بقاء الروس العسكري في سوريا يبقى موضع وفاق بين الجميع أميركيا وإسرائيليا وسعوديا وسوريا وربما إيرانيا
 

الهجوم الأميركي على مواقع في سورية تزعم الولايات المتحدة أن "النظام السوري" كان ينتج فيها مواد كيمياوية محظورة لم يحزن لا "الأسد" ولا روسيا بل إنه أحبط آمال حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الذين كانوا يتوقعون المزيد. 
التخفيف الذي أبدى به الرئيس الأميركي تجاه ما يعتقد حدوثه في سوريا من "الهجوم السوري الروسي الكيمياوي" يوحي بأن هناك مستوى عال من التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا بالشأن السوري في مرحلة ما بعد "داعش". 

إقرأ أيضًا: كيف ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي على موقعها في الأراضي السورية؟
ويبدو أن سيناريو الوضع السوري هو كالتالي: روسيا ستبقى وينبغي لها أن تبقى في الأراضي السورية حيث أن تواجدها هناك تضمن أمن الكيان الصهيوني وهذا إنجاز كبير تعجز عن تحقيقه أي قوة أخرى بما فيها الولايات المتحدة التي لن تتمكن من البقاء طويلا في سوريا  ولهذا السبب يشكل تواجدها هناك مصدرا لارتياح اسرائيل وليس قلقًا لها كما هو بالنسبة الى تواجد القوات الإيرانية الذي تعتبره إسرائيل خط أحمر لأمنها القومي لأن وجود القوات الإيرانية في الأراضي السورية يطبق الحصار على هذا الكيان.
وهكذا يبدو أن بقاء الروس العسكري في سوريا يبقى موضع وفاق بين الجميع أميركيا وإسرائيليا وسعوديا وسوريا وربما إيرانيا وفي المقابل ربما تريد روسيا ان يتم الاعتراف بقوتها أميركيا وأوروبيا مما يحفزها على تهميش الدور الإيراني في سوريا بل وسحب البساط من تحت أقدام إيران في الأراضي السورية. وبحال تحقيق هذا السيناريو لا تخسر روسيا إلا جارتها الجنوبية إيران ولكن هل تستعد روسيا لأن تخسر إيران بعد محاولات بذلتها خلال مرحلة الشراكة والتنسيق في سوريا في السنوات الثلاثة الماضية؟ 

إقرأ أيضًا: من يدفع ثمن خرق الإتفاق النووي؟
ويبقى الوجود الإيراني العسكري في سوريا مكلف جدا حيث ان اسرائيل لن تقف موقف المتفرج تجاهه واثبتت ذلك عبر هجماتها المتكررة على مواقع القوات الإيرانية في سوريا. كما أن الولايات المتحدة طالبت إيران بسحب قواتها من سوريا وطالبت المملكة العربية السعودية مؤخرا بإرسال قواتها الى سوريا بعد ما عجزت عن إقناع إيران بسحب قواتها من الأراضي العربية، ويبدو ان مهمة القوات السعودية التي يحتمل نشرها في الأراضي السورية بتنسيق مع الولايات المتحدة، سيكون التضييق على القوات الإيرانية. 
إيران أدت دور أكبر داعم مالي وعسكري لنظام "الأسد" وتكبدت خسائر هائلة خلال مرحلة الحرب وتعتقد أنها هي التي قضت على "داعش" في العراق والشام وأن الأميركيين يكذبون عندما يعلنون بأنهم قضوا على داعش. ولكن المسألة ليست هنا بل الأهم هو أن الإنتصار فيما بعد، الحرب له معايير تختلف تماما عن معايير الإنتصار في الحرب وهذه حكمة سوف تنتبه إليها إيران عاجلا أم آجلا.