معاداة الولايات المتحدة للنظام الإيراني لن يزعزع أركانه ولن يثير الشعب ضد النظام وانما تعطي مفعولا عكسيا
 

اتخذت من مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز  لاردشير زاهدي وزير خارجية شاه إيران في أربعينيات القرن الماضي وسفير الشاه الأخير لدى واشنطن وثيقة للاستدلال على أن فرض أقسى العقوبات الأميركية على إيران لن يؤدي إلا إلى وقوف الشعب بجانب النظام بالرغم من فشله في تحقيق آمال الشعب. فإن هناك أكثر من مبرر على هذا الفشل وعلى رأس تلك المبررات التي تعفي الجمهورية الإسلامية من جميع مسؤولياتها هي العقوبات الأميركية التي تعاني منها إيران منذ 1979 ولم ترفع عنها حتى في عهد أوباما وبعد الوصول الى الاتفاق النووي. 
 يؤكد زاهدي في مقاله على أن السياسة التي اتخذتها الولايات المتحدة تجاه إيران محكومة بالفشل.
استغرب زاهدي عدم معرفة وزير خارجية الولايات المتحدة وقلة معلوماته عن إيران بينما كان الرجل رئيس المخابرات الأميركية ويأخذ زاهدي على عاتقه تزويد بومبيو بمعلومات وحقائق عن إيران قائلا: " إن التنمر لا يحقق النتائج المرجوة عادة وبخصوص إيران لم يحقق على مر التاريخ ولن يحقق، حيث ان بلادي لن تنحني أمام أي أجنبي ولم تستسلم طيلة الألوف من تاريخها وبقي شعبها متضامن أمام العواصف القاسية. "
واذ يحتفظ سفير الشاه السابق بموقفه المعارض طبعا تجاه الجمهورية الإسلامية يؤكد على الوحدة الوطنية الإيرانية التي تجعل الإيرانيين متكاتفين في الدفاع عن الوطن و" يلقن التاريخ درسا للمعتدين الأجانب ليتخلوا عن أوهامهم لتدمير إيران. نعم القطط لديهم أحلام! ولكن لا أحد يتمكن من سحق إيران".

إقرأ أيضا : أوروبا ترسل أوراق اعتمادها إلى إيران

 

ويضيف السفير زاهدي أن مقارنة إيران بالعراق الذي احتلته الولايات المتحدة هي مقارنة خاطئة حيث أن إيران بسكانها 80 مليون ومساحتها 638 ألف ميل مربعا ستكون قادرة على الصمود أمام أي هجوم عسكري. 
وأكثر ما يثير الإستغراب في مقال سفير الشاه الذي يعيش طيلة 50 عاما في أمريكا وهو ملاحق من قبل نظام الثورة الإسلامية أنه يبرر تواجد القوات الإيرانية في سوريا حيث أنه تم بطلب من النظام السوري وبنفس المنطق يدين نشر القوات الأميركية هناك ويعتبره إحتلالا لأراضي دولة ذات سيادة ويطالب بخروج القوات الأميركية من سوريا.
ولم يعف سفير الشاه المملكة العربية السعودية من سهام نقده اللاذع وأدان تدخلها في اليمن. 
ويستدرك السفير زاهدي ملمحا بأنه ليس من أنصار الجمهورية الإسلامية بل أنه يعلق آماله على الشباب الإيرانيين الذين يتطلعون الى الحرية والتغيير ولكن ليس عبر التدخل الأجنبي حيث أنه يؤدي الى تدمير الوطن ولن يبني شيئا. 
ان التقرير الذي اوردناه لمقال وزير خارجية إيران في عهد البهلوي وسفير الشاه السابق في واشنطن والذي كان صهر الشاه لفترة قصيرة يكفي في الوصول الى نتيجة تفيد بأن معاداة الولايات المتحدة للنظام الإيراني لن يزعزع أركانه ولن يثير الشعب ضد النظام وانما تعطي مفعولا عكسيا وتؤدي إلى تعزيز موقع النظام وربما تعفيه من المسؤولية في اخفاقاته التي ليست جميعها ناتجة عن العقوبات الأميركية ومنها الفساد المالي الذي استشرث بين الحكوميين.