أعلنوها صراحة بعد استسلامكم الكامل لسلطة لا تقوون إلاّ على الرضوخ لها تحت سيول من مبررات الضرورات الشخصية
 

قدموا فريضة الطاعة أو أعلنوا التأييد في العلن لا في السرّ لأمين عام حزب الله مادمتم تنعمون بأمنه وأكثركم ينعم بفيئه وطالما أن سلطاتكم تأتمر بأمره وتلتزم بحدود ما ألزمكم به حتى بتم أعجاز نخل خاوية لا قدرة لكم على قرار أو على إقرار في التفاصيل وفي المصير وبتم حركة بلا بركة تجولون ذات اليمين وذات الشمال ومن ثم تقرفصون القرفصاء أمام شاشته انتظاراً لما سيمُن عليكم بنعيم أو بجهنم تكوي جنوبكم وجباهكم المعفرة بذل السياسة والتي ارتضيتموها حرصاً على مُلك مملوك يعطيكم في الشكل ويأخذ منكم في المضمون .

أعلنوها صراحة بعد استسلامكم الكامل لسلطة لا تقوون إلاّ على الرضوخ لها تحت سيول من مبررات الضرورات الشخصية التي تبيح المحظورات الوطنية ولا داعي لأسماء السعادة التي تتزينون بها على فراغ وخواء ولا لتياراتكم التي لا عمل لها سوى التصفيق الحار لأقوال دون أفعال وتموج موج السنبل اليابس في حقول الرقص والغناء وساحات الانتصارات على بقايا أشخاص ونتف جماعات لم تلتحق بركب زعامتكم التي باركتها طائفة هنا وطائفة هناك .

مادامت أحزابكم ناخخة له ومادام الهيكل كله في قبضة يده ومادام إعلامكم المسموع والمقروء وما تبقى من مكتوب وشاشاتكم الصغيرة والكبيرة أدوات حيّة في ما يتعلق به وهي تبشر على مدار الساعة وتهيء اللبنانيين الى ظهوره كي يظهر الفرج عليهم من طاقة القدر في ضاحية القرار في حين أنها أدوات ميتة وخارج الاختصاص و المهنة ولا قدرة لها حتى على إدارة موضوع يحمي مصالح المتحوكمين حول السعادة المخطوفة والمصادرة لا بقوة القوي كما تقولون وتدعون بل بضعف الضعفاء الذين يلتهون بقشور السلطة ويرضون بها للشعور بعظمة اليائسين .

إقرأ أيضًا: الحكومة يقررها السيّد لا الرئيس المكلف

أغلقوا الإعلام الممانع والمقاوم فلا داعي له ووفروا عليكم الأموال في زمن القحط و المجاعة طالما أن الإعلام الآخر يوفر لكم خدمات المنار والميادين وما تبقى من شبكات متصلة بطائفة المقاومة وهو يقرأ النشرات الاخبارية ذاتها دون تعديل في الفحوى والمضمون حتى الألسن المتنقلة والموزعة على الاعلام للتحليل الخنفشاري مصدر استقطاب واستطياب لوسائل السيادة التي تتدافع بمناكبها على محلل ممانع في الفطرة أو مقاوم في الاكتساب أو الاحتساب لا همّ في ذلك مادام يحسن أداء الصلوات .

أمس وفي أمكنة متعددة توقفت ساعة الحياة وشُلّ البلد وقطعت طرقات وقامت تدابير أمنية لغير المختصين الذين يتحولون فوراً الى مشاهدين أو مشاركين في حدود بحسب التعليمات فتحسب أن البلد قد تعرض لانقلاب لتتذكر نتيجة تذكير ممل للإعلام المعادي من جماعات 14 آذار (وبين معكوفتين طبعاً لأنها لم تعد موجودة ولكن للدلالة لأنهم لم يعد يملكون اسماً سوى الهرولة نحو سلطة مشروطة ومخرومة  ) بأن السيد سيظهر الليلة ولا أعرف كيف يردد هذا الاعلام مصطلحات لا يؤمن بها وهي خارج أدبيات المهنة أو سيطل لمعرفة لبنان الى أين ؟

إلى أين ؟ لطالما رددها الزعيم وليد جنبلاط الذي كان له نصيب من نار الخطاب دون أن يكون له الخيرة في أمر الردّ لوهن زعيم الحركة الوطنية التي فقدها وخسرها ولم يستطع الحفاظ على بقاياها ولوهن زعيم الاشتراكية التي سقطت وباتت خارج المعادلة ولوهن زعيم الطائف الذي انتهى باغتيال الشهيد رفيق الحريري ولوهن زعيم الطائفة المخلصة له لافتقارها لعناصر القوّة وتمادي الضعف فيها بعد ترجل الحزب التقدمي عن الأحصنة وركوبه لبغل السلطة المحدودة ولوهن زعيم الصداقة القديمة مع الرئيس نبيه  بري الذي قاتل ويقاتل على كل جبهات أصدقاءه قبل أعدائه . لأن جنبلاط حرص قبل غيره في جماعة 14 آذار وبعيد الخروج السوري على إخراج دولة الرئيس بري من المعادلة وكانت هذه بداية الطعن في خاصرة رئيس يتم إضعافه من خلال كثرة الطعون في الخاصرة .