إلى ماذا تُؤشّر مجزرة السويداء التي ارتكبتها داعش منذ يومين في مدينة السويداء ونواحيها؟
 

أسئلة عديدة طُرحت بعد هذه المجزرة المُرعبة التي طالت الأقلّية الدرزية في جبل العرب، وظلّ السؤال الأبرز والأصعب: لماذا استُهدفت الطائفة الدرزية بهجومٍ صاعق أودى بحياة أكثر من 250 شهيداً وعددٍ كبير من الجرحى والمختطفين (جُلّهم من المختطفات)، ليتفرّع سؤالٌ خطير ذو أبعاد مُحيّرة: هل أنّ النظام هو من يسّر هذا الهجوم مُستعملاً أداته الجاهزة في كلّ ميدان "داعش"؟ وذلك من أجل نوايا خبيثة لجرّ الدروز للانخراط في جيش النظام الذي يستعدّ رئيسه لمعركةٍ حاسمة في إدلب، كما ألمح لذلك الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط اليوم، وإذا صحّت هذه الواقعة المرعبة والمُقزّزة ، فالويل كلّ الويل للأمّة السورية التي لم تستطع القضاء على نظام بشار الأسد خلال الصراع الدموي طوال ست ّسنواتٍ من الثورة المندلعة في كافة أنحاء سوريا، وهي تستعدّ على ما يبدو للتمديد لرأس النظام عام 2022، بعد أن مهّدت روسيا لذلك، ووافقت أميركا على تفويض أمر سوريا للروس، وذلك بعد ضمان أمن إسرائيل ومصالحها، الويل كل الويل لهذه الأمة المنكوبة، وفي مقدمتها الأقليات التي حاولت أن تنأى بنفسها عن الصراع الدامي: العلويون والدروز والشيعة والمسيحيون، كلّهم في بوتقة واحدة، ضحايا النظام الأقلّوي الطائفي الاستبدادي، وستلحق بهم كما يبدو الإثنيات من كُردٍ وتركمان وشركس وغيرهم.

 

قال النجاشي: "المُلكُ يبقى على الكُفر ولا يبقى على الظُّلم."

 

إقرأ أيضا : السويداء سوّدها داعش أم النظام السوري ؟