يمكن الحديث عن خطاب نصرالله بوصفه الإعلان الرسمي عن حزب الله الجديد، وموقعه من النظام اللبناني وعلاقته به
 

فرص تشكيل الحكومة في لبنان في الوقت الراهن باتت شبه معدومة، وتتجه الأمور لتدوير زوايا العقدة المستحدثة في ظل تمسك الرئيس المكلّف سعد الحريري بعدم تلبية مطلب توزير شخصية من نواب سنة 8 آذار. وفي المقابل حزب الله واجه رفض الحريري برفض مضاد يمنع خلاله تمرير الحكومة من دون حلفائه السنة، الأمر الذي ينذر بالمزيد من تدهور للأمورسيشهده لبنان في حال إستمرار الفراغ الحكومي.


ليس الوضع الاقتصادي هو وحده من يهدد لبنان، فبعض الصحف الاسرائيلية نقلت معلومات عن مخطط إسرائيلي لتوجيه ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان بدلا من سوريا، وهذا ما ينذر بتطورات سلبية وخطيرة يتعرض لها لبنان ويصبح مفتوح على كافة الخيارات . وفي هذا السياق ردّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على التهديدات الإسرائيلية، قائلا: "لن نسمح للعدو باستباحة لبنان مجددا"،لقد تجاوز خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في شقه الداخلي، مسألة تشكيل الحكومة وعقدة تمثيل سُنة الثامن من آذار، ليطال في طياته علاقة الحزب السياسية مع خصومه وحلفائه على حدّ سواء، ومع النظام اللبناني نفسه أيضاً.

يمكن الحديث عن خطاب نصرالله الذي ألقاه أمس، بمناسبة يوم شهيد الحزب بوصفه الإعلان الرسمي عن "حزب الله" الجديد، وموقعه من النظام اللبناني وعلاقته به.


الهدف واضح تكريس إنقلاب التوازنات السياسية التي بدأت منذ ما قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة.

 

إقرأ أيضا : خطاب وليّ الأمر..الرئاسة الأولى صامتة والثانية عاجزة

 

 

لقد تعمد نصرالله خلال خطابه إعتبار أي هجوم من قبل "القوات اللبنانية" والحزب "الإشتراكي" على الحزب "إعتداء"، وهذا بمفهوم الحزب سيتوجب الردّ، لكن اللافت هو الإستهداف الصريح لوليد جنبلاط حليف حركة "أمل" الشريك الشيعي للحزب، خصوصاً أن الحزب كان يحيّد جنبلاط عند الحديث عن فريق الرابع عشر من آذار. قال نصرالله أن الجديد عند "حزب الله"  بعد الآن لا مكان للتواضع، معتبراً أنه سيقف مع النواب السُنة إلى يوم القيامة، فاتحاً الباب أمام أزمة حكومية طويلة المدى في حال لم يحصل تجاوب من الطرف الآخر.

تصاعد نبرة القوّة لدى نصرالله، توحي بأن "حزب الله" يسعى بشكل صريح إلى صرف تقدم المحور المتحالف معه في المنطقة في الساحة اللبنانية، إذ ظهر بوصفه شريكاً أساسياً في تشكيل الحكومة، ويملك قدرة التعطيل من دون مراعاة أحد من خصومه أو حلفائه .

أعلن "حزب الله" أمس بشكل كامل انه صاحب الكلمة الفصل فيما يتعلق ليس بتشكيل الحكومة فحسب بل رئاسة الجمهورية ايضاً ، مكرساً نفسه وصياً على لبنان ، الأمر الذي سيترتب عليه الكثير الكثير من الأعباء التي لايمكن ان يتحملها لبنان .

لذلك اعتباراً من اليوم بات لبنان في قلب الإعصار حتى إشعار آخر .