غداً ربيع من الوعود جنة المأوى في البقاع سيدخلها الفاتحون الجُدُد من أهل الكيف والكهف
 

قيل قديماً أن الحشّاشين فرقة من الشيعة ... 

بعد الطائفة المحرومة وطائفتيّ المقاومة والتنمية تأتي طائفة الحشيشة لتزيد من أرباح ما خسرته ما سنين  طوال وعجاف سواء كان ذلك في مسكنها الحالي لبنان أو في أي مسكن آخر من مساكن البحث عن الأمن هرباً من بطش وقبضة التاريخ القاسية على طائفة ملاحقة من عبء ما حملت من إرث سماوي .

لا شيء أجمل من الكيف فكيف بحشيشة الكيف التي تحسّن من مزاج الشخص وتجعله هادئاً ناعماً مأنوساً و مستأنساً بكل شيء  فيرى  ما حوله جميلاً جمال الحياة في فيينا فلا نفايات ولا فقر ولا فقراء ولا أزمات ولا حروب ولا كوارث ولا حكومات فاسدة ولا سادة نواب من عجائب الدهر و الدنيا وكل الكوابيس الثقال تصبح أحلام وردية من نعاس الشمس في أحضان طبيعة من الورد .

هكذا قال و أخبر المتكيفون مع الكيف وطمأنوا بسلامة المستقبل مع الحشيش الذي بلغ حضارة الأمم المتقدمة والتي شرّعت الحشيش فازدهرت وباتت أفضل من الدول الفاضلة وأجمل مما في الجنة الموعودة من أنهار وأشجار وحور وقصور . وهكذا روّج المروجون لشتلة لا تدنو منها الا عصافير الحب وتلك التي تسلطن من حبوبها فتتقن أكثر لغة من لغات الحساسين الجميلة .

لا شك بأن التحشيش يُنسي الناس مشاكلهم ويجعلهم سكارى خواب مليئة بالخمرة الموعودة وتلك المسكوبة في دنان الأوطان كما هي بلاد الخمر والميسر والجنس الحرام ممن شربت حتى سكرت وبنت شواهق من المنارات التي أيقظت العالم من حشيشة فاسدة وخمرة مغشوشة وصنعت لها أبراج عالية لا يصعد اليها الاّ كل خمّار نجس زميم .

اقرا ايضا : الجيش السوري بيسلق البطاطا بالخوذة العسكرية

 

يبدو أن وضعنا سيصطلح وسنكون أحسن مما نحن عليه فبعد شهادة غليظة في الدماء و الانتصارات الكثيفة ستوفر لنا الحشيشة ما نصبو اليه من ماء و كهرباء ونزاهة في التوظيف وأعمال متاحة وفرص كثيرة وأمن دائم واستقرار نافع  وحياة مليئة بالرغد والوعد القادر على العيش و الاستمرار طالما أن الوعود المقطوعة مثل النصوص المقدسة لا إمكانية للمس فيها أو الدسّ عليها فهي في ذاتها ضمانة بقاء واستمرار  .

لذا سنبقى كما نحن قابضين على الجمر طالما أن الماء البارد لا يأتي الاّ من حشا النار ومن أحرص على الهشيم من النار لذا سنسلم ونسالم جراحاتنا كونها تتسع لسلامتنا من الحياة ففي الموت نحيا أحراراً كما ولدتنا قابلة التاريخ من أرحام الحروب التي لا تنتهي طالما أن الجنّة موصولة بها ولا إمكانية لفكّها عنها وثمّة صعوبة في المحاولة كونها محكومة بالفشل الذريع .

لقد رحمنا الله برحمة أولي النعمة وأولي الأمر ومن هم في عليين ممن لا يسكنون بطون الأرض ولكنهم يلتحفون السماء ويدنون من العرش أولئك الذين أكرمهم الله ومنحهم بسطة في الجسم والعلم فلا يمرضون ولا يجيعون ولا يفقرون ولا يموتون لأنهم مطعّمون ضدّ كل أنواع الموت لحاجة الله اليهم كونهم دعاته وحفظة أسراره ووصاياه وهم الناطقون بلغة أهل السماء ليفقه أهل الأرض دروسهم جيداً فلا يغادرون صفوفهم إلاّ تبعاً للتعاليم والوصايا المذكورة في الأذكار وتلك المكتوبة على الألواح و الدُسر .

غداً ربيع من الوعود جنة المأوى في البقاع سيدخلها الفاتحون الجُدُد من أهل الكيف والكهف وستنكشف كل الغيوم السوداء النائمة فوق البقاعيين  بعد عجقة مشاريع ظهرت فجأة أو أُعيد نبشها من تربة الحرمان أو جيء بها من كيس الإهمال أو أنها أتت على حين غرة تلبية لما انتظره المحرومون من الحارمين أو انها مشروع يوضع له الحجر الأساس وتهمله أيادي البنائين من المشرفين .

أجمل ما في بعلبك أمس وفاء طائفة لسيد لا يُنسى وحضور ملتف على رئيس هو أكبر من حزب ووجوده ضرورة كحضور الإمام الغائب حتى لا تُترك الطائفة فريسة سهلة لصيادين فاشلين .