مشكلة الرئيس ترامب ليس مع الإتفاق النووي بقدر ما هي مع توسع دور إيران في الشرق الأوسط
 

حاول الرئيس الفرنسي ايمانوئيل مكرون خلال زيارته الى واشنطن يوم الأمس إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالبقاء في الاتفاق النووي واعدًا إياه ببذل الجهود لتحجيم دور إيران في الشرق الأوسط ومشروعها الصاروخي الباليستي.
تصريحات الرئيس الأميركي عقيب لقاء نظيره الفرنسي تركت بصيص أمل لبقاء بلاده في الاتفاق النووي بالرغم من انه هدّد إيران بأن الرد الأميركي على استئناف إيران أنشطتها السابقة سيكون قاسيًا. 

إقرأ أيضًا: هل تتحول قم إلى فاتيكان الشيعة؟
وقد تناولت الصحف الإيرانية موضوع الصراع على الاتفاق النووي من منظورين مختلفين. 
صحيفة كيهان المتشددة تهجمت على وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي اعترف خلال خطابه بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية بأن إيران والسعودية دمرتا المنطقة خلال صراعهما الاقليمي مؤكدًا على استعداد بلاده لإيقاف دوامة العنف والدمار في المنطقة واعتبرت الصحيفة ان اعتراف ظريف هذا بالدور الايراني في زعزعة أمن المنطقة تبعث على الأسف.  
يبدو أن إيران على لسان وزير خارجيتها أعطت ضوءًا اخضرًا للولايات المتحدة التي تطالب بتحجيم دور إيران العسكري في المنطقة ولكنها تشترط انحسار دورها بانحسار دور المملكة العربية السعودية.
كتب الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي في مقال نشرته صحيفة شرق الإصلاحية أن السبب الحقيقي لحرص الولايات المتحدة للوصول إلى الإتفاق النووي لم يكن الخوف من أنشطة إيران النووية الإيرانية بل كان يكمن في أن إسرائيل كانت تعتبر ان الهدف من أنشطة إيران النووية هو تدمير إسرائيل، ويستنتج مجلسي أن الاتفاق النووي لن يعطي ثماره إلا عندما تتحقق الغاية من الاتفاق النووي وهو أمن إسرائيل.

إقرأ أيضًا: من يدفع ثمن خرق الإتفاق النووي ؟
ويقصد مجلسي القول بأنه طالما تشعر اسرائيل بأن إيران تهدد أمنها عبر سوريا ولبنان فإن إيران لن تجني ثمار الاتفاق النووي.
إن مشكلة الرئيس ترامب ليس مع الإتفاق النووي بقدر ما هي مع توسع دور إيران في الشرق الاوسط وتحولها الى مصدر أساسي لقلق حليفتي الولايات المتحدة أي اسرائيل والمملكة السعودية ولن تتخلى الولايات المتحدة عن حليفتيها إسرائيل والسعودية.