إلى الرئيس ترامب : اترك السعودية وإيران تتفاوضان وتعملان لتهدئة المنطقة ليصل الدور إلى التفاوض الإيراني الأمريكي
 

يقول المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي أنه أخطأ عندما فتح المجال لحكومة روحاني بالدخول في محادثات مع الولايات المتحدة ، لأن الأمريكيين لا يلتزمون بتعهداتهم ولا يحترمون عهودهم بل إنهم عندما يدخلون في المفاوضات لا يضعون عداءهم جانبا وإنما يمارسون العداء ويطبقونها خلال مفاوضاتهم. 

أوضح خامنئي بأن الأمريكيين يطالبون الطرف الآخر بالدفع نقداً مقابل الدين ، ثم يعفون أنفسهم من الدين، ولا يلتزمون بتعهداتهم. 

وأشار خامنئي إلى أن إيران قد التزمت بجميع وعودها بينما الولايات المتحدة خرقت تعهداتها وفي نفس الوقت تطالب بالتفاوض مع إيران. 
ولمّح خامنئي إلى أنه لو يعود عقارب الزمن إلى الوراء لما يسمح بالدخول في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وبالرغم من أن المرشد الإيراني رفض دعوة ترامب بشكل حاسم وصريح ولكنه استخدم لغة هادئة للتعبير عن رفضه مؤكداً على أن إيران اذ تنوي التفاوض مع الولايات المتحدة فإن حكومة ترامب ليست تلك الحكومة التي ترغب إيران في التفاوض معها. منا يعني ان الذي يحول دون التفاوض هو الرئيس الامريكي ترامب. 

أعرب خامنئي عن استيائه من لغة ترامب المسيئة التي تناقض الاعراف الدبلوماسية وطمأن شعبه من عدم نشوب حرب بين إيران وأمريكا حيث أن الحرب لها طرفان وإيران ليس لديها أية نية ولا رغبة في الحرب، إذ أن الطرف الآخر لم يصل إلى مستوى من الحماقة يبعثها على شن حرب ضد إيران.

ويرى خامنئي أن هناك توزيع للأدوار بين ترامب ووزير خارجيته بومبيو حيث أن الأخير يضع 12 شرطاً والأول يلغي جميع الشروط ولكن إيران لن تنخدع بتلك اللعبة. 

بعد خطاب المرشد الأعلى الإيراني بيوم كرّر وزير الخارجية الأمريكي دعوته إيران للتفاوض من دون أن يوضح ما هو جدوى الجلوس على طاولة المحادثات  مع دولة يعتبرها مارقة وأم الأزمات في الشرق الأوسط. ان بومبيو وزميله جان بولتون قد وعدا وبشّرا المعارضة الإيرانية بإسقاط النظام الإسلامي الإيراني قبل احتفاله بمرور أربعين عاماً على تأسيسه. 

أليس الأجدر بهما وبرئيسهم أن يتريثا بضعة أشهر حتى حلول الموعد لإسقاط هذا النظام؟ 

تلك اللغة المزدوجة التي يستخدمها مسؤولون أمريكيون جعلتهم عرضة لسخرية الشعبين الإيراني والأمريكي. مرة تتهم إيران بأنها مصدر للأمن العالمي والإقليمي وتهدده بدفع تكاليف تفوق الخيال! ثم بعد أيام تأتي وتلغي جميع شروطك وتعلن عن استعدادك للقاء نظيرك الإيراني في أي وقت وبأي مكان ( بما فيه طهران!) وتقول أن التفاوض خير لنا ولهم وللعالم! وكأنك ناصح أمين!
يجب عليك يا ريس أن تعود  إلى نفسك وتحسم خيارك حيال إيران أولاً. 

ثم اذا أنت متعطّش للتفاوض مع إيران، فلماذا بذلت جهودك لخلق الكراهية بين إيران وجيرانها خاصة السعودية؟ 

اترك السعودية وإيران تتفاوضان وتعملان لتهدئة المنطقة ليصل الدور إلى التفاوض الإيراني الأمريكي. 

من سخرية القدر أننا نعيش في زمن تطالب إيران السعودية بالتفاوض وترفض السعودية ومن جهة أخرى تطالب أمريكا بالتفاوض مع إيران  وترفض إيران! 

هل يصدّق الأجيال القادمة هذا التقرير؟!