رياشي يُمثِّل تيار الاعتدال في القوات اللبنانية، وهو أحدُ عرّابي اتفاق معراب مع النائب إبراهيم كنعان
 

 

رفع بالأمس الوزير ملحم الرياشي الصوت في وجه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، جازماً بأنّ حُصّة القوات في الحكومة العتيدة لا تقلُّ عن خمسة مقاعد، ولن تقلّ عن ذلك، بالاستناد للإحصاءات التي أعلنها باسيل نفسه، فقد ذكر أنّ تياره حصل على خمسين بالمائة من أصوات الناخبين، في حين حصلت القوات على واحد وثلاثين بالمائة من الأصوات، حسناً يقول رياشي: " حصتنا ثلث المقاعد الخمسة عشر المخصصة للمسيحيين، خمسة بالتمام والكمال، ولا تنازل عن ذلك، مهما بلغت الضغوط والتّهويلات ."

 

إقرأ أيضا : حديثُ طرابلس في السفارة السعودية: تأييد للمدينة أن تكون عاصمة لبنان الإقتصادية

 

 

أهمية هذا القول، عند هذا المفصل من احتدام معركة تأليف الحكومة، تكمن في صدوره عن الوزير رياشي بالتّحديد، فلطالما مثّل رياشي تيار الاعتدال في القوات اللبنانية، وهو أحدُ عرّابي اتفاق معراب مع النائب إبراهيم كنعان، وهمزة الوصل الدائمة بين القوات وقصر بعبدا، وهو يحاول هذه الأيام مع النائب كنعان ترميم ما يمكن ترميمه من اتفاق معراب المُتداعي، هذا الاتفاق الذي مهّد الطريق للجنرال ميشال عون لدخول قصر بعبدا رئيساً للجمهورية، وهو الذي يسّر للوزير جبران باسيل الاستعلاء والتّفرُّد والطّغيان في ملفّاتٍ ساخنة وحسّاسة كالعلاقة مع النظام السوري وملف النازحين السوريين، وأخيراً وليس آخراً تأليف الحكومة الجديدة، ومحاولة عزل خصومه وفي مقدمتهم القوات اللبنانية، صاحبة الفضل الأكبر عليه، ولم يكتف باسيل باشهار الخصومة بل راح يتظلّم ويشكو من "ظلم" القوات وخروجها على اتفاق معراب بمناكفة التيار في ملفات مناقصات الكهرباء، وغيرها من سياسات باسيلية في مجلس الوزراء، وخاتمة المطاف عدم انتظام القوات في ركاب باسيل في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، ولأجل ذلك كلّه، وبما أنّ البادئ أظلم، فقد اضطر باسيل عدم وهب القوات مقاعد حكومية زائدة عن حجمهم الطبيعي كما حصل خلال تأليف الحكومة الحالية، وراح يبرع في إظهار شكواه وإيراد الحجج التي تُؤيّد دعاويه.

 

عن مالك بن دينار ( من رُواة الحديث النبوي، كان ورعاً يأكل من كسبه ويكتب المصاحف بالاجرة، توفي سنة 131 هج) قال: " ربما سمعتُ الحجّاج (طاغية العراق ) يخطُب ويذكر ما صنع به أهلُ العراق وما صنع بهم، فيقعُ في نفسي أنّهم يظلمونه، وأنّهُ صادقٌ لبيانه وحُسن تخلُّصه بالحُجج."