في عناوين الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم الاثنين تستمر المواجهات بين الجيش الاسرائيلي والشعب الفلسطيني في غزة وسط اخفاقات اسرائيلية بفرض الحلول العسكرية فيما يتعرض الجيش لمزيد من الإنتقادات، ومقالات عدة حول ايران وحزب الله والوضع الفلسطيني.
 

القناة "العاشرة" العبرية:


- استشهاد شاب فلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي بمخيم الدهيشة بييت لحم الليلة الماضية. 

- ترامب يهدد الرئيس الإيراني وحاني: لا تهدد أمريكا وإلا ستعاني معاناة لم تعرفها من قبل. 

- وزير الجيش ليبرمان لسكان غلاف غزة: اسقاط حكم حماس بغزة ليس من مهاتنا.


القناة "الثانية" العبرية:


- الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من مطلقي البالونات الحارقة شمالي قطاع غزة.

- إطلاق نار تجاه قوة من الجيش الإسرائيلي قرب السياج جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات.

- حالة الطقس: ارتفاع طفيف على درجات الحرارة اليوم، وموجة حر تبدأ يوم الأربعاء القادم. 


القناة "السابعة" العبرية:


- وزير الطاقة الإسرائيلي شتاينتش: السلطة الفلسطينية فشلت على المستويين السياسي والاقتصادي. 

- وزارة الصحة الفلسطينية: استشهاد فلسطيني أصيب بنيران الجيش الإسرائيلي على حدود غزة قبل 3 أسابيع. 

- جيسيون جرانبلات يمدح الجيش الإسرائيلي على قيامه بإنقاذ اللاجئين السوريين. 


صحيفة"هآرتس" العبرية:


- اندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي بييت لحم الليلة الماضية. 

- مئات الإسرائيليين تظاهروا الليلة وسط تل أبيب ضد الحكومة الإسرائيلية وقوانينها الجديدة. 

- تقارير رياضية: المنتخب الإسرائيلي لكرة السلة يفوز ببطولة أوروبا بكرة السلة. 


صحيفة"يديعوت أحرونوت" العبرية: 


- تقارير فلسطينية: الفلسطينيان اللذان توفيا في الجزائر بسبب تسريب للغاز لم يكن لهم أي نشاط عسكري أو أمني أو أي عمل معادي لإسرائيل.

- الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: نحقق في حادثة مقتل فتى فلسطيني بنيران قواتنا بمخيم الدهيشة الليلة. 

- الشرطة الإسرائيلية تحذر مواطنيها من محاولات الابتزازات الإلكترونية عبر الأنترنت. 


صحيفة"معاريف" العبرية:


- تقارير فرنسية: الرئيس الفرنسي ميكرون لن يزور إسرائيل خلال العام الجاري.

- الوزير أيوب قر يبلغ عن تلقيه تهديدات بالقتل، بسبب موافقته على قانون القومية. 

- تقارير سورية: سلاح الجو الإسرائيلي قصف مبنى لإنتاج الأسلحة الكيماوية بحلب. 


صحيفة"يسرائيل هيوم" العبرية:


- قدمت النيابة العامة الإسرائيلية تقدم لائحة أتهام ضد شاب مقدسي، اتهمته فيها بالتسبب بمصرع 3 جنود من الجيش الإسرائيلي، بحادث طرق. 

- رئيس الأركان أجرى بالأمس زيارة تفقدية لمنطقة الحدود والسياج الأمني المحاذي لقطاع غزة. 

- حوالى 8000 إسرائيلي تظاهروا في عدة مناطق بإسرائيل رفضًا لقانون "تأجير الأرحام".


موقع"والاه" العبري:


- الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 8 مطلوبين فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة الغربية. 

- تقارير فلسطينية: الجيش الإسرائيلي أعدم الليلة فتى فلسطينيا 15 عام بمخيم الدهيشة. 

- الخارجية الأمريكية تعلن عن افتتاح قناة جديدة باللغة الإيرانية لتحريض الإيرانيين ضد النظام.

