لماذا فشل إعلام التيار الوطني الحر؟
 

ما زال إعلام التيار الوطني الحرّ يعاني بعد "النفضة" التي أجراها رئيس التيار جبران باسيل ورغم امتلاكه لمنظومة إعلامية متكاملة، يفشل التيار في مقارعة الآخرين إعلامياً.

خبير إعلامي فنّد أخطاء التيار التي تبدأ من حب الظهور وعبور القنوات السريّة الفعالة إلى النجومية العلنية ولا تنتهي إلا بتراكم الأخطاء كما حصل مع المسؤول عن جيش التيار الإلكتروني جوزف لحود أولاً في تسريب تسجيل صوتي له ويتضمن بعض العبارات المسيئة للمرأة بشكل عام، وتوجيهه تهديداً علنياً لشاب ينتقده على مواقع التواصل الإجتماعي ما يضعه في موقع الإستقواء وفائض القوة الإفتراضي واطمئنانه إلى غطائه السياسي، إضافة إلى الإعلان الإستعراضي عن خروقات محدودة لبعض الصفحات ما يؤدي إلى خسارة المكسب الحقيقي من أجل تظهير صورة البطل القادر على حماية التيار إعلامياً.

ويتابع الخبير بأن " التيار انتظر طويلاً هذه المنظومة الإعلامية في وقت كان خصومه يسرحون في الفضاء الإعلامي وصفحاته ويسيطرون على الرأي العام ويراكمون خبراتهم التي طغت على خبرة التيار المتواضعة، والاستراتيجية التي اتبعها إعلام التيار كانت خاطئة وقائمة على نشر الإشاعات التي سرعان ما تنهار بدل التركيز على الدفاع عن مصالح التيار وتبييض صورة مسؤوليه وعلى رأسهم باسيل ما انعكس سلباً على صورة باسيل التي زادت سوءاً بفضل أهل البيت هذه المرة."

على الصعيد التقني لا يمكن الكلام عن الفشل، فالوسائل معلومة وقد رصد التيار لهذه الغاية كل ما يلزم مادياً إدراكاً منه بأهمية الإعلام في التأثير بالرأي العام، العنصر الثاني هو المادة الإعلامية التي تولد من حالة أو قضية تؤمن بها الجماعة فتجعلها أسلوب حياة ومتابعة سياسية والتزام على مدار الساعة وهذا حافز أساسي للنجاح، بينما في صفوف التيار ومن خلال التسجيلات السرية المسربة أو الدعوات العلنية لا توحي سوى بأنها أداء لواجب وظيفي خلال ساعات الدوام الرسمي ما خلا قلّة من الناشطين الذين لا تحركهم القضية بقدر ما تحركهم الأحقاد التي سئم منها اللبنانيون، بينما جميع خصوم التيار في الأمس أصبحوا في خانة الحلفاء اليوم، وأكثر، دون أن يتكبد التيار عناء شرح هذه المتغيرات لمناصريه.

 

dash_philip