مسلسل الفلتان الأمني في بعلبك، سيناريو وحوار دون نهاية
 

يوماً بعد يوم، ومنذ سنوات طويلة، لا دولة في منطقة بعلبك – الهرمل، تلك المنطقة التي ارتبط إسمها بالعشائر المسلحة، والتجارة بالممنوعات، والفلتان الأمني، والقتل السهل على طريقة "الراس بالراس"؛ أي مقابل قتل شخص واحد تتعهد عائلته بأخذ الثأر من 10 أشخاص أو أكثر مقابله...

 
وخلف التسلح والفلتان، تُقتل أرواح بريئة لا ذنب لها بكل الخلافات البعلبكية أو عقليتها المتربية على الثأر، فالرصاص الطائش في بعلبك أكثر من الفلتان الأمني والخلافات العائلية، ومع مقتل كل ضحية يبدأ مسلسل القتل دون أن يضع المخرج نهاية لذلك، فتتوالى الأحداث من ضحية إلى ضحية دون تدخل الدولة والأحزاب الفاعلة في المنطقة، فلماذا لم تحسم هذه الجهات الأمر حتى الآن؟ ومن المستفيد من الفلتان الأمني؟


الفلتان الأمني في بعلبك، ليس مسلسل تمثيلي، فالموت فيه حقيقة، والسلاح فيه قاتل، والضحايا فيه كُثر، وآخرها الطفلة رؤى حسين مظلوم (4 سنوات)، والتي أصيبت برصاصة طائشة نتيجة إطلاق نار إثر خلاف فردي بين اشخاص من عائلتي مظلوم وإسماعيل في بلدة بريتال، تطور إلى اطلاق نار بين الطرفين، وقُتلت على أثره الطفلة رؤى متأثرةً بجروحها، وسُجل إسمها ضحية جديدة للفلتان الأمني الذي يدفع ثمنه الأطفال الصغار فيما تعجز الدولة اللبنانية حتى الآن عن وضع حد لهذا الفلتان!


وبعد مقتل رؤى، شهدت بلدة بريتال حالة من الإستنفار الأمني والغضب العارم لاسيما من قبل عائلة مظلوم (عائلة الضحية)، وعلى أثره سلّم المدعو "ع. اسماعيل" نفسه لاستخبارات الجيش، بعدما تسبب بمقتل الطفلة.


كما ودعا المجلس البلدي في بريتال، اليوم أصحاب المؤسسات والمحال التجارية إلى الإقفال التام احتجاجاً على مقتل الطفلة رؤى مظلوم.


إلى حد اليوم لم تنتهِ الخلافات المسلحة بين العائلات البعلبكية، فهي اصبحت عادة بين أفراد العائلات، طلما أن الأمن في تلك المنطقة معدوم، ويتسأل الكثيرون لماذا لم تحسم الدولة والأحزاب الفاعلة في المنطقة الفلتان الأمني حتى الآن رغم الوعود النيابية الكثيرة بوضع حد لهذا الأمر، بعد الإنتخابات الأخيرة؟.


وفي هذا السياق، أفادت المعلومات مسبقاً عن "سلسلة إجراءات سيتخذها الجيش والقوى الأمنية في بعلبك لضبط الوضع، من دون تحديد الموعد وترجمتها الفعلية على الأرض".


وللأسف حتى الآن، لم تُعرف الأسباب التي أدت إلى تعليق تنفيذ الإجراءات والخطة الأمنية لمنطقة بعلبك – الهرمل، رغم أن رئيس الجمهورية ميشال عون أكد مسبقاً على أن "الفلتان الأمني الذي تشهده منطقة بعلبك لن يستمر، وأن اجراءات وتدابير امنية ستتخذ لإعادة الأمن والاستقرار إلى بعلبك...."


وحضّ على "مزيد من التعاون مع الأجهزة الأمنية وارشادها إلى مرتكبي الاعتداءات والسرقات الذين يستهدفون أمن المنطقة وسلامة ابنائها"، لافتاً الى أن "المجلس الأعلى للدفاع طلب إلى القوى الأمنية التشدد في ملاحقة المتهمين بالأعمال المخلة بالأمن، وثمة اجراءات اضافية ستُعتمد خلال فترة المهرجانات الدولية التي ستقام في قلعة بعلبك الأثرية".


ويبقى السؤال، كم طفل وطفلة، وكم ضحية ستخسر منطقة بعلبك – الهرمل قبل وضع حد لهذا الفلتان والخلافات الفردية؟