أوساط سياسية أعربت عن حذر شديد حيال اتساع رقعة الاشتباك السياسي – الاعلامي بين التيار الوطني الحر وخصوصًا رئيسه الوزير جبران باسيل وحزب القوات اللبنانية
 

فيما تنتظر الساحة اللبنانية، عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من زيارته السعودية، لعودة الحركة السياسية معه الى البلاد، لا سيّما لناحية العمل على تشكيل الحكومة المقبلة، كان لافتًا التفاؤل الذي أرساه الحريري في حديثه الى قناة الـ MTV حيث أشار الى أن "لا عقد مستعصية أمام التشكيلة الحكومية، وأنها ستبصر النور بعيد عيد الفطر، آملًا في الوقت عينه أن يحل الخلاف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية".
بدورها، اعتبرت أوساط معنية بمواكبة عملية تأليف الحكومة نقلًا عن صحيفة "النهار" أن الموجة الأولى من الاتصالات والاستشارات العملية التي ستجرى الأسبوع المقبل سيكون من شأنها كشف حقيقة النيّات لدى الجميع في شأن تسهيل عملية التأليف وتخفيف وطأة الاشتراطات وتضخيم المطالب من جهة وتجنب الاشتباكات السياسية بما يعقد عملية التأليف من جهة أخرى.
وفي هذا الاطار، أشارت صحيفة "المستقبل" الى أنّ المعطيات المحيطة بأجواء المشاورات الجارية بين مختلف الأفرقاء تشي باتجاه الأمور بسلاسة نحو إيجاد أرضية توافقية جامعة تؤسس لتذليل أي عقبة تعترض عملية استيلاد الحكومة المرتقبة، وسط توقعات بقرب إنجاز التشكيلة الحكومية.
في الوقت نفسه، وعلى الرغم من الايجابية الكبيرة عند رئيس الحكومة، الاّ أن الخلاف القواتي العوني، لا يزال مستمرًا، وأعربت أوساط سياسية لصحيفة "النهار" عن حذر شديد حيال اتساع رقعة الاشتباك السياسي – الإعلامي بين "التيار الوطني الحر" وخصوصًا رئيسه الوزير جبران باسيل وحزب "القوات اللبنانية"، الأمر الذي من شأنه أن يزيد عقدة التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة تفاقمًا، وحذرت أنه في حال تصاعد هذا الخلاف الذي شهد تطورات في الأيام الاخيرة تنذر بانهيار "تفاهم معراب" انهيارًا جديًا فإن ذلك لن يبقى في إطار التعقيد الذي يؤثر بقوة على مهمة رئيس الوزراء المكلف فحسب بل سيتمدّد الامر نحو اطالة أمد التأليف لأن تداعيات التباين والخلاف على التمثيل الوزاري المسيحي ستؤدي الى فرز سياسي مسيحي أوسع على خلفية حسابات ساخنة خلّفتها الإنتخابات النيابية الأخيرة.
من جهة أخرى، وفي ظلّ بروز مؤشرات توحي بأن مرحلة تأليف الحكومة مقبلة على مخاض عسير ومواجهة شرسة بين الكتل الكبرى، خصوصًا بين الثنائي المسيحي، قللت مصادر رئيس الجمهورية من هذا الإحتمال، وأكدت نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الحكومة الجديدة لن تعزل أحدًا"، مشيرة إلى أن القوات اللبنانية "ليست مستهدفة إطلاقًا، والرئيس عون، كما الرئيس سعد الحريري، يحرصان على معالجة هواجس الجميع، وعندما نصل إلى مرحلة البحث الجدي في التأليف ستذلل كل العقبات"، ولفتت إلى أن "اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الجمهورية والدكتور جعجع تطرق إلى الهواجس التي تنتابه وسبل معالجتها".