هل هكذا نحمي صحة المواطن ونبني المجتمع المقاوم النظيف؟
 

 

بعد الوعود والشعارات الرنّانة على مدى أعوام ، عادت قضية تلوث نهر الليطاني من جديد لتبرز إلى الواجهة ، في إستهانة حقيقية بكرامة الجنوبيين وتحدي لإرادتهم في الحياة .

فالقضية تعود لسنوات إلى الوراء ، حين إنتشرت صور وفيديوهات لمجرى نهر الليطاني ، والمياه فيه مليئة بالنفايات والرمال ومختلطة بمياه المجارير .

حينها ، إنتفض الأهالي الساكنين على ضفاف النهر ، وحمّلوا المسؤولية للدولة اللبنانية المُمثّلة بأحزاب الأمر الواقع ، " حركة أمل " و " حزب الله "، وطالبوهم بإيجاد حلول فورية لهذه المأساة البيئية .

ورغم حجم الإعتراض الشعبي ، ظلت الثنائية الشيعية لا مبالية بالموضوع ، حتى بدأ موعد الإنتخابات النيابية بالإقتراب ، ففُتح الملف من جديد وقُدِّرت اللجنة الوزارية المكلفة بهذه القضية كلفة التخلص من التلوث اللاحق في هذا النهر ب ٧٥٠ مليون $.

إقرأ أيضا : قضية تلوث الليطاني مستمرة.

 

لكن المشكلة لم تنته بعد ، فمع إقتراب موعد الإنتخابات ، ها هو مجرى النهر لا يزال يُعاني من نفس المشكلة ، حيث لاحظ سكان الجنوب في الأيام الماضية إزدياد في منسوب التلوث الناتج عن المرامل التي تغسل الرمال في مجرى النهر وهي قريبة من النهر ، إضافة إلى مياه المجارير المُوجّهة إليه ، ونفايات بعض الإستراحات التي بدأت تتجهّز للموسم الصيفي.

ومع إقتراب فصل الصيف ، من المرجّج أن تزداد نسبة التلوث ، والأمور ذاهبة إلى الأسوأ ، لما قد يتركه هذا التلوث من آثار سلبية على حياة المواطنين كالإصابة بمرض السرطان.

لكن يبدو أن الثنائية الشيعية غير مبالية بصحة المواطنين أبدا ، وهي تعتبر أن إهانة كرامتهم أمر طبيعي ، بل تستقوي عليهم .

فهل هكذا نحمي صحة المواطن ونبني المجتمع المقاوم النظيف؟