النائب المنتخب يجب أن يكون بخدمة المواطن وليس العكس ويجب الخروج من روحية الإستعلاء وتكريس مبدأ التواصل العملي والفعلي مع البيئة الشيعية
 

نجح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) في فرض الإرادة الحزبية داخل الطائفة الشيعية على امتداد المناطق اللبنانية ذات الأغلبية الشيعية، وسجلت لوائح الحزب والحركة فوزًا ساحقًا في الجنوب وفوزًا طبيعيًا بالمقاعد الشيعية في البقاع بالنظر إلى الخطاب التعبوي الذي سبق العملية الإنتخابية بأيام، وبغض النظر عن عما سبق هذه الإنتخابات، إلا أن هذه النتيجة تفرض على كل من "حزب الله" وحركة أمل مرحلة جديدة من التعاطي مع البيئة الشيعية على مستوى لبنان، حيث ينبغي أن يكون هذا الفوز بمثابة فرصة جديدة للمراجعة والتغيير والتطوير من نواح عديدة وكثيرة تهم المجتمع الشيعي خصوصًا واللبناني عمومًا.
هذا الفوز وبما يعنيه من قوة للطائفة الشيعية إلا أنه يجب أن يكون في خدمة الطائفة وعدم النظر إلى الفرد الشيعي كصوت إنتخابي ينتهي التواصل معه بانتهاء الإنتخابات النيابية، إن هذا الفوز هو مسؤولية شرعية ووطنية تجاه أي شيعي وأي لبناني على امتداد المناطق اللبنانية كافة، وبالتالي فإن النائب المنتخب يجب أن يكون بخدمة المواطن وليس العكس ويجب الخروج من روحية الإستعلاء وتكريس مبدأ التواصل العملي والفعلي مع البيئة الشيعية ومتطلباتها من خلال إنتاج آلية تواصل مستمرة ودائمة مع شرائح المجتمع على اختلاف قناعاتها واتجاهاتها السياسية.

إقرأ أيضًا: إنجاز الإستحقاق الإنتخابي إلى مشهد لبناني جديد
سبق الإنتخابات جملة ووعود وبرامج ونالت لوائح الثاني الشيعي على أساسها أصوات الناخبين في صناديق الإقتراع، إن هذه الأصوات وإن اختارت النهج السياسي العام الذي تمثله الثنائية الشيعية إلا أنها اختارت أيضًا البرنامج السياسي وهي تأمل أن يقود هذا الصوت إلى التغيير الحقيقي في شتى المجالات التي تهم المواطن اللبناني وعلى رأسها معالجة القضايا المعيشية والإجتماعية والصحية والإقتصادية وأن تكون الوعود مجرد وعود انتخابية تنتهي مفاعليها مع صدور النتائج.
كما سبق الإنتخابات أيضًا حالة اعتراض كبيرة على التقصير والتسويف والمماطلة في معالجة القضايا الاجتماعية والأمنية والمعيشية في بعلبك الهرمل تحديدًا وشكلت حالة الإعتراض هذه حالة ضغط كبيرة على الحزب وداخل بيئته تحديدا، وأُخذت هذه الإعتراضات إلى غير مكانها واستطاع الحزب تجاوزها بأساليب لا نريد الدخول في تفاصيلها لأن صفحة الإنتخابات النيابية قد طويت وحان الوقت العمل بجرأة وشجاعة ومسؤولية ووطنية.

إقرأ أيضًا: الناخب اللبناني ضحية الإبتزاز والسخرية!
ولذا فإن الحزب اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى أن يتحمل مسؤولياته تجاه أهلنا في البقاع من خلال معالجة التقصير والبدء بشكل فاعل في اجتراح الحلول المناسبة لمعالجة القضايا الإنمائية والمعيشية وغيرها من الملفات في منطقة بعلبك الهرمل وعلى أن تكون مطالب الإنماء في بعلبك الهرمل من الأوليات في المرحلة القادمة.
إن فوز الثنائي الشيعي يجب أن يستكمل من خلال فتح قنوات الحوار والتلاقي مع المعارضين الشيعية على مستوى لبنان، وقبول الرأي الآخر الذي يشكل بدوره قيمة إضافية، وعدم النظر إلى هؤلاء المعارضين كمجموعة خارجة على الطائفة وثوابتها، وهم مجموعة قادرة على تأخذ دورها السياسي والريادي دون خصومة لا مع الحزب ولا مع حركة أمل ودون إلغاء لأي منهما، كما أن لهذه المجموعة نظرتها السياسية حول شؤون الطائفة هذه النظرة القابلة للنقاش والحوار، والرهان على حكمة الرئيس نبيه بري في ايجاد القواسم المشتركة الجامعة التي من شأنها تحصين الطائفة الشيعية في لبنان وتصحيح حضورها في محيطها العربي والاسلامي.
وعلى أمل أن تكون الوعود الإنتخابية للثنائي الشيعي برنامجًا للعمل الجاد والحقيقي نتمنى للجميع التوفيق .