"هآرتس"

غموض الوضع في سورية، يجعل الحرب مع إسرائيل آخر ما يحتاج إليه نصرالله

تسفي برئيل - محلل سياسي

•ينتظر أكثر من مليون لاجىء سوري في لبنان عودتهم إلى منازلهم بفارغ الصبر. عشرات الآلاف منهم يستطيعون العودة إلى منازلهم منذ الآن، وآلاف معدودة عادت، لكن الباقين عالقون في الدولة التي تستضيفهم بسبب صراع القوى السياسية داخل لبنان. لا تهتم كثيراً حكومة تصريف الأعمال في لبنان بالوضع الصعب للاجئين، وهي لم تنجح بعد مرور شهرين ونصف الشهر في تأليف حكومة مستقرة ومتفق عليها. المهم الآن من سيرضخ أولاً.


•إن مصير أغلبية اللاجئين مرتبط بمسألة أساسية: هل تتفاوض الحكومة اللبنانية مباشرة مع نظام الأسد من أجل عودة اللاجئين كما يريد حزب الله والرئيس اللبناني ميشال عون، أو أن عودتهم ستجري برعاية الأمم المتحدة من دون علاقة مباشرة بين لبنان ونظام الأسد، كما يطالب رئيس الحكومة سعد الحريري ومؤيدوه؟


•الاحتمال الأول يمنح الأسد اعترافاً لبنانياً بشرعيته، وبذلك تُخترق المقاطعة التي فرضتها الدول العربية على سورية عندما طردتها من الجامعة العربية. وبحسب وجهة نظر الحريري يجب الانتظار حتى نهاية الأزمة في سورية وقيام نظام متفق عليه، قبل أن يمنح لبنان نظام الأسد الشرعية السياسية. 


•تمسُّك الطرفين الخصمين بموقفهما يجعل من لبنان، الذي كان تحت الوصاية السورية سنوات طويلة، صاحب دور سياسي مهم. في هذه القضية تتدخل دول أُخرى مثل السعودية والولايات المتحدة اللتين تؤيدان موقف الحريري في مواجهة قطر وإيران اللتين تدفعان إلى مفاوضات مباشرة مع الأسد. لقد أعلنت سورية استعدادها لاستقبال اللاجئين في أي لحظة. والمناطق الواسعة التي نجح النظام في استعادة سيطرته عليها تسمح بعودة العديد من اللاجئين، لكن الأمر المنافي للعقل أن مصيرهم مرتبط بعقدة من الاعتبارات السياسية والرسمية تشمل الخلاف بشأن عدد الوزراء والمناصب التي تطالب بها القوى السياسية في لبنان.


•حزب الله والوزير جبران باسيل، زعيم أكبر حزب مسيحي، "التيار الوطني الحر" الذي أسسه الرئيس عون، قررا عدم انتظار قرار سياسي والإسراع في فتح مكاتب لتسجيل اللاجئين الراغبين في العودة إلى سورية. الرئيس عون يُجري مفاوضات مباشرة مع سورية بواسطة الاستخبارات اللبنانية، وموظفو وزارة الخارجية ذهبوا لاستقصاء الوضع في المدن والبلدات التي يقيم بها اللاجئون غير المسجلين من أجل البدء بالتحضير لعودتهم. على ما يبدو، ليس هناك أي عقبة تقنية يمكن أن تعترض عودة هؤلاء اللاجئين غير المعابر الحدودية التي تسيطر عليها الحكومة اللبنانية التي تستطيع أن تقرر إذا كانت ستسمح لهؤلاء اللاجئين بالخروج. علاوة على ذلك، من مصلحة جميع الأطراف التخلص من اللاجئين الذي يشكلون عبئاً مالياً وإدارياً ضخماً على الحكومة اللبنانية. فالأردن الذي يواجه أزمة مشابهة، على سبيل المثال، أعلن أنه يطلب من اللاجئين السوريين الموجودين على حدوده العودة إلى سورية، بعد سيطرة الجيش السوري على معابر الحدود وعلى أغلبية المواقع الجنوبية في الدولة.


•ليس اللاجئون السوريون وحدهم هم الذين تحولوا إلى رهائن في الصراع السياسي [الدائر في لبنان]، أيضاً التجار والمزارعون اللبنانيون الذين في إمكانهم الآن تصدير منتوجاتهم إلى الدول العربية عن طريق سورية والأردن، لكن تكبلهم القيود السياسية. وبهدف الضغط على الحكومة اللبنانية قرر نظام الأسد السماح بانتقال البضائع السورية فقط عن طريق الأردن وليس البضائع اللبنانية. إذا كان لبنان يريد أن يلوي يد الأسد، فإن للأسد أيضاً قوة لا بأس بها كي يفرض على لبنان القرار "الصحيح".


•باستثناء موقفه من مسألة اللاجئين يحاول حزب الله أن يقدّم نفسه كطرف حيادي في الخلاف الدائر بشأن تأليف الحكومة. وهو يستطيع أن يسمح لنفسه بمراقبة الوضع من الخارج لأن أساس الخلاف هذه المرة هو بين المسيحيين أنفسهم وداخل المعسكر السني، وهذا ما يعرقل في هذه الأثناء جهود سعد الحريري لتأليف الحكومة. 


•الحساب السياسي الناجم عن نتائج الانتخابات يعطي حزب الله 3 وزراء على الأقل، بينهم وزير سيتولى منصباً خدماتياً، على ما يبدو وزارة الصحة التي تسمح للحزب بالحصول على ميزانيات كبيرة ومهمة، والأهم من ذلك أن جزءاً من أموال المساعدات التي تعهدت بها الدول المانحة سيمر بطبيعة الأمر من خلالها. وهنا تكمن المشكلة، لأن الدول المانحة ستجمد مساعداتها إذا كان المال سيمر عبر وزير تابع لحزب الله، لكن الحكومة تستطيع الالتفاف على هذا كله من خلال قنوات غير مباشرة.


•إن الهدف الأكثر أهمية بالنسبة إلى الحزب هو أن يحقق لنفسه ائتلافاً يتألف من ثلث أعضاء الحكومة وربما أكثر. وعلى افتراض أن الحكومة ستتضمن 30 وزيراً، يسعى حزب الله لكتلة تتألف من 11 وزيراً على الأقل، ولمثل هذه الكتلة اسم معروف في السياسة اللبنانية هو "الثلث المعطل" أو "الكتلة المعطلة". وبحسب الدستور اللبناني، كل قرار أساسي، مثل الموافقة على الميزانية أو خوض الحرب، يجب أن يحصل على موافقة ثلثي أعضاء الحكومة. بناء على ذلك، تكفي معارضة 11 عضواً من أعضاء الحكومة (في حكومة 30 وزيراً) لإحباط أي قرار وشلّ قدرة الحكومة على الحكم.


•يستطيع حزب الله حالياً الاعتماد على تأييد التيار الوطني الحر المسيحي، الذي من المنتطر أن يحصل على 7 وزراء، وعلى 3 وزراء محسوبين على الرئيس عون ضمن نطاق صلاحياته، وهكذا يكون لدى الحزب مع وزراء التيار القوة الكافية لفرض سياسته على الحكومة. لكن حزب الله قد يجد نفسه في مواجهة ائتلاف يضم وزراء التيار الوطني الحر ووزراء الرئيس عون وسيكون بحاجة إلى عضو واحد كي يتحول هو أيضاً إلى "كتلة معطلة"، وفي ظروف معينة في إمكان هذا التكتل أن يكبح تشريعات أو سياسة يرغب حزب الله في تنفيذها.


•بناء على ذلك، وعلى الرغم من الحلف مع التيار الوطني الحر، فإن حزب الله يريد تقليص قوة التيار في الحكومة. المتنافسون على حقائب المسيحيين في الحكومة هم أعضاء حزب "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع الذي يطالب بعدد متساو من الوزراء مع كتلة التيار الحر، وهو يستند في مطالبته إلى الاتفاق على تقاسم المناصب الموقّع بينه وبين زعيم التيار الوطني الحر قبل أكثر من عامين بهدف كبح الصراع السياسي الداخلي المسيحي. وبحسب الاتفاق لا يجب تقاسم وزارات الحكومة بين الحزبين المسيحيين الكبيرين فقط، بل أيضاً الوظائف العليا في الجهاز الحكومي، مثل التعيينات في الجهاز الدبلوماسي والمدراء في الإدارات الحكومية التي يجب تقاسمها بالتساوي. لكن الآن، عندما حان وقت تنفيذ الاتفاق، يقول ممثلو التيار الوطني أنه يحق لهم حصة أكبر. في هذا الخلاف يقف حزب الله موقفاً "لامبالياً" ظاهرياً. ولقد أوضح حسن نصر الله موقفه قائلاً: "يجب تنفيذ ما أسفرت عنه الانتخابات. ويجب إبداء مرونة وعدم التمسك بحسابات تكتية وطائفية تلحق الضرر بالتوازن الوطني المطلوب". فجأة يبدو نصر الله مؤيداً مخلصاً للتوازن الوطني المجرد من المصالح الطائفية أو التنظيمية، نقياً وغير ملطخ بالوحل السياسي.


•لكن نصر الله ليس ساذجاً سياسياً، وهو يجري في المقابل محادثات واستشارات أيضاً مع خصومه السياسيين، بينهم سعد الحريري الذي أجبره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الاستقالة من منصبه في رئاسة الحكومة، تحديداً بسبب تعاونه مع حزب الله. لكن السعودية فشلت في مساعيها لإسقاط الحكومة اللبنانية وإدخال البلد في فوضى وإجباره على الجري إلى أحضان السعودية والتخلي عن نفوذ إيران. تمكن الاحتجاج اللبناني والتدخل الدولي، وخصوصاً الفرنسي، من تحرير الحريري من الحجز في السعودية وأعاد إليه منصبه. حالياً يعرف الحريري أنه بحاجة إلى تأييد نصر الله إذا كان يريد إنجاز تأليف حكومته قريباً. والسؤال ما هو الثمن الذي سيُطلب منه أن يدفعه للحزب لقاء ذلك. حتى الآن، ليس المقصود علاقة تبعية من طرف واحد بين الحريري ونصر الله، لأن نصر الله أيضاً يفضل الحريري على مرشحين آخرين. وذلك لأنه يفهم الآن أهمية مكانة الحريري في الغرب وفي الشرق الأوسط التي تمنح لبنان شرعية ودعماً دولياً.


•لكن إذا كان حزب الله يعرف جيداً كيف يناور داخل الساحة اللبنانية للمحافظة على قوته، فإن الساحة السورية تجعل الحزب في مواجهة وضع من عدم اليقين. وإذا كانت إيران خلال السنوات الأربع الأولى من الحرب هي سيدة البيت في سورية وكان حزب الله القوة المساعدة الضرورية في حرب الأسد ضد المتمردين، فإن التدخل الروسي في الساحة الذي بدأ في نهاية سنة 2015 أعاد خلط معظم أوراق الحزب. إن السعي لبناء جبهة معادية لإسرائيل في جنوب غرب هضبة الجولان أحبطتها إسرائيل بمساعدة الضغط الروسي. ومطالبة زعماء سياسيين بإعادة قوات الحزب من سورية ومن اليمن، بالإضافة إلى أن مطالبة العائلات الثكلى للمئات من مقاتليه الذين قُتلوا في سورية، تجبر الحزب على البدء بسحب قواته.

 


•نصر الله الذي يعرف جيداً وزن الضغط الذي تمارسه روسيا على إيران لسحب قواتها من الحدود وللخروج من سورية كلها، لا يستطيع أن يعرف أي سورية ستنشأ بعد انتهاء الحرب. صحيح أن الأسد سيبقى رئيساً، لكن هل ستظل سورية محطة أساسية لإرسال السلاح المتقدم إلى لبنان؟ وهل بوتين والأسد ونتنياهو لا يحضرون له مفاجأة سياسية تقيّد كثيراً من نشاطه ومن قنوات سلاحه؟ هذه خيوط لا علاقة لها بشلّة الخيوط السياسية التي تفرض على الحزب التصرف بكثير من الحذر لضمان استمرار وجوده. في مثل هذه الظروف عليه أن يناور بين خصوم سياسيين وأن يحرص على تأليف حكومة تكون لمصلحته والتأكد من أنه سيبقى رصيداً استراتيجياً لإيران، وحرب ضد إسرائيل ليست هي الطريقة التي تساعده على ذلك. 

"معاريف"

مشكلة قطاع غزة وسكانه لن تختفي حتى في حال شن أي عملية عسكرية إسرائيلية


ألون بن دافيد - المحلل العسكري في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة

•قمت خلال هذا الأسبوع بزيارة الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي أجرت تدريبات في النقب [جنوب إسرائيل] شملت محاكاة لعملية احتلال قطاع غزة. وخلال التدريبات، التي تمّت وسط أجواء حارة فاقت الـ40 درجة مئوية، التقيت عدداً من القادة الذين كانوا يتصببون عرقاً، لكنهم في الوقت عينه بدوا واثقين بأنفسهم وبقدرة جنودهم على تأدية أي مهمة توكل إليهم في القطاع، بدءاً بغزو خاطف وانتهاء باحتلال القطاع كله. ومع ذلك، فإن ما ينقصهم هو أمر واحد: فهم ما هي الغاية من وراء مثل هذه العملية.


•في واقع الأمر لا تشكل غزة تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي، وذلك من دون الاستهتار بقدرات حركة "حماس". فإسرائيل تسيطر على الجو والبحر، وعلى كل مصادر التزويد في البر، وتتمتع بتفوق عسكري مطلق. لكن في مقابل عدم التكافؤ هذا، ثمة جانب آخر، إذ يكفي أن تقوم "حماس" باختطاف جنديين في أثناء أي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل حتى تخرج منها منتصرة. وما الذي يمكن أن نعتبره انتصاراً إسرائيلياً في عملية كهذه؟ هل يعتقد أي شخص في إسرائيل حقاً أنه بعد الحرب المقبلة لن يُطلَق أي بالون مفخخ في اتجاه إسرائيل؟.


•منذ 4 سنوات يحاول الجيش الإسرائيلي أن يدفع المؤسسة السياسية صوب استغلال الإنجاز الذي تحقق في ختام عملية "الجرف الصامد" العسكرية [صيف 2014] وإقرار استراتيجيا واضحة في مقابل غزة. وعلى مدى 44 شهراً منذ انتهاء تلك العملية شهدت المنطقة الجنوبية هدوءاً شبه تام، أتاح لها إمكان التطور والازدهار. لكن خلال هذه الفترة كلها امتنعت القيادة الإسرائيلية من اتخاذ أي قرار يتعلق بالسياسة الواجب اتباعها حيال غزة، بل امتنعت كذلك من تحديد جوهر المصلحة الإسرائيلية. 


•ويمكن القول إن القرار الوحيد، الذي اتخذته هذه القيادة، هو الانضمام إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واتفاق المصالحة الوهمي الذي تبناه، ويهدف إلى تشديد معاناة القطاع ودفعه نحو خوض حرب مع إسرائيل. وبناء على ذلك، إذا كان هناك جانب سيكون راضياً عن هذه الحرب فهو عباس وليس غيره.


•ما تزال "حماس" متخبطة حيال ما إذا كانت معنية بمواجهة عسكرية كهذه، لكن لسان حال سكان القطاع، الذين استبد بهم اليأس مما آلت إليه الأوضاع هناك، يقول: "خربانة - خربانة". والمقصود بذلك، أنه إذا كان كل شيء منهاراً فلماذا لا نذهب إلى حرب يمكن أن يتذكر العالم بعدها مأساتنا التي نحياها. 


•وما الذي يمكن أن تجنيه إسرائيل من هذه "الخربانة"؟ لا شك في أن الجيش الإسرائيلي مؤهل للقيام بأي عملية توكل إليه. لكن أي قرار بشأن هذه العملية سيكون له ثمن. إن احتلال القطاع كله بسكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، سيكبدنا عشرات الجنود القتلى سنوياً، فضلاً عن نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم. وإسقاط سلطة "حماس" سيبقينا مع إقليم مجاور آخر من دون سلطة مركزية، وعندها لن يكون هناك عنوان واضح نهدده في حال إطلاق الصواريخ علينا. وأي عملية عسكرية محدودة ستؤدي إلى تدمير القطاع وإعادة قضيته وحركة "حماس" إلى رأس جدول الأعمال العالمي. وفي أفضل الحالات قد تنتهي مثل هذه العملية المحدودة في النقطة التي نجد أنفسنا فيها الآن. 


•على الرغم من انعدام أي سياسة إسرائيلية رسمية حيال القطاع منذ عملية "الجرف الصامد"، لا بد من القول إن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازاً يتمثل في إبعاد شبح الحرب المقبلة عن المنطقة الجنوبية. ومع ذلك لم تستغل المؤسسة السياسية هذا الإنجاز لإيجاد واقع أفضل. إن قطاع غزة وسكانه لن يختفيا بعد الحرب المقبلة أيضاً. كذلك لن تختفي الصواريخ ولا البالونات المفخخة. ومن يرسل الجيش الإسرائيلي إلى حرب أُخرى تفتقر إلى غايات محددة لا يمكنه أن يتوقع انتصاراً فيها.