وافقت إسرائيل على إقامة رصيف عائم في قبرص لتلقي البضائع المتجهة إلى قطاع غزة كوسيلة لإعادة تأهيل القطاع الفلسطيني المريض، وكخطة تفاوض تعيد اثنين من المدنيين الإسرائيليين وجثامين جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي تحتجزها جماعة حماس الإرهابية.
وتعتزم إسرائيل وضع خطة عمل في الأشهر المقبلة، ثم طرحها مباشرة على الجمهور في غزة، متجاوزة حكام حماس في المنطقة الساحلية، حسبما أفادت قناة Hadashot التلفزيونية الإثنين.وقال التقرير ان وزير الدفاع افيجدور ليبرمان اقترح الفكرة على الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس في قبرص خلال عطلة نهاية الاسبوع.
تتمثل الخطة في إنشاء فريق للمشروع في غضون أسبوعين، بهدف وضع خطة عمل في غضون ثلاثة أشهر.وسوف يتضمن المرفأ نظامًا يسمح للرصد الإسرائيلي بمنع حماس، التي تسعى إلى تدمير إسرائيل، من استغلال الفرصة لتهريب الأسلحة والمواد اللازمة لشن الهجمات الإرهابية على غزة. لقد جعلت حماس الوصول إلى ميناء بحري لفترة طويلة هدفاً استراتيجياً رئيسياً.
وقال مصدر دفاعي كبير لمحطة التلفزيون "حالما يتم حسم جميع التفاصيل سنناشد الجمهور مباشرة في غزة ، متجاوزين قادة حماس. سنضع حزمة المزايا بشكل واضح وصريح على الطاولة ونقول ،" هذا الممكن ، وهذا هو الثمن. اما القبول التام او الرفض النهائي".
وقال التقرير أيضا إن إسرائيل مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة في جهودها لنقل التمويل الرئيسي إلى غزة لغرض إعادة تأهيل بنيتها التحتية ودعم اقتصادها.
وهذا مقابل تسليم مدنيان إسرائيليان ظاهريًا "مريضان عقليًا" - أبيرا منجيستو وهشام السيد - دخلوا غزة بإرادتهم في 2014 و 2015 على التوالي، وهم الآن محتجزون مع حماس، إلى جانب رفات جنديين من الجيش الإسرائيلي: هدار غولدين وأورون شاول.
وقيّمت هادشوت أن التطورات ستضع مزيدًا من الضغط على حماس إذا ما عرقلت الاقتراح ، حيث ستحتاج حينها إلى أن تشرح للشعب في غزة والدول العربية لماذا تمنع إعادة تأهيل القطاع.
وقد التقى ليبرمان بنظرائه اليوناني والقبرصي في قبرص يوم الجمعة لمناقشة تنسيق الدفاع ومكافحة الإرهاب بين الدول الثلاث. وجاء الاقتراح الإسرائيلي المذكور في أعقاب زيارة للمنطقة قام بها مستشار بارز في البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ، جيسون جرينبلات. وخلال زيارتهم، تحدثوا مع قادة الدولة حول خطة سلام مقبلة للإدارة، وأفادت التقارير أنهم بذلوا جهوداً لجمع نحو 500 مليون دولار لإعادة تأهيل غزة، كطريقة لتهدئة الطريق لخطة السلام. وأجرى المسؤولون الأمريكيون محادثات في إسرائيل والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر حول خطة السلام التي لم يتم الإفصاح عن تفاصيلها ، لكنها لم تعقد اجتماعات مع القيادة الفلسطينية.
ومع ذلك، في مقابلة مع صحيفة فلسطينية، ناشد كوشنر مباشرة الجمهور الفلسطيني حثهم على ألا "يدعوا قيادتكم ترفض خطة لم يروها حتى الآن".
تعاني غزة من مشاكل شديدة في بنيتها التحتية فيصعب الحصول على مياه الشرب وهناك نقص حاد في الطاقة الكهربائية، فضلاً عن الركود الاقتصادي. تفرض إسرائيل ومصر حصارًا بحريًا على الأراضي لمنع تهريب الأسلحة من قبل مجموعة إرهابية في غزة. تصل البضائع إلى الموانئ الإسرائيلية، حيث يتم تفتيشها بحثاً عن أسلحة أو مواد عسكرية قادرة ثم تنقل إلى غزة على مئات الشاحنات يومياً.
وتقول إسرائيل إن حماس حولت مئات الملايين من الدولارات كمعونات مالية دولية ومواد لبناء قواتها العسكرية وبنيتها التحتية.
ترجمة وفاء العريضي
بقلم ستوارت وينر نقلًا عن تايمز اوف اسرائيل