لو سألت اليوم أي قيادي مُمانع في لبنان وسوريا عن الرئيس عون مُذكّراً بماضيه المناقض لمواقفه اليوم لأجابك: لقد دخل تيار الممانعة وحسُنت ممانعتُه، كما حسُن إسلام أبي سفيان
 

أولاً: أبو سفيان...

 

هو أبو سفيان بن حرب بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مُناف واسمهُ صخر، سيد قُريش في الجاهلية، وهو يلتقي مع النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف (ص)  في الجدّ الرابع عبد مناف بن قُصي، وكان أبو سفيان من أشدّ المناوئين والمحاربين للدعوة المحمدية، وكان حاضراً وفاعلاً في كافة الإجتماعات والمداولات الرامية لإطفاء الشّعلة النّبويّة، فيظهر اسمه مع عُتبة وشيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأبو البخترى واسمه العاص بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد وأبو جهل، واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة وكنيته أبا الحكم، والوليد بن المغيرة ونبيه ومُنبّه ابنا الحجاج بن عامر والعاص بن وائل وغيرهم. وهو رأس الملأ القرشي في معركتي بدر وأُحد، وهو القائل في معركة أحد بعدما مالت كفّةُ القرشيين :أعل هُبل (أحد أبرز أصنام الجاهلية)، أي أنصر دينك، وهو الذي طلب لقاء النبي على أبواب مكة عندما جاءها النبي لأداء العمرة مع قوة مسلّحة قُدّرت بعشرة آلاف مقاتل، فرافقه العباس بن عبدالمطلب عمّ النبي، فطلب منه النبي أن يؤمن ويتلو الشهادتين: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، فقال: لو كان هنا إلهٌ غير إلهك يا محمد لنصرني عليك، لا إله إلاّ الله، فقيل له: ومحمد رسول الله، فقال أبو سفيان: هذه في نفسي منها أشياء، فجرّد القوم سيوفهم، فقال له العباس: اعصم دمك يا أبا سفيان وقُلها، فقالها، ودخل النبي مكّة ظافراً ودانت له بعد ذلك الجزيرة العربية تحت راية الدين الجديد الذي دخله أبو سفيان مُكرهاً بعد معارك ضارية، ليدخل بعد ذلك ابنه يزيد في معارك الفتح العربي ويعتبر من أبرز  قُواده، وإذا سُئل اليوم معظم رجالات وعلماء أهل السّنة والجماعة عن أبي سفيان يقولون: لقد أسلم وحسُن إسلامُه، رغم كونه من أعظم المعادين للدعوة الإسلامية كما سبق وذكرنا.

 

إقرأ أيضا : شخصية بشير الجميّل التاريخية مثار جدالٍ دائم ونقاشٍ لا ينتهي

 

 

ثانياً: الجنرال عون والممانعة...

 

دخل الجنرال ميشال عون حلبة المعارك السياسية والعسكرية نهاية ثمانينيات القرن الماضي ضدّ الوجود العسكري السوري في لبنان، وسوريا كانت في طليعة القوى الممانعة للتّطبيع والتسويات مع العدو الإسرائيلي، وعندما خسر معركة الاحتفاظ بالقصر الجمهوري، وانتهى به المطاف لاجئاً سياسياً في فرنسا، أكمل معاركه السياسية ضد الاحتلال السوري، وكان له دور أساسي في إصدار القرار الأممي 1559  الذي يدعو لخروج القوات السورية من لبنان ونزع سلاح الميليشيات (والمقصود بذلك سلاح حزب الله)، كما تُظهر بعض التسجيلات المصورة وهو يُناهض سياسة الولي الفقيه في لبنان، وبعد عودته من المنفى عام 2005 انقلبت مواقف الجنرال فزار سوريا وعقد حلفاً مُقدّساً مع أمين عام حزب الله، كرّست انتقال الجنرال إلى ضفّة ما يُدعى بتيار المقاومة والممانعة، ولو سألت اليوم أي قيادي "مُمانع" في لبنان وسوريا عن الرئيس عون مُذكّراً بماضيه المناقض لمواقفه اليوم لأجابك: لقد دخل تيار الممانعة وحسُنت ممانعتُه، كما حسُن إسلام أبي سفيان.