بينما كان يحتفل الأميركيون والإسرائيليون بافتتاح السفارة، كنا نشاهد صور الموت والدم والمقاومة، ونسمع صمتًا عربيًا يعني الموافقة!!
 

هي ليست المرة الأولى، التي يثور فيها الشعب الفلسطيني وحيدًا، وينتفض بحجارته وإمكانياته المحدودة وعزته الكبيرة في وجه عدوٍ غاصبٍ لا يعرف للكرامة معنى أو للإنسانية حدود....
هي ليست المرة الأولى التي يقف المقاوم الفلسطيني وبيده الحجر أمام الصمت العربي، والتخاذل الدولي، وللأسف ما باليد حيلة، فمنذ الإعلان المشؤوم بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة منذ 6 أشهر، واعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل، وحتى يومنا هذا، يقاوم الشعب الفلسطيني رفضًا لهذا القرار، وصولاً إلى إفتتاح السفارة الأميركية يوم أمس الإثنين في القدس الشريف، دون سماع أي إستنكار ورفض عربي ودولي لذلك...
ومع ذلك الإفتتاح، صرخت فلسطين ثائرة، وزحف الملايين من الفلسطينيين الذين تظاهروا في وجه العدو، فشهدت مدينة غزة، مذبحة حصدت حتى الآن أكثر من 59 شهيدًا وما يقارب ثلاثة آلاف جريح منهم العشرات في حالة خطرة، وذلك أثناء مسيرات العودة على طول الحدود مع قطاع غزة.
وبينما كان يحتفل الأميركيون والإسرائيليون بافتتاح السفارة، كنا نشاهد صور الموت والدم والمقاومة عبر شاشات التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي، فاجتاحت صورة المناضل الشهيد فادي أبو صلاح (المبتور القدمين) مواقع التواصل، وكذلك صور الشعب الفلسطيني المناضل الذي شارك في مسيرات العودة يوم أمس، ومن بينها صورة المرأة المُسنة التي وقفت في وجه الجندي الإسرائيلي صارخة: "أنا مش قد أمك... أنا أكبر من كيانك.." 
وفي المقابل، أطلق المغردون عبر موقع "تويتر" هاشتاغ "#القدس_عاصمه_فلسطين_الابديه"، والعديد من الهاشتاغات مثل: ( #Nakba70، #Gaza، Palestinians...)، وتصدر هاشتاغ "#القدس_عاصمه_فلسطين_الابديه"، موقع "تويتر" في غضون ساعاتٍ قليلة، حيث عبّر المغردون عن رفضهم للقرار الأميركي وللإجراءات الإسرائيلية، مؤكدين على أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ولأن ما باليد حيلة، لم يجد المغردون سوى منصات مواقع التواصل الإجتماعي ليعبروا عن غضبهم ودعمهم للشعب الفلسطيني، فكانت الصورة والتعليقات والرأي..، وسيلة المغردين لنشر الغضب العارم، صارخين "قلوبنا معك يا فلسطين"، ونشر الكثير منهم صورًا للشهيد فادي أبو صلاح الذي قاوم لآخر لحظة من حياته، قائلين: "لقد أخذوا أرضه، وأخذوا قدميه، وحياته، لكنهم لم ولن يستطيعوا سلب عزيمته وإرادته في المقاومة والدفاع عن حقه..."
ووجه البعض رسائله إلى العدو الإسرائيلي مؤكدين أنه "مهما حاول وسيحاول العدو الإسرائيلي قمع الشعب الفلطسيني، فلن يستطيع سلب أرضه وحريته، ومهما سقط العديد من الأبرياء فلن يمنعهم أحد من العودة للوطن..."
وسط الصمت العربي والدولي أمام ما يحصل على ارض فلسطين، وحدها كانت صور الشهداء، والأطفال والنساء، وصور الوداع بين الشهداء وأقاربهم...، من نطقت وعبرت عن وجع فلسطيني دام طويلاً منذ النكبة حتى يومًا هذا، فالقدس كانت ومازالت عاصمة فلسطين حتى لو بُنيت فيها الآلاف من السفارات الأميركية...