نفس الوعود والشعارات منذ عام 2009 حتى الآن، فهل سيفي النائب بوعوده؟ أم أن الشعب اللبناني فقد ثقته به؟
 

وعود كثيرة سمعها المواطن اللبناني منذ عام 2009 وما قبلها، ولازال يسمعها حتى الآن خصوصًا على أبواب الإنتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار لهذا العام، وكل نائب أخذ يعرض عضلاته العريضة أمام ناخبيه، عارضًا وعود وهمية لم تحقق سوى الفساد وتراكم الدين العام، وعود فيها نوع من الأمل والخيال، والغريب أن كل نائب سابق مرشح للإنتخابات الحالية يصرخ من على منبره في وجه الفساد، ويُحدثنا عن التنمية والإنماء، مُتناسيًا ما فعله المجلس النيابي الذي كان هو نفسه مشاركًا فيه وموافقًا على تمديده مرتين، فهو لم يقدم لشعبه غير الوعود الكاذبة والمحبطة، واليوم تنهال البرامج الإنتخابية على اللبنانيين، تلك البرامج التي من كثرة الوعود فيها تجعل الناخب يشعر وكأن لبنان سيتحول إلى دولة أوروبية أو أميركية أو دولة متطورة تدخل السباق ضمن لائحة الدول المتقدمة ليُنافس أرقى دول العالم....
حقًا هذا ما يعدنا به نوابنا! ولكن كيف سينفذوا تلك الوعود وهم أصلاً لم ينفذوا الوعود السابقة!؟
واللافت أن هؤلاء النواب أغرقوا لبنان بملفات فساد وهدر وسرقة، فثار الشعب غاضبًا ومطالبًا بحل المجلس النيابي تحت شعار (كلن يعني كلن)، فكيف لهذا الشعب أن يصدق مجددًا نفس النواب؟ وهل فقد ثقته بالطبقة السياسية؟ وكيف تفاعل مع خطابات نوابه الأخيرة؟
أسئلة واضحة وأجوبتها أوضح، نعم فقدنا الثقة بالنواب الحالين والمرشحين، خصوصًا أولئك الذين جلسوا على المقاعد النيابية أكثر من كنبة منازلهم...
الشعب اللبناني يأس من الوعود الكاذبة، والخطابات الرنانة، وحتى أنه يأس من حق الإقتراع، فالبعض فضل عدم الإقتراع لأنه لم يجد مرشحًا صادقًا سيخدمه بل اعتبر أن كل المرشحين يترشحون بوعود سرعان ما تُنسى لحظة الفوز...
والبعض الآخر، إعتبر أنه يشاهد مسرحية، بطلها نائب يحترف التمثيل بمهارة، ومسرحها لبنان، لكن خشبته ملت من نفس الممثلين، وجمهورها لا يريد المشاهدة، لأنه مدرك تمامًا أنه يشاهد مسرحية متكررة لم تقدم أي جديد.
وأصر البعض الآخر على الإقتراع للمحاسبة، وإزالة هذه الطبقة الفاسدة آملاً بالتغيير...
وللأسف، لازال هناك فئة من الناس متمسكة بنفس  المرشحين وبالحزب الذي ينتمون إليه، وذلك ولاءًا منهم للزعيم!
وهذا لا يعني أنه لا يوجد مرشحين غير مؤهلين لخوض الإنتخابات، لكن هؤلاء وجدوا أنفسهم ضعفاء في وجه النائب المرشح المخضرم الذي يتقن فن النيابية بمهارة عبر نفس الوعود والشعارات...
أما الخاتمة النهائية لهذه المسرحية مُعلقة بالناخب وحده، فهو الذي سيقرر إما متابعة نفس المشاهد، أو تغيير القصة اللبنانية كلها، لأن لبنان يلفظ أنفاسه الأخيرة، وشعبه ما عاد يحتمل أي صدمة جديدة!