل بالمقابل تكسر المحظورات وتتعرض لمقدسات حزب الله نفسه.
 
فلم يتأخر الرد سريعاً، إذ إنتشر فيديو لمرأة لبنانية تعرّضت فيه للشهيد هادي نصر الله وإدعت أنه قُتل داخل "بار" بطعنة سكين بسبب فتاة تُدعى بتول، وأن الحزب بعدها غطّى على الموضوع بإدعاء أنه إستشهد بمواجهة مع العدو الصهيوني. 
وفي الفيديو، يبدو الغضب واضحاً على المرأة، التي ختمته بالقول "من يتعرّض لمقدساتنا سنتعرض له". 
 
ومما لا شك فيه أن ما قالته المرأة هو عارٍ عن الصحة، لكنه لحظة غضب ورد على إستفزاز بدأ به بالأساس حزب الله وجمهوره.
 
 
فهل يعلم الحزب أن إستفزازاته بالسابق للعرب مثلاً جعلت قصة هادي نصر الله كما روتها المرأة حقيقة بأعين العرب؟
 
وها هي اليوم القصة الكاذبة بدأت تتسرب إلى عقول ووعي بعض اللبنانيين، حتى داخل الطائفة الشيعية هناك من بدأ بالتشكيك برواية الإستشهاد، والسبب واضح هو تكبر حزب الله وطريقته الخاطئة في مقاربة الأمور.
 
واليوم، المسؤول الأول عن تشويه صورة الشهيد هادي نصر الله بأعين العرب واللبنانيين هو حزب الله نفسه، فهل سيتدارك السيد حسن نصر الله هذه الخطيئة ويُصحّحها؟ 
 
المعادلة بسيطة، لا تتعرضوا لمقدسات الغير فلا يتعرّض أحد لمقدساتكم.