هل يرضى الحزب أن ينهزم شعبه أمام مستشفى بنت جبيل ؟
 

إستفاق صباح اليوم، روّاد مواقع التواصل الإجتماعيّ على تدوينةٍ مُنتشرة بكثافة دوّنها اللّبنانيّ حسن حيدر، وجاء فيها:" اليوم بمستشفى بنت جبيل الحكومي اخدنا أختي لكانت علقانة عالكهربا وحالتها خطرة جدا جدا ولان ما عنا حدا ندقلو انزعبنا ونقال لنا بالحرف الواحد ما منستقبل الا حالات خطرة جدا".

وتابع حيدر، في تدوينته:"مع العلم انه نصف الاسرّة بالمستشفى فاضية، الشخص الوحيد لي اعترض هي زوجة الدكتور مارون العلم (من الطائفة المسيحية الكريمة)، وقالت حرام عليكن البنت حالتها صعبة كتير..ولا أذان صاغية".

وختم التدوينة:"المهم شكرا يا نواب الأمة، شكرا مقاومة شكرًا شكرًا شكرًا (التهاب بالاعصاب والعضلات فاق معدل 800 من جهة القلب يستدعي علاج تحت العناية لمدة اسبوعين لا يعد بالخطير".

هذا السلوك ليس غريباً على اللبنانيّين، بعد أن أصبح نهجًا تتّبعه المستشفيات بسبب المافيات التي تتحكّم في القطاع الصحّيّ عمومًا، ونحنُ كـَ سلطةٍ رابعة نضعُ هذه التدوينة أمام وزير الصحّة، ونسأل المعنيّين في هذا القطاع أين دور وزارة الصحّة ومسؤوليّة الدّولة في حماية حقّ المواطن بتلقي العلاج لا المصائب؟

التجارب والأمثلة على ذلك كثيرة، لاسيّما عندما يتوجّه المواطن إلى المستشفيات الخاصّة، فيطلب المُساعدة والنجدة من أطباء الطوارئ لحين تأمين المبلغ المطلوب، إلاّ أنّ الأبواب تُسدّ في وجهه باعتبار أنّ هناك مستشفيات حكوميّة يُمكن التوجّه إليها، وحتى الأخيرة تقفلُ أبوابها بوجه أيّ مريض تحت حجّة "عدم وجود أسرّة كافية".

إقرأ أيضًا: ما هي مادة الخلاف الجديدة بين المستقبل والتيار الوطني الحر؟

لا تتحمّل إدارات المستشفيّات وحدها مسؤوليّة هذا الإهمال أو التقصير، فالحكومات تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤوليّة عن ترك هذا الواقع يستمرّ بالشكل الذي هو عليه اليوم والفساد المُتفشّي في معظم إدارات الدّولة.الغرض من التقرير هو لفت أنظار المسؤولين عن الصحّة لما يُعانيه الفقراء والبسطاء الذين يبحثون عن العلاج والشفاء فيجدون أنفسهم وسط الجحيم، ليس هناك من يُحاسب أو يعمل على تطبيق القانون، مما شجّع ودفع الفاسدين ليزيدوا في فسادهم.

28 مستشفى حكوميًّا، في كلّ من هذه المستشفيات مشكلات إداريّة ماليّة أو فساد إداريّ ومحسوبيّات، على سبيل المثال، موظفو مستشفى بنت جبيل الحكوميّ يعانون من الهيمنة السياسيّة. 

كذلك فإن المسؤوليّة تطال نواب المنطقة والأحزاب النافذة فيه (حزب الله وحركة أمل) وبالأخص الحزب الذي يعتبر بنت جبيل رمز للإنتصار على العدو الإسرائيلي. فهل يرضى الحزب أن ينهزم شعبه أمام مستشفى بنت جبيل؟

في الأساس، تُعاني المستشفيات الحكوميّة نقصاً في التمويل والتجهيز، فكيف إذا أُضيفت الأزمة السوريّة، بعد ارتفاع اعداد النازحين السوريين التي أدّت الى إجهاد القطاع الصحّيّ وإرتفاع المستحقات غير المدفوعة إلى المستشفيات، والنقص في عدد العمال الصحيّين وإزدياد حاد في الأمراض المُعدية.

وكان أهالي بنت جبيل قد رفضوا إهمال الحكومة اللّبنانيّة المستمرّ لـِ مستشفى بنت جبيل الحكومي مُطالبين اياها بإنصافه وإعطائه العناية والرعاية الكاملة، حيثُ طالبوا بـِ تحسين أوضاع مستشفى بنت جبيل الحكومي من خلال دعمه بالكادر الطبي المتخصص، مُتمنيّين على الحكومة والمسؤولين ووزارة الصحّة للعمل معاً لتأمين المستلزمات الطبّيّة والبشريّة للمستشفى لإعلاء شأن الفقراء والمحتاجين في المنطقة. 

نطرحُ على المعنيين من الذين يعملون ويحرصون على ترميم وتجميل صورة القطاع الطبّيّ في لبنان بعد التشويهات التي طالته  كـَ مستشفى للشرق في السنوات الماضية؟