هذا ما يحتاج إليه الإمام علي عليه السلام من أتباعه السير على نهجه ووفقا لتعاليمه بعيدًا عن الغلو وبث الكراهية وإظهار الإنفعالات
 

تطل ذكرى ولادة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام  كمناسبة جديرة بالوقوف عندها لأي مسلم بالنظر إلى شخصية هذا الإنسان العظيم وحياته التي إمتلات بالدروس والعبر فضلًا عما تركه من خطب وحكم وأحكام ما زالت حتى اليوم تشكل مادة أساسية في نظام الحياة المجتمعي بعيدًا عن الطائفية والمذهبية.
وتكريماً لهذه الشخصية العظيمة  أصدرت الأمم المتحدة، في العام 2002، تقريراً باللغة الإنكليزية بمائة وستين صفحة، أعدّه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، حيث تم فيه اتخاذ الإمام عليّ (ع) من قِبَل المجتمع الدولي شخصية متميزة ومثلا أعلى في  إشاعة العدالة، والرأي الآخر، واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، وتطوير المعرفة والعلوم، وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وعدم خنق الحريات العامة.

إقرأ أيضًا: ما بقى تربحونا جميلة بالمقاومة!!
وقد تضمن التقرير مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام الموجودة في نهج البلاغة، التي يوصي بها عماله، وقادة جنده، حيث يذكر التقرير أنَّ هذه الوصايا الرائعة تعد مفخرة لنشر العدالة، وتطوير المعرفة، واحترام حقوق الإنسان.
وشدد التقرير الدولي على أن تأخذ الدول العربية بهذه الوصايا في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لأنها لا تزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة.
وقد وزع التقرير المذكور على جميع دول الأمم المتحدة، حيث اشتمل على منهجية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في السياسة والحكم، وإدارة البلاد، والمشورة بين الحاكم والمحكوم، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وتحقيق مصالح الناس، وعدم الاعتداء على حقوقهم المشروعة.

إقرأ أيضًا: حسين كوراني فتاوى غبّ الطلب!!!
هذا هو الإمام علي عليه السلام القدوة وهذا ما يحتاج إليه الإمام علي عليه السلام من أتباعه السير على نهجه ووفقًا لتعاليمه بعيدًا عن الغلو وبث الكراهية وإظهار الإنفعالات التي لم تأت إلا بالإساءة للإمام ونهجه وتعاليمه.
ذكرى الإمام علي عليه السلام كمناسبة بما ترمز إليها من قدسية فإنها يجب أن تكون دافعًا نحو الله سبحانه وتعالى لأن عليه السلام كان الأقرب إلى الله في حياته الإجتماعية والسياسية والروحية وتؤكد كل وصاياه على أواصر السلام والمحبة والتلاقي وقبول الرأي الآخر وكلنا يعرف ما قاله علي عن قاتله فكيف الحال فيما تعرض له علي عليه السلام في حياته كلها وهو القائل لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين.
بهذه المناسبة علينا إستلهام روح علي عليه السلام روح المحية والسلام والعطاء والتضحيات والتفاني في الله سبحانه وتعالى.