لو افترضنا أن الشخص الذي يقف في هذا المشهد هو غير السيّد نواف ومن الملتحين ومن المتدينيين ولكنه غير محزّب في حزب الحزب لنشره جمهور الغفلة
 

من المعروف عن السيّد نوّاف الموسوي أنه أصولي لا في السياسة فحسب بل في أمور الدين والعقيدة بضميمة أنه مرّ على الحوزة وكان تلميذاً فيها ودرس المقدمات وربما شارف السطوح وهذه التلمذة تفرض على طلاب العلوم الدينية الابتعاد عن المكروهات والتعلّق بالمستحبات بخلاف المتدينين الذين يكتفون فقط العمل بالواجبات والابتعاد عن المحرّمات لتخصّص الطلاب بأمور الدين وترك أمور الدنيا كونها جنّة الكافر.
ما عُرض على مواقع التواصل الاجتماعي من فيديو يظهر السيّد نواف في حالة رقص وسط رجال ونساء محجبات وسافرات يطرح أكثر من سؤال غير سلوكي بالتأكيد بقدر ما هو سياسي بامتياز لتعلقه بمرشح لحزب ديني له موقف واضح من هذه الأجواء التي تتحرّك فيها الغرائز والعواطف على صخب معين ويدعو بحزم الى عدم الاختلاط لما فيه من أذى ويعتبر أن سمة الشخصية الحزبية والمسؤولة خاصة يجب أن تكون متزنة التصرفات ومنسجمة تماماً مع منظومة الرسالة التي تصنع مسلم رسالي في شكله وتصرفاته وممارساته بحيث يدور كيفما يدور الحكم الشرعي ولا يبتعد عن دائرة الفتوى الشرعية من الواجبات الى المكروهات حتى يبقى  مسلماً سليماً و متعافياً من أدران الدنيا.
لو كان هذا المشهد في مراحل الحزب الأولى لتعرّض السيّد للعنات رجال الدين و لأحيل الى جهات القصاص في التنظيم ولحُكم على ضوء الأحكام الواضحة في هذا المجال و التي لا لُبس فيها كونها من ثوابت المنظومة الفقهية عند كل مراجع التقليد والتي لا تجيز الاختلاط الاّ فيما ندر ولا التصرّف بما يخدش شخصية الانسان المؤمن وخاصة في أجواء الشبهة باعتبارها أجواء من صنع الفساد لا من صنع الايمان اذ لا مكان في المشهد الفقهي لحليّة الاهتزاز النسائي لأي ضرورة من الضرورات ومهما كانت أو بلغت فإنها  لا تستقدم أو تستحضر هذا المحظور المجمع عليه بين أهل العلم. 

إقرأ أيضًا: بالفيديو : نواف الموسوي يرقص على أنغام أغنية
حتى الشخص نفسه لا يقوم بمثل هذا العمل لو عاد به الزمن الى الوراء كونه لا يتفق مع حياء الشخصية الرسالية فما الذي يدفع الى ترك ما كان مكروهاً ويتعاطاه على أنه ضرورة تبيح محظوراً كان بمثابة الخطيئة التي لا تُغتفر؟
بتقديري ثمّة قيامة جديدة لا للأشخاص في الحزب فقط بل للحزب نفسه من خلال إحلال السياسة محل الفقه وعملية الالتزام الحرفي بمنظومة الفقيه وسلّة الحرام والحلال لعدم إمكانية التسليم بها في ظل ريادة الحزب و قيادته لمرحلة تاريخية اجتمع فيها الكثيرون من أهل الايمان ومن غير أهل الايمان وهذا ما يستلزم وضع الحرام جانباً و الاعتماد على المباح لحلّ المشاكل التي تحيط أي فعل من أفعال الحزب المؤمن وهذا ما أوجب على الحزب ضم ما هبّ ودبّ في تسمياته المتعددة لتشكيلات المقاومة وهذا ما فرض عليه التعاون مع من هم حلفاء وأصدقاء في السياسة وغير ذلك تماماً في فقه المخالفين أو الكافرين أي أن هناك افتراق واضح بين طريقي السياسة والفقه العملي من هنا برز الخلل أو الاختلال ما بين الايمان وبين الممارسة ومن هنا ولدت حالات منافية للفقه العملي وقد بررها فقه الواقع وهذا الاصطدام بين الفقهين كرّس نزاعاً بين ما يخفي المؤمن وبين ما يُظهر اذ أنه يخفي عقيدته ويظهر سياسة نقيضة لها من التحالفات مع غير أهل الايمان الى الدولة وشرعيتها الى الدخول في مجلس تشريعي لا يعتمد الشريعة بل يعتمد شريعة وضعية من صنع البشر لا من صنع الله.
ثمّة جدل كبير في هذا المجال وأسئلة كثيرة لا تتوفر لها سوى ثرثرات متناقضة مع متن الدين لهذا يبدو أن المشهد الموزع على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يبرّز صورة السيّد نواف بصورة غير مألوفة للمتدين تستدعي الوقوف أمام تناقضات في البنية الحزبية ولو افترضنا أن الشخص الذي يقف في هذا المشهد هو غير السيّد نواف ومن الملتحين ومن المتدينيين ولكنه غير محزّب في حزب الحزب لنشره جمهور الغفلة وصلبه على أبواب المساجد كونه ارتكب الفاحشة بحسب فهمهم لظواهر الفواحش وما بطن منها.