تصريح الحزب بشأن تثبيت بري رئيسًا للبرلمان هدفه إعلان انحياز الحزب الكامل لصالح حليفه داخل الثنائية الشيعية ضد حليفه باسيل
 

يومان كاملان يفصلان المواطن اللبناني عن الإستحقاق الإنتخابي المقبل يوم الأحد الواقع في 6 أيار 2018، وفي هذه الفترة القوى السياسية على أعصابها، باعتبار أن "المعارك الانتخابية ستدخل اعتبارًا من منتصف ليل الجمعة - السبت، مرحلة «الصمت الانتخابي» والتي تمتد حتى يوم الاقتراع، ويفترض أن يكون هذان اليومان حافلين بشحذ الهمم وشد العصب الانتخابي والطائفي والغرائزي وبمختلف أنواع الأسلحة الانتخابية والسياسية والتي لم يشهد لها لبنان مثيلاً، في كل المعارك الانتخابية منذ تاريخه الاستقلالي" وفق ما ذكرت صحيفة "اللواء".
وفي هذا السياق، قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة نقلاً عن صحيفة "العرب"،  أن "(حزب الله) يعمل خلال هذه الأيام على خطين متوازيين عشية الانتخابات"، ورأت هذه المصادر أن "تدخل الأمين العام للحزب في الحملة الانتخابية لدعم اللوائح الانتخابية دائرة تلو أخرى، يمثل الخط الأول، ويعكس قلقًا لدى الحزب من مغبة حصول اختراقات ولو بسيطة في دوائر الجنوب والبقاع تشكل صفعة لسمعة الحزب أمام جمهوره في لبنان".
ومن ناحيتها، ترى مصادر دبلوماسية عربية أن "الحزب تخلى عن مواقفه الهجومية في لبنان، وهو مرابط داخل مواقع دفاعية تهدف إلى استظلاله بسقوف برلمانية وحكومية تقيه الضغوط التي تستهدفه كما تستهدف النظام الإيراني الذي يرعاه".
وفيما يخص طرح أمر رئاسة الحكومة من قبل الحزب، أضافت هذه المصادر، أن حديث نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم عن أن "الحزب لم يقرر من سيدعم لرئاسة الحكومة، يهدف إلى تحسين وتحصين حصة الحزب داخل النظام السياسي اللبناني، كما يسعى إلى الاستمرار في ورشته لتوسيع هيمنته على مراكز الدولة في لبنان".
ومن جهتها، قالت مصادر قريبة من تيار المستقبل إن "موقف الحزب ليس جديدًا حيال الرئيس سعد الحريري، وأن تعيينه كما تعيين والده الراحل رفيق الحريري من قبله لتشكيل حكومات في لبنان لطالما كانت تتم على الرغم من امتناع نواب الحزب عن تسميتهم".
غير أن بعض الأوساط المسيحية رأت في طرح "أمر رئاسة الحكومة من قبل الحزب بشكل مبكر هدفه بعث رسائل إلى رئيس الجمهورية ميشال عون كما إلى التيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل مفادها أن تفاهمات الصفقة الرئاسية بين عون والحريري نفدت صلاحيتها وباتت تحتاج إلى تحديثات جديدة تأخذ في الاعتبار خطط الحزب ومزاجه الجديد".
ورأت المصادر أن "الرسالة التي وجهها نائب الأمين العام للحزب والمشككة في اسم رئيس الوزراء لا تملك أي مصداقية فعلية لارتباط اسم سعد الحريري بإرادة داخلية إقليمية ودولية بإعادة تعيينه في هذا المنصب، فيما أن تصريحه بشأن "تثبيت" بري رئيسًا للبرلمان هدفه إعلان انحياز الحزب الكامل لصالح حليفه داخل الثنائية الشيعية ضد حليفه باسيل الذي تتدهور علاقته بزعيم حركة أمل" حسب المصادر.