تتجه الأنظار في المرحلة الحالية نحو المملكة العربية السعودية، والحديث الجدي بعد عودة الحريري من الرياض
 

تتجه الأنظار في المرحلة الحالية نحو المملكة العربية السعودية، وذلك بعد زيارة الرئيس سعد الحريري (المكلف بتشكيل الحكومة) إلى الرياض، على أنه من المفترض أن  يعود إلى بيروت للمباشرة بعملية تأليف الحكومة، وتوزيع الحقائب.


ومع زيارة الحريري إلى الرياض، تعتبر "الاتصالات متوقفة"، حسب ما وصفت صحيفة "اللواء"، حيث "تنتظر عودة الحريري ليبدأ الحديث الجدي، خصوصاً وانه يسعى إلى تأليف حكومة وفاق وطني، أي تضم الكتل النيابية الأساسية، وانه يريد الحفاظ على هذا العنوان حتى إذا تعذر تمثيل كل الكتل" حسب ما أفادت الصحيفة، مشيرةً إلى أن "المرحلة لم تصل بعد أيضاً لا إلى الفصل بين النيابة والوزارة، ولا إلى مسألة المداورة في الحقائب".


وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة، نقلاً عن صحيفة "الحياة"، إن "فسحة الوقت التي سيتيحها غياب الرئيس المكلف تشكيلها، سعد الحريري بضعة أيام في المملكة العربية السعودية، قد تتيح مراجعة بعض الفرقاء مواقفهم ومطالبهم التوزيرية المبالغ بها تمهيداً للبحث بالمطالب الواقعية".

وتحدثت المصادر عن مطالب الكتل النيابية فيما يخص الحقائب الوزارية، مركزةً على مطالبة "التيار الوطني الحر" بحقيبة المال أو الداخلية في خانة المناورة من أجل احتفاظ رئيس "التيار" جبران باسيل بحقيبة الخارجية وحقيبة الطاقة للوزير الحالي سيزار أبي خليل، مقابل احتفاظ "المستقبل" بحقيبتي الداخلية والاتصالات".


وتضيف المصادر، "هناك مطالب تهدف ضمناً إلى التصويب على غيرها عند التفاوض الجدي، وهذا ما دفع رئيس البرلمان نبيه بري إلى القول تعاوَنوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، مثلما رفض الحريري الإفصاح عن التصور الأولي الذي قال إنه عرضه على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي رجحت مصادر نيابية أن يكون تناول شكل الحكومة ومعايير التمثيل وليس تشكيلة حكومية، لأن الأمر ما زال مبكراً لذلك قبل استكمال دورة اتصالات أولى بعيدة من الأضواء".


وبدورها، أشارت مصادر نيابية إلى "أن هناك محاولة لخلق أعراف وقواعد غير موجودة عملياً ولا ينص عليها الدستور، تخضع للاستنسابية ليؤخذ بها إذا كانت تلائم فريقاً ما ويتم التخلي عنها إذا كانت لا تلائم الفريق نفسه، ومن هذه القواعد "غب الطلب" إضافة إلى حصة رئيس الجمهورية، ما يجري القيام به من تركيب كتل نيابية لتبرير توزير شخص واحد من نوع كتلة "تضامن الجبل" لتسمية النائب طلال أرسلان وزيراً، والمفارقة المضحكة أن أعضاء هذه الكتلة الأربعة حضروا الاستشارات مع الحريري في عداد "تكتل لبنان القوي" حيث طرح باسيل مطالب التكتل، ثم خرجوا من الاجتماع، وعادوا ليلتقوا الحريري ويطرحوا مطالب إضافية، وهذه المفارقة تضيء على عقدة تمثيل أرسلان في ظل إصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على حصر التمثيل الدرزي به" بحسب المصادر.

ووفق المطالب الوزارية، أشارت المعلومات، إلى أن الحريري يهدف إلى تثبيت قواعد أكثر تواضعاً للتأليف، وتقول "يرجح أن تكون الحكومة ثلاثينية